وكالة الأنباء السعودية توقّع مذكرة تفاهم مع “نوفا” الإيطالية لأول مرة من 13 عامًا.. جنبلاط في قصر الشعب بدمشق منصة مساند: 4 خطوات لنقل خدمات العمالة المنزلية حساب المواطن: 3 خطوات لتغيير رقم الجوال العالمي يزيد الراجحي يسيطر على جولات بطولة السعودية تويوتا ويتوج باللقب للمرة الرابعة زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب جنوب إفريقيا ديوان المظالم يعلن فتح باب التقديم للتدريب التعاوني فلكية جدة: قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم الصحة: إحالة 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية 3200 طالب وطالبة بتعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة بيبراس موهبة 2024م
كشفت وزارة التجارة والصناعة عن تضاعف الصادرات السعودية غير النفطية 3 مرات خلال عامين فقط، ونمو حجم مبيعاتها إلى 627 مليار ريال، خلال الملتقى الصناعي السادس، الذي دشّنه مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، اليوم الأربعاء، برعاية إلكترونية من صحيفة المواطن، تحت شعار: “التحول الوطني.. نحو تحول صناعي”، بفندق جدة هيلتون، بحضور وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ومشاركة قيادات تمثل 10 جهات حكومية، وأكثر من 500 خبير ومتخصص ومشارك من المستثمرين ورجال المال والأعمال والشركات السعودية والجهات الاستشارية والاقتصادية.
شباب الصناعة
وأطلق أمير منطقة مكة المكرمة مبادرة “#شباب_الصناعة”؛ بهدف دعم الشباب للتحول نحو الصناعة، وتبني ابتكاراتهم، وعرض تجاربهم الناجحة، وتحفيز الشباب لاكتشاف القطاع والدخول فيه والبدء في صناعاتهم الصغيرة للمساهمة في التحوّل الوطني، واستعرض المشاركون في جلسات اليوم الأول، أبرز التحديات التي تواجه الصناعة السعودية والسُبل الكفيلة بزيادة الصادرات خلال الفترة المقبلة، من خلال 18 متحدثًا يمثلون الخبراء والمختصين والصُنّاع وأصحاب الأعمال والمستثمرين.
ودعا وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة إلى استثمار التسهيلات الكبيرة التي تقدّمها الوزارة بهدف تحقيق موقع ريادي لقطاعي التجارة والصناعة السعوديين في بيئة عادلة ومحفزة، وحماية مصالح المستفيدين، وقال: “نجحنا في تطوير إجراءات استخراج سجل تجاري إلكتروني جديد في مدة لا تزيد عن 180 ثانية، في حين يستغرق فتح السجل في الولايات المتحدة الأمريكية يومين، وفي بريطانيا أسبوعًا كاملًا، كما نجحنا في تطوير إجراءات تسجيل العلامات التجارية، وخفَّضنا المدة من 232 يومًا إلى يومين فقط، مما ساهم في زيادة نسبة طلبات العلامات التجارية بنسبة 42%”.
وكشف الربيعة عن وجود بوابة إلكترونية أطلقتها وزارة التجارة والصناعة، تهدف إلى تعزيز مبادئ الإفصاح لدى الشركات وزيادة مستوى الشفافية، وتحسين وتطوير بيئة الأعمال واستمرارية المنشآت، ووصل حجم مبيعات الصناعة السعودية إلى 627 مليار ريال حصاد مبيعات 1800 مصنع أدرجت بياناتها في سجل القوائم المالية، وأطلقت الوزارة شعار “ابدأ مصنعك في 4 خطوات”، من خلال إصدار الترخيص الإلكتروني في 24 ساعة، ثم إصدار السجل التجاري إلكترونيًا في 180 ثانية، والخطوة الثالثة هي الحصول على أرض صناعية، ثم الخطوة الأخيرة في الحصول على التمويل للمشروع الصناعي.
ولفت وزير التجارة والصناعة إلى أن الحصول على أرض صناعية بات أمرًا ميسرًا في ظل تواجد 34 مدينة صناعية بالمملكة، ومع محفزات الاستثمار الصناعي، التي تتمثل في تسعير إيجار المتر بريال واحد فقط للصُنّاع، كما توجد مصانع جاهزة مدعومة يصل عددها إلى 604 مصانع، تقدّم خصومات أكثر من 65%، وتم إطلاق تطبيق المصانع السعودية الذي يقدم معلومات تفصيلية لأكثر من سبعة آلاف مصنع، مشيرًا إلى أن حجم الاستثمارات الصناعية تصل إلى 807 مليارات ريال، وتمثل 27% من حجم الاستثمارات الموجودة.
وأشار إلى نمو الصادرات السعودية غير النفطية 3 أضعاف من عام 2008 إلى 2014م، وتعمل الوزارة على تعزيز قدرة المملكة في التصدير، حيث أقيمت 97 ورشة عمل بمشاركة 1836 متدربًا و1447 شركة، وينتظر أن ننفذ خلال العام الجاري 117 ورشة عمل، وتم تطوير التقييم الإلكتروني للتصدير، حيث تم إصدار ثلاث طبعات لدليل التصدير، وحري توفير فرص البيع للمنشآت الجاهزة للتصدير من خلال مشاركة 1240 شركة سعودية في 33 معرضًا وملتقيًا دوليًا في العامين الماضيين.
خيارات التحول
وأشارت ألفت قباني، رئيس الملتقى، إلى أن الصناعة تتصدر الخيارات الوطنية في التحول الوطني، وقالت في كلمتها: “يخطئ مَنْ يتصور أن التحول الوطني مجرد شعار وضعناه أمام أعيننا بحثًا عن التغيير أو التحسين والتطوير في بعض القطاعات.. إنه نهج وطريق حياة.. بل هو كما وصفه أمير منطقة مكة المكرمة تحوّل في الفكر والفعل.. تحوّل في الإرادة والحلم.. تحول في التوجّه والإنجاز، لذا يحمل الملتقى في نسخته السادسة عنوان “التحول الوطني.. نحو تحول صناعي”، ليرتكز على الثوابت الثلاث، التي أشرتم إليها في كلمتكم المهمة في افتتاح منتدى جدة الاقتصادي، حيث أكدتم أن التحول يأتي عبر الثقافة.. روح وفكر وسلوك، والاقتصاد القائم على المال والتجارة والصناعة.. عصب ومنطق حضارة، والإدارة التي تعد رأس الأمر في كل صدد، فلولا الله ثم دعم الأمير خالد الفيصل لم يكن بالإمكان أن تتحول الرقعة الصناعية في جدة إلى أكثر من 120 مليون متر، بعد تدشينكم للمدينة الصناعية الثانية، ووضع حجر الأساس للمدينتين الثالثة والرابعة، وتحقيق الحلم الذي راودنا في جدة على مدار عقدين من الزمن، فقد كان لدينا مدينة صناعية واحدة.. والآن أصبح لدينا 4 مدن صناعية.. فهذا تأكيد على حرصكم ودعكم المستمر وتذليل كافة العقبات لهذا القطاع المهم”.
وتابعت: “أتي هذا الملتقى ليؤكد رسالتكم السامية في جعل الصناعة هي المصدر الثاني للدخل الوطني، حيث يهدف إلى إبراز دور القطاع الصناعي في التحول الوطني، مع التركيز على صناعة شراكات ناجحة بين القطاعين العام والخاص، والتحول إلى الصناعات الحيوية، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوجيه الشباب نحو الصناعة، وتحفيزهم لتنبي مشاريع ابتكارية وريادية، مع العمل على رفع نسبة مشاركة المرأة في هذا القطاع ضمن الضوابط الشرعية وتوفير بيئة مناسبة لها”.
وشدّدت قباني على أن المجتمع المنتج وحده هو القادر على الدخول للمستقبل.. لأنه يرفض أن يترك مصيره في أيدي غيره.. وقالت: “الصناعة تقود التنمية في كل حضارات العالم.. وهي سبيلنا الأول للمضي قدمًا في مصاف الدول المتطورة، فالاتفاقيات والشراكات التي تعقدها مملكتنا الرائدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم والإرادة الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – وحكومته الرشيدة.. تفتح أسواقًا جديدة للمنتج السعودي، وتعبر به إلى قارات العالم قاطبةً على جسر من الإرادة والعمل.
