يمكن القول إن صورة جيرارد بيكيه، وهو يدفن رأسه بين يديه على أرض الملعب بعدما أضاع هدفا محققا في الدقائق الأخيرة من المباراة، تلخص حال فريق برشلونة في الآونة الأخيرة.
لقد ظل بيكيه على تلك الحالة نحو 10 ثوان، لم يستطع أن يقف على قدميه خلالها، فقد أضاع فرصة الحصول على نقطة على الأقل من ضيفه فالنسيا، كما ضاعت فرصة الابتعاد بالصدارة عن صاحب المركز الثاني أتلتيكو مدريد، وكذلك عن منافسه فريق العاصمة الآخر ريال مدريد.
والخسارة بهدف لهدفين هي الكارثة الأخيرة في شهر، بعدما كان متقدما بفارق 8 نقاط عن منافسيه في بطولة الليغا، في الثامن عشر من مارس الماضي، كما فاز على منافسه في بطولة دوري أبطال أوروبا فريق أرسنال الإنجليزي، في المباراتين بمجموع 5 أهداف لهدف واحد.
والآن يتصدر برشلونة الترتيب العام بفارق الأهداف عن أتلتيكو مدريد وبفارق نقطة واحدة عن ريال مدريد.
ففي المباريات الست الأخيرة، خسر برشلونة 4 مباريات وتعادل مرة وفاز مرة واحدة.
الأسوأ من هذا كله، فقد الفريق لقب بطولة الشامبيونزليغ، بعدما خسر أمام أتلتيكو مدريد بمجموع المباراتين 3-2.
ما الخطأ؟ كيف سقط الفريق الذي بدا منيعا حتى شهر مضى؟
فقد لعب ثلاثي الهجوم ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار ما مجموعه 140 مباراة في هذا الموسم حتى الآن، بالإضافة إلى مباريات رحلاته الخارجية إلى أميركا اللاتينية واليابان.
بالمقارنة مع ريال مدريد، فقد لعب ثلاثي الهجوم في الفريق الملكي كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة وغاريث بيل، 107 مباريات فقط.
وكان المدرب لويس إنريكه يعمد إلى مشاركة اللاعبين الثلاثة منذ البداية، الذين شاركوا كذلك في بطولة كأس العالم عام 2014 وكذلك في بطولة كوبا أميركا.
وأحرز ثلاثي برشلونة، الذي يعرف بلقب “إم إس إن” (MSN) 112 هدفا 3 منهم فقط في الشهر الأخير، وهو الوقت الذي يحتاجه الفريق أكثر من أي وقت آخر لإحراز الأهداف.
عندما تسير الأمور في الاتجاه الخاطئ في برشلونة، فالأمر لا يحتاج إلى وقت طويل حتى يوقن أن المدير الفني سيخضع للضغط مهما كانت نتائجه السابقة، وهو ما حدث بالفعل مع إنريكه.
ففي الموسم الأول له مع برشلونة، قاد الفريق إلى الثلاثية، لكنه في الأسابيع الأخيرة تحول إلى دفاع عن أسلوبه في التعامل مع الضغط الذي أدى إلى مزيد من التدقيق والتمحيص في أسلوبه.
مثال على ذلك خلال المؤتمر الصحفي بعد الهزيمة من فالنسيا، عندما سأله الصحفي فيكتور مالو، والذي يعني اسم عائلته بالإسبانية “السيء”، عما إذا كانت التحضيرات البدنية للاعبين مسؤولة عن انهيار الفريق، فرد إنريكه قائلا “ما اسم عائلتك؟” قال الصحفي “مالو” فأردف إنريكه قائلا “بالضبط” السؤال التالي، وكان يقصد أنه الصحفي سيئا بحسب معنى اسم عائلته، وتجاهل الإجابة منتقلا إلى سؤال آخر.
وثارت شكوك وتساؤلات حول عدم قيام إنريكه بإراحة اللاعبين الرئيسيين في الفريق عندما واتته الفرصة لذلك.