المنتخب السعودي لا يخسر في مباراته الافتتاحية بالكويت توضيح من التأمينات بشأن صرف مستحقات الدفعة الواحدة العقيدي أساسيًّا في تشكيل السعودية ضد البحرين الشوكولاتة الساخنة أكثر صحة من خلال استبدال بعض مكوناتها إستاد جابر الأحمد جاهز لمباراة الأخضر والبحرين رينارد يستبعد فراس البريكان من قائمة الأخضر شاهد.. غرفة ملابس الأخضر قبل لقاء البحرين حرس الحدود يختتم معرض وطن بلا مخالف بالرياض موعد صدور أهلية حساب المواطن للدورة 86 إحباط تهريب 19 كيلو قات في جازان
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، افتتح رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان- أمس- المؤتمر العالمي لحلول القيادة والسيطرة- بناء القدرات المحلية- الذي تنظمه جامعة الملك سعود بالتعاون مع وزارة الدفاع، بحضور وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، ومدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر، وقادة أفرع القوات المسلحة وكبار الضباط بوزارة الدفاع، وذلك بقاعة الشيخ حمد الجاسر بمقر الجامعة.
وفي بداية الحفل ألقى مدير مركز القيادة والسيطرة للأنظمة المتقدمة بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز العبدالحافظ كلمة بيّن فيها أن المؤتمر أحد الثمرات الناتجة من مذكرة التفاهم التي وقعت مؤخرًا بين وزارة الدفاع والجامعة، حيث تضطلع الجامعة بدور ريادي في تطوير المنتجات المبتكرة وتقديم البحوث وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات؛ دعمًا لتوجهات وزارة الدفاع في تطوير أنظمتها في مجال أنظمة القيادة والسيطرة والمتقدمة والأمن السيراني؛ حيث تدعم هذه الأنظمة متخذي القرار عبر توفير البيانات والمعلومات بالشكل والوقت المناسب ومعالجاتها بالتقنيات الذكية، ونظرًا للأهمية البالغة لتلك الأنظمة فقد تولى مركز القيادة والسيطرة للأنظمة المتقدمة، ومركز التميز لأمن المعلومات بجامعة الملك سعود، زمام المبادرة لبناء القدرات الوطنية وتوطين التقنيات لتلك الأنظمة.
بعد ذلك ألقى رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر- الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي- كلمة أوضح فيها أن التحديات العسكرية والأمنية والمعلوماتية المتلاحقة التي تمر بها دول المنطقة هي في ازدياد كمي ونوعي؛ مما يحتم وجود قدرة وطنية مستدامة مبنية على شراكة بين القطاعات العملياتية التنفيذية والمراكز البحثية، فالتحالف الإسلامي العسكري المكون من 40 دولة ضد الإرهاب، وكذلك تمرين رعد الشمال الأضخم في تاريخ المنطقة يمثلان تحديًا حقيقيًّا لأنظمة قيادة وسيطرة حديثة تبنى بوقت قصير قابلة للتكيف تبعًا لحجم العمليات وطبيعتها.
وأشار “الغامدي” إلى أنه بالإضافة للتحديات والمخاطر العسكرية المباشرة وغير المباشرة أظهرت آخر الاستطلاعات شيوع أربعة أنواع من الجرائم الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط احتلت الجرائم الإلكترونية المرتبة الثانية، مبينًا أن التهديدات الأمنية الإلكترونية في الشرق الأوسط تنامت لترتفع بنسبة 50% في عام 2015 مقارنة مع العام الذي سبقه، فيما يتوقع أن تسجل الأعوام القادمة زيادات مماثلة ومطردة.
وأوضح الدكتور الغامدي أن الدراسات تشير إلى أن معدل التعرض للهجمات الإلكترونية في دول الخليج معدل العدوى الإلكترونية يزيد بأكثر من مرتين عن المعدل العالمي، وكل تلك التحديات متعلقة بشكل مباشر بالأمن الوطني للدول وكذلك البنية التحتية ومصادر وخطوط إنتاج الطاقة والموارد الحيوية؛ مما يحتم وجود دور ريادي للجامعات في إيجاد حلول معرفية مستدامة لأنظمة القيادة والسيطرة والأمن السيبراني، يتحقق من خلالها امتلاك التقنية ونقلها وتوطينها.
وأفاد أن أنظمة القيادة والسيطرة، سواء للعمليات الميدانية أو الأمن السيبراني هي من الأنظمة المتعلقة مباشرة بالأمن الوطني، وهي في الوقت ذاته من الأنظمة المعقدة أو ما يسمى بأنظمة الأنظمة، حيث تتكامل فيها أنظمة فرعية متعددة لتقدير الموقف وتحليله واتخاذ القرار المناسب في الوقت والمكان المناسبين؛ ومن ثم التنفيذ، وبعد ذلك تحليل أثر كل تلك المراحل.
