نوّه رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ بعمق العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، والتي جسدتها الزيارة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- إلى القاهرة ولقائه بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي والمسؤولين المصريين.
ونوه معاليه- في تصريح صحفي- بالكلمة التاريخية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين-حفظه الله- أمام مجلس النواب المصري اليوم، وما حملته من مضامين أكد فيها على عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، وطالب فيها- حفظه الله- أن تتحمل السلطات التنفيذية والتشريعية في دولنا مسؤولياتها الكاملة تجاه شعوبنا ومستقبل أمتنا، وأن نتعاون جميعًا من أجل تحقيق الأهداف المنشودة المشتركة التي تخدم تنمية أوطاننا، لافتًا إلى أن هذه الكلمة يعتبرها مجلس الشورى نبراسًا في علاقاته البرلمانية مع مجلس النواب المصري بما يدعم أواصر التعاون الثنائي في جميع المجالات، وبما يساهم في تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي يتعرض لها الوطن العربي في الوقت الراهن.
ولفت الدكتور عبدالله آل الشيخ النظر إلى أن الملك سلمان أكد في كلمته الضافية على تماسك وتعاون الدول العربية لمواجهة التحديات الجسيمة حاضرًا ومستقبلًا، وهو الأمر الذي تؤكد عليه المملكة وتدعو إليه في كل محفل عربي وإسلامي، مشددًا- يحفظه الله- على أن معالجة قضايا أمتنا- وفي مقدمتها القضية الفلسطينية- تتطلب منا جميعًا وحدة الصف وجمع الكلمة.
وقال رئيس مجلس الشورى: إن التعاون السعودي المصري الذي نشهده اليوم يُعد نقطة تحول وانطلاقة مباركة في تاريخ العالم العربي والإسلامي؛ ليدشن مرحلة جديدة من العمل الجماعي والإستراتيجي ضمن تعاون وتحالف مشترك يجعلنا دولنا أقوى في عالم يموج بالصراعات والتحالفات.
وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين أكد في كلمته على الأهمية الكبرى للمملكة ومصر في كبح جموح الإرهاب الذي يحاول النيل من استقرار المنطقة من خلال إنشاء قوة عربية مشتركة لأجل مكافحة الإرهاب، وتوحيد الجهود فكريًّا وإعلاميًّا وثقافيًّا للقضاء عليه.
وأكد أن هذه الزيارة تعكس حرص قيادة المملكة العربية السعودية على تعزيز الأخوة والتعاون الثنائي مع قيادة وشعب جمهورية مصر العربية بما يخدم المصالح الإستراتيجية للبلدين والشعبين الشقيقين، مشيرًا إلى أن موقف المملكة المساند والداعم لمصر وشعبها موقف تاريخي ثابت في ضوء الدور المحوري لمصر في محيطها الإقليمي والدولي، وما تمثله من صمام أمان لاستقرار وأمن المنطقة.
وأشاد معالي رئيس مجلس الشورى بإعلان خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- عن إنشاء جسر بري يربط بين المملكة ومصر، والذي يُعد شاهدًا على عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين، ويسهل من التنقل بين البلدين بكل يسر وسهولة، مؤكدًا أن التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون في مجالات مختلفة بين البلدين بحضور الملك سلمان والرئيس عبدالفتاح السيسي سيعود بنتائج إيجابية على البلدين.
وأضاف أن زيارة خادم الحرمين الشريفين جامع الأزهر ووضعه- أيده الله- حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية التي تشمل مجمعات سكنية وتعليمية يؤكد على اهتمام الملك سلمان بالعلم الشرعي وطلابه، ويدل دلالة واضحة على مكانة الأزهر وعلمائه في التاريخ الإسلامي.
واعتبر في ختام تصريحه زيارة خادم الحرمين الشريفين وما تحقق لها من نتائج كبيرة تمثل منعطفًا مهمًّا في العلاقات التاريخية بين المملكة ومصر الشقيقة، كما تُعد أنموذجًا يحتذى في العلاقات بين الدول العربية وما يجب أن تكون عليه من تعاون جاد ومواقف بناءة تنعكس على استقرار المنطقة والعالم.