الهدلق: لا يوجد قياس لأثر برامج الأمن الفكري في المدارس

الأربعاء ١٣ أبريل ٢٠١٦ الساعة ٨:٢٢ مساءً
الهدلق: لا يوجد قياس لأثر برامج الأمن الفكري في المدارس

ذكر الدكتور عبدالرحمن الهدلق، مستشار وزير الداخلية ومدير الإدارة العامة للأمن الفكري، في أولى جلسات ملتقى “نرعاك” الرابع والمقام في مركز (سايتك) بمدينة الخبر، أن الانحراف الفكري لدى الشخص هي مسألة نسبية في تبني الأفكار المتطرفة بعيدًا عن الوسطية لتخطي الثوابت.

وأضاف: “توجد مؤشرات عدة تساعدنا على اكتشاف الانحراف الفكري لدى أبنائنا بشكل مبكر، منها المؤشرات الفكرية التي يقوم بها الفرد بتبني أفكار منافية للمجتمع مثل جواز أعمال التفجيرات والعمليات الإرهابية والقتل وغيرها وصواب رؤية التنظيمات الإرهابية”.

وتابع: “وهناك مؤشرات اقتصادية قد تحدث على شكل تغير مفاجئ وغير منطقي في الحالة المادية للفرد ومؤشرات نفسية؛ كالانطوائية والتوتر والخوف والدخول في حالة من الاكتئاب ومؤشرات اجتماعية؛ كعقوق الوالدين وقطع صلة الرحم مع الأقارب وعدم مشاركة الفرد في المناسبات الاجتماعية، واتخاذه لأصدقاء جدد متشددين في أفكارهم بشكل مشبوه”.

وأوضح “الهدلق” عن وجود آلية للوقاية والعلاج لمن تظهر عليه مثل هذه المؤشرات قبل اتخاذ قرار الإبلاغ عنه أمنيًّا، وأضاف أيضًا: الاعتقاد السائد بأن المتطرفين فكريًّا من الطبقة الفقيرة هو غير صحيح؛ حيث ينسب نسبة كبيرة من المتطرفين إلى طبقة الأغنياء والمتوسطين ماديًّا، ويعود السبب في بعض الحالات إلى التفكك الأسري وانعدام الاحتواء والحوار بين أفراده.

وأكد مستشار وزير الداخلية أن الإبلاغ وطلب العون والمساعدة من الجهات المسؤولة لا تكون إلا في حالة التأكد من انحراف الشخص ورفضه هجر وترك هذه الأفكار بعد عدة محاولات من النصح والإرشاد، وثانيًا إذا كان يشكل خطرًا على مجتمعه.

وأكد “الهدلق” على مشاركة أحد الحضور، حيث أشار بأن برامج الأمن الفكري التي تقام في بعض المدارس لا أثر لها ولا تقوم على مبدأ الحوار السليم بين المدرس والطالب، وأن غرضها فقط إضافة رصيد لها من حيث إقامتها لبرنامج يتعلق بالأمن الفكري بدون حرصها على توجيهها للشريحة المستهدفة والنظر إلى تأثيرها في المجتمع.

من جانبه ذكر خبير علم الاجتماع والتربية الأسرية الدكتور جاسم المطوع، أن أهم القضايا التي تستلزم التعامل معها، بالطرق الصحيحة في حياة المراهق، تنقسم إلى ثلاثة: “التعامل مع الفكر، التعامل مع الشهوة والرغبة، التعامل مع المجتمع الظالم والفاسد”. مؤكدًا حاجة المراهق إلى أربعة أمور أساسية خلال نشأته؛ أولها تقديره وتشجيعه، ثانيًا فهمه وعدم نقده، ثالثًا التعبير عن محبته بلغة اللمس، رابعًا تطوير الحوار معه.

فن التعامل مع المراهقين

وطرح الدكتور المطوع خلال ورشة العمل التي شارك بها في ملتقى “نرعاك ” الرابع، والمقام في مركز سلطان للعلوم والتقنية “سايتك” أمس، أبرز صفات وسلوكيات المراهق والتي يسهل ملاحظته خلال هذه الفترة في ورقته التي حملت عنـوان (فن التعامل مع المراهقين والمراهقات)، وتمثلت مواصفات وسلوك المراهق في سرعة التأثر بمن حوله، ومحاولة المراهق إثبات ذاته، سواءٌ داخل المنزل أو خارجه، وهي قضية أساسية من قضايا مرحلة المراهقة، إلى جانب العواطف الجياشة التي يمتلكها في هذه المرحلة، وتقبل الجديد من الأفكار وقوة التصميم، الديناميكية والتفاعل، النشاط الجسدي والذاكرة القوية.

وبيّن أن نسبة فئة الشباب في المجتمعات العربية تفوق 65%، وهي النسب الأعلى في العالم، مقارنة مع غيرها من المجتمعات الأخرى.