بدوره ألقى مدير جامعة الملك سعود- الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر- كلمة أوضح فيها أنه منذ أن اتخذت جامعةُ الملكِ سعود قرارَهَا بالتوجهِ نحو التركيزِ على الجوانبِ البحثيةِ وهي ماضيةٌ في اختيارِ الموضوعاتِ التي تهمُّ الوطنَ والمواطنَ والمجتمعَ بأسرِه؛ لمناقشتِها وتحليلِها؛ للمساهمةِ في تقديمِ رسالةٍ وطنيةٍ تهدفُ إلى تقديمِ الحلولِ لمشكلاتِ المجتمع، وبحثِ قضاياه، لبناءِ حياةٍ أفضل، وتجنيبِ المجتمعِ والوطنِ عقباتِ التقدم.
وبيّن أن الجامعةَ لديها الطاقات العلمية الرائدة في كل مجالاتِ العلومِ وأكثرها تقدمًا؛ فقد شاركتْ ولا تزالُ في تقديمِ الأطروحاتِ العلميةِ والبحثيةِ في ندواتٍ ومؤتمراتٍ مختلفةٍ تبحثُ أهمَّ القضايا في كلِّ المجالاتِ الطبيةِ والعلميةِ والهندسيةِ والبرمجيةِ وغيرِها، بل والدخولِ في أكثر القضايا دقةً وتقدمًا كهذه القضيةِ التي يناقشُها هذا المؤتمرُ الإستراتيجيُّ المهم، وهي حلولُ القيادةِ والسيطرة، وهذا جانب علمي متقدم من علومِ التقنيةِ الحاسوبية، فرضتْه النقلةُ الهائلةُ في مجالِ البرمجيات، تلك النقلةُ التي خدمت الحياةَ بإيجابيةٍ كبيرةٍ من جانب، وهدَّدتْها من جانبٍ آخرَ بالتعدي على أمنِ المعلوماتِ، واختراقِ سريةِ البياناتِ الخاصةِ بالمؤسساتِ بأنواعِها، ولاسيما المؤسساتِ العسكرية، وغيرِها من القطاعاتِ الصناعيةِ والبتروليةِ وشركاتِ الطاقة.
وقال “العمر”: “ولذلك فقد تعاظمتْ أهميةُ تطويرِ أنظمةِ القيادةِ والسيطرةِ في هذا الوقتِ تحديدًا أكثر من أي وقتٍ مضى؛ بسببِ تزايدِ التحدياتِ الدوليةِ والإقليميةِ التي تواجهُها المنطقةُ عامة، والمملكةُ العربيةُ السعوديةُ خاصةً؛ لكونِها تحملُ الدورَ القياديَّ الأكبرَ في الحفاظِ على أمنِها واستقرار المنطقةِ برمتها، الأمر الذي يتطلبُ استمرار التطويرِ لأنظمةِ القيادةِ والسيطرةِ لصلتِها المباشرةِ بالأمن الوطني”، مشيرًا إلى أن الجامعة تقدمت خطوةً أهمَّ على هذا الطريقِ بتأسيسِها مركزَ القيادةِ والسيطرةِ للأنظمةِ المتقدمة، وهو يُعد الأولَ من نوعِهِ إقليميًّا، والثاني عالميًّا، وقد نجحت الجامعةُ عبرَ هذا المركزِ في تأسيسِ شراكاتٍ مهمةٍ مع عدةِ قطاعاتٍ دفاعيةٍ وأمنيةٍ لاستشرافِ الجيلِ الجديدِ من أنظمةِ القيادةِ والسيطرة.
وفي ختامِ الكلمة شكر مدير الجامعة راعيَ هذه المناسبة، صاحبَ السموِّ الملكيِّ الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزيرَ الدفاع، كما قدم شكره لمعالي رئيسِ هيئةِ الأركانِ العامةِ الفريقِ أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان على افتتاحهِ هذا المؤتمرِ.
بعد ذلك ألقى وزير الاتصالات وتقنية المعلومات- الدكتور محمد بن إبراهيم السويل- كلمة أكد فيها أن الوزارة تهدف في رؤية السعودية 2030 إلى الوصول لتغطية خدمات النطاق العريض لتتجاوز ٩٠٪ من المنازل في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية و٦٦٪ في المناطق الأخرى، لافتًا النظر إلى أن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تعمل حاليًّا على إصدار تراخيص خاصة بتقديم خدمات النطاق العريض عبر الأقمار الصناعية، وهذه الشبكة من الأقمار الصناعية، تُعتبر جزءًا مهمًّا من مكونات أنظمة القيادة والتحكم والسيطرة.
وقال: “لقد أدى تطور التقنيات المختلفة في عالم الاتصالات وتقنية المعلومات إلى اكتشاف آفاق جديدة، وإتاحة المزيد من الفرص الجديدة والواعدة، ومن أهمها نماذج شراكات جديدة مع الشركات التجارية، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمعات المحلية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأفراد في مجالات متعددة؛ وذلك بهدف إحداث تغيير جذري في طريقة تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات”.
وأفاد أن هذه الشراكات المتعددة الأطراف والثرية بتنوعها؛ سوف يحتم على الجميع بذل الجهود لإنجاحها واستثمارها، وهذا ما سوف يعالج في حلقة النقاش الثالثة في هذا المؤتمر، وعلى هذا فإنه من المهم جدًّا أن يكون هناك تعاون وثيق بين الحكومة، والجهات البحثية، والأكاديمية، والصناعة في مجالات تعزيز البحوث السباقة، وخلق القدرات المحلية في أنظمة القيادة والسيطرة ودعم عمليات نقل التقنية