تجارب ناجحة
وأشار نائب رئيس غرفة جدة مازن بن محمد بترجي، إلى أن الصناعة تعتبر مهن الأنبياء والرسل، وقال: “لما كانت الصناعة من أشرف المهن، فقد علمها الله سبحانه وتعالى بعض رسله وأنبيائه الذين أرسلهم هداة للناس وقدوة لهم في حياتهم.. فرسول الله نوح – عليه السلام – كان “نجارًا”، حيث أمره الله سبحانه وتعالى بأن يصنع السفينة للنجاة من كيد الكافرين، وأمر أبو الأنبياء إبراهيم الخليل ببناء الكعبة الشريفة، وداوود – عليه السلام – ملك ونبي وصانع، ونبي الله إدريس خياطًا، ولقمان كان خياطًا أيضًا، وأخبر الله سبحانه وتعالى عن رسله وأنبيائه بأنهم كانوا يتخذون أسباب المعاش، ويطلبون الرزق بالعمل والسعي كالصناعة والتجارة، قال تعالي في سورة الفرقان: “وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق” صدق الله العظيم.
وأكد بترجي أن الملتقى يتبنى ابتكارات الشباب، تجاربهم الناجحة، وإبراز أفكارهم الصناعية، بدعم مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ولاشك أن للجنة المنظمة لهذا الحدث من خلال اللجنة الصناعية والجهاز التنفيذي بالغرفة دورًا رائدًا في الاستعداد والتنظيم لهذا الحدث، الذي يحمل في طياته آمال وتطلعات القيادة الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله – الذي قاد أكبر تحالف عسكري إسلامي، ليتوج هذا الدور بقيادته للتحالف الصناعي الإسلامي، ليجعل من المملكة رائدة الصناعة في المنطقة، لما تملكه من إمكانات بشرية ومادية كبيرة .
معاناة العروس
من جانبه، استعرض رئيس اللجنة الصناعية بغرفة جدة إبراهيم بترجي، المعاناة التي عاشتها جدة على مدار عقدين من الزمن، بسبب ندرة الأراضي الصناعية قبل أن تحدث الطفرة الكبيرة في السنوات الماضية، وقال: “الصناعة فرصة لتعزيز القيمة المُضافة للموارد الوطنية وتنويع القاعدة الاقتصادية للوصول إلى تحقيق التنمية المستدامة، فقد كانت مدينة جدة تعاني من مشكلة عدم توفر أراضي صناعية مجهزة تستوعب الصناعات الجديدة، حيث لم يكن بها غير مدينة صناعية واحدة على مساحة إجمالية تبلغ ١٢ مليون متر مربع لم تستوعب كل الصناعات، وكان هناك أكثر من 5 آلاف ترخيص صناعي على قائمة الانتظار للحصول على قطعة أرض لبناء مصنع عليها، مما اضطر بعض المستثمرين إلى الاستثمار في الدول المجاورة” .
وأضاف: “انطلاقًا من دور اللجنة الصناعية في غرفة جدة في بحث وحلّ المعوقات والصعوبات التي تقف في وجه تطور القطاع الصناعي بمدينة جدة، ودعم وتنمية هذا القطاع، وتأكيد أهميته في تنويع مصادر الدخل الوطني، وتعزيز تواجد المنتجات الوطنية في السوق العالمية، فقد قامت اللجنة بالتنسيق مع إمارة المنطقة وهيئة المدن الاقتصادية بتوفير أكثر من ١٢٠ مليون متر مربع أراضي صناعية بمدينة جدة، وارتأت اللجنة الصناعية تنظيم هذا الملتقى الصناعي في نسخته السادسة، بهدف تجمع الصناعيين وأصحاب العلاقة في مكانٍ واحدٍ؛ لتعزيز دور القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني، ولبحث ومناقشة مساهمة الصناعة في الاستراتيجية الوطنية للتحول الوطني وتحفيز الشباب، لاكتشاف هذا القطاع والدخول فيه، والبدء في صناعاتهم الصغيرة للمساهمة كذلك في التحول الوطني”.