كما نبّه الدكتور المطوع بضرورة التوعية التربوية، ودورها الـبارز في تغيير حياة الأسرة، يليه تغيير المجتمع، وهذا ما يهدف له ملتقى نرعاك في نسخته الرابعة، إلى زيادة الوعي لدى المجتمع بالنسبة لتربية المراهقين والأبناء وبالنسبة للعلاقات الأسرية والاجتماعية؛ لذلك تجدنا كمستشارين مختصين نـُساهم في تقديم مثل هذه الدورات للمجتمع؛ حيث إننا نقيس أثر مثل هذه الدورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال تفاعل الأشخاص الذين حضروا مثل هذه الدورات وتعبيرهم عن الفائدة التي عادت عليهم من خلال حضورهم لمثل هذه الدورات.

وفي ظل التغيرات التي تحدث حول أبنائنا بالأخص فئة المراهقين، أوجد برنامج “معين” وهو برنامج يساعد على تحسين العلاقات بين الأهالي وأبنائهم، وذلك من خلال استشارات تقدم من قبل مختصين في الأمور الأسرية والذي يقومون على متابعة مدى تفاعل الأهل في تطبيق هذه الإستراتيجيات في تعاملهم مع أبناءهم وقياس أثر هذه الاستشارات.

ودعا الدكتور المطوع الآباء قائلًا: “يا آباء.. أحضـنـوا أبنائـكـم”، وشدد على أهمية الحوار في فهم ما يجول داخل المراهق وتجنب الكثير من التصادمات معهم وتوثيق أواصر العلاقة بينه وبين ذويه ببنـاء جسر من الثقة بينهم، كما شدد أيضًا على أهمية رفع مستوى التوعية التربوية في بيوتنا.

قيمة الإنسان أغلى من النفط

من جانب آخر في الملتقى ألقى الدكتور أحمد البوعلي ورشة عمل بعنوان (قيمة الإنســان) قائلًا بأن الإنسـان أغلى من النفط، مستشهدًا بذلك تكريم الله للإنسـان في مواضع متعددة من سور القرآن الكريم، وحث الدين الإنسان بالبذل والعطاء وبأن يكون الإنسان عنصرًا خيّرًا في مجتمعه، مبينًا أن التاريخ الإسلامي يسرد لنا شخصيات بقيت ذكراهم بعد رحيلهم، وجعلوا من أنفسهم مشاعل خير وبناء لمجتمعاتهم، فاستُحق أن يخلد أسماؤهم وتفخر بهم الإنسانية، فالإسلام لا يقوم على سجن العقول لكن يفتح لها الأفق والمدارك، كما اعتنى بالأمن الفكري عناية بالغة، وجعله ضرورة من الضرورات لأمن الفرد والأسرة والمجتمع والأمة، ليعيش الجميع في أمن وأمان، ذاكرًا بأن الأمن مطلب الشعوب كافة بلا استثناء، ويشتد الأمر خاصةً في المجتمعات المسلمة؛ إذ لا أمن بلا إيمان، ولا نماء بلا ضمان ضد ما يعكر صفاء أجواء الحياة اليومية؛ قائلًا: “لابـد أن تـتوحـد جهودنـا وتتضافـر لحـماية مجتمعـنا وأمننا في جـميـع المجـالات”.

وتطرق بعدها إلى ضرورة التنبؤ إلى عوامل انتشار الانحراف الفكري، وضررها في مجتمعنا، مشيرًا إلى أن أهم أسبابه التفكك الأسري، وعدم احتواء الآباء للأبناء، يليها عوامل تساعد على الانحراف الفكري وتطرفه؛ من جهلٍ بالدين والسلوك السليم والأخلاق الإنسانية، والإعجاب بالكفار والتشبه بهم وأخذ العلم والمعرفة من غير أهلها، حيث شدد على ضرورة تأكيد بعض المسائل من قبل أهل العلم والفضل والتقوى والصلاح مستطردًا بعدها بطرق الوقاية أهمها تنمية مهارة الحوار وتفعيله والاهتمام بالتربية والتعليم داخل البيت والمدرسة والمسجد ومعرفة الأفكار المنحرفة والتحذير منها وإظهار وسطية الإسلام واعتداله.

كما نصح الدكتور أحمد البوعلي بتضمين المقررات الدراسية بعض الموضوعات ذات الصلة لتحقيق الأمن الفكري، والنظر إلى تطويرها مستمرًّا لمكافحة شتى أشكال الانحراف الفكري، إلى جانب ضرورة اهتمام المؤسسات التربوية والتعليمية بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لطرح مثل هذه القضايا ووضع الخطط والبرامج؛ للوقاية من الانحراف والتطور لدى الناشئة ومعالجتها وتكريس المؤسسات الشرعية التي تنشر العلم الشرعي الصحيح بين الناس والوارد في كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم.

وذكر مدير العلاقات العامة والتسويق في مركز سايتك- وليد الرشيد- بأن ملتقى نرعاك الرابع سيستمر برنامجه في تقديم ورش العمل وجلسات النقاش المختصة بالتربية الأسرية حتى يوم الجمعة.

دكتور الهدلق  لايوجد قياس لأثر برامج الأمن الفكري في المدارس دكتور الهدلق  لايوجد قياس لأثر برامج الأمن الفكري في المدارس1 دكتور الهدلق  لايوجد قياس لأثر برامج الأمن الفكري في المدارس2 دكتور الهدلق  لايوجد قياس لأثر برامج الأمن الفكري في المدارس3 دكتور الهدلق  لايوجد قياس لأثر برامج الأمن الفكري في المدارس4

إقرأ المزيد