القمم الإسلامية.. تاريخ من التعاون المشترك تقوده المملكة

الأربعاء ١٣ أبريل ٢٠١٦ الساعة ١:١٢ مساءً
القمم الإسلامية.. تاريخ من التعاون المشترك تقوده المملكة

منذ القمة الأولى التي عُقدت في الرباط عام 1969 تكافح الدول الإسلامية لمواجهة قضايا مصيرية تتزايد وتتشابك، إلا أن قضية فلسطين والإرهاب الأسود كانتا أكثر القضايا التي استدعت القمة الإسلامية على مدى سنوات.
وتتجه أنظار العالم خلال هذه الأيام نحو إسطنبول المدينة التركية العريقة بتاريخها ودورها في دعم التعاون الإسلامي حيث من المقرر أن تستضيف القمة الثالثة عشر لقادة الدول الإسلامية، وسط اهتمام دولي بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.
واللافت للنظر هو حجم مشاركة المملكة ومستوى التمثيل الذي تشارك به في هذه القمم، ما يعكس ريادة المملكة في قيادة التعاون الإسلامي، حيث تشارك المملكة بوفد رفيع المستوى برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

القمة الحالية سبقتها اثنتي عشر قمة استضافت المغرب 3 دورات منها، فيما عُقدت مرتين بكل من السعودية والسنغال وباكستان، وعقدت مرة واحدة في كل من قطر والكويت، ومصر، القمة المرتقبة هي الأولى التي تستضيفها تركيا.
وفيما يلي استعراض للقمم الإسلامية السابقة وما واكبها من أحداث تاريخية بارزة:
1- قمة الرباط الأولى 1969
عقب قيام إسرائيلي بحرق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969 تداعى رؤساء بلدان وحكومات 25 دولة إسلامية وممثلين عن الأقلية المسلمة في الهند ومنظمة التحرير الفلسطينية، وعقدوا قمتهم الإسلامية الأولى في العاصمة المغربية خلال الفترة من 22 إلى 25 سبتمبر 1969.
وأدان المؤتمرون حرق المسجد الأقصى، وأعلنوا التزامهم باستمرار التشاور بينهم بغية التعاون الوثيق والمساعدة المتبادلة في الميادين الاقتصادية والعلمية والثقافية، والتزامهم بتسوية المشكلات التي قد تنشأ فيما بين بلادهم بالوسائل السلمية.

كما انتهوا إلى إنشاء منظمة إسلامية دولية تضم الدول المشاركة في المؤتمر ومن ينضم إليها ويلتزم مبادئها من الدول الإسلامية باسم “منظمة التعاون الإسلامي”.
2- قمة لاهور 1974
القمة الثانية عقدت في لاهور بباكستان عام 1974 بمشاركة 35 دولة، إضافة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل عن فلسطين، وانتهوا لعدة قرارات خاصة بالقضية الفلسطينية عامة والقدس خاصة، وصندوق التضامن الإسلامي، والتنمية، والعلاقات الدولية، إضافة إلى اتفاقهم على صون التضامن بين الدول الإسلامية واحترام استقلال كل دولة وسلامة أراضيها واجتناب التدخل في الشؤون الداخلية لأي منها.

 

3- قمة مكة المكرمة 1981

أما القمة الثالثة فانعقدت عام 1981 في مكة بالمملكة العربية السعودية تحت عنوان “دورة فلسطين والقدس”، واعتبرت فلسطين قضية الأمة، مؤكدة عدم جواز انفراد أي طرف من عربية أو إسلامي بحل لقضية فلسطين خاصة، والصراع العربي الإسرائيلي عامة، كما ناقشت الوضع في أفغانستان والنزاع العراقي الإيراني.

4- قمة الدار البيضاء 1984

استضافت مدينة الدار البيضاء بالمغرب القمة الإسلامية الرابعة عام 1984 بمشاركة ملوك وأمراء ورؤساء وممثلين عن 42 دولة، والتي دعت آنذاك كلا من العراق وإيران إلى وقف إطلاق النار، والموافقة على تشكيل قوة إسلامية للرقابة على تطبيق هذا القرار، ورحبت أيضًا بانضمام سلطنة بروناي إلى منظمة التعاون الإسلامي، ووجهت نداءً للولايات المتحدة الأميركية لإعادة النظر في قرارها الخاص بالانسحاب من اليونسكو.

 

5- قمة الكويت 1987

عقدت القمة الإسلامية الخامسة في الكويت تحت عنوان “دورة التضامن الإسلامي” في الفترة من 26 إلى 29 يناير 1987، بمشاركة 44 دولة، أدانوا جميعا ما وصفوه بـ”الحملة الأميركية البريطانية الإسرائيلية على سوريا وبعض الدول الإسلامية لتشويه سمعتها دوليًا ومحاولة النيل من نضالها المشروع ضد المخططات الاميركية الصهيونية في المنطقة”.

 

6- قمة داكار 1991

وفي عام 1991 عقدت القمة الإسلامية السادسة في العاصمة السنغالية داكار، واهتم المشاركون بتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، وأشادوا بـ”صمود المواطنين العرب السوريين في الجولان المحتل في وجه الاحتلال الإسرائيلي”.

 

7- قمة الدار البيضاء 1994

وتحت عنوان “المشاكل الاقتصادية في البلدان الإسلامية” عقدت عام 1994 القمة الإسلامية السابعة في مدينة الدار البيضاء بالمغرب.

 

8- إعلان إسلام أباد 1997

عقدت القمة الثامنة بشكل طارئ في إسلام آباد بباكستان عام 1997 لمناقشة قضية جامو وكشمير، بالإضافة لقضية فلسطين.

 

9- مؤتمر الدوحة 2003

خصصت القمة الاستثنائية التاسعة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة عام 2003 لتدارس التهديدات بهجوم عسكري أمريكي على العراق والظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية إبان انتفاضة الأقصى، وأعلن المشاركون رفضهم القاطع لضرب العراق أو تهديد أمن وسلامة أية دولة إسلامية، وضرورة حل المسألة العراقية بالطرق السلمية في إطار منظمة الأمم المتحدة ووفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

 

10- مؤتمر مكة الاستثنائي 2005

عقد مؤتمر القمة الإسلامية العاشر بشكل استثنائي أيضًا في مكة عام 2005، بعنوان “مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين-التضامن في العمل”، حيث أكد المشاركون نبذهم لـ”كل أشكال العنف والغلو والتطرف”، وأبدوا استياءهم من “ظاهرة كراهية ومعاداة الإسلام في العالم واعتبارها شكلًا من أشكال العنصرية”.

 

11- قمة داكار 2008

عقدت قمة إسلامية في العاصمة السنغالية داكار عام 2008، حيث ناقشت جملة من القضايا المهمة التي تتعلق بالقدس وقضية فلسطين وشؤون الجماعات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.

 

12- قمة القاهرة 2013

ناقشت القمة التي انعقدت في عهد تولي محمد مرسي رئاسة البلاد، آنذاك، القضايا والتحديات التي يمر بها العالم الإسلامي، وأصدرت بيان القاهرة الختامي الذي تضمن العديد من الملفات وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والاستيطان الإسرائيلي، ومكافحة الإرهاب، وبؤر الصراعات في العالم الإسلامي، وظاهرة الإسلاموفوبيا، وسبل مكافحة ازدراء الأديان، ونزع السلاح النووي.

 

13- قمة اسطنبول 2016

تستضيف مدينة إسطنبول التركية، القمة الـ 13 لمنظمة التعاون الإسلامي، يومي 14و15 أبريل الجاري، وذلك بمشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب رؤساء برلمانات، ووزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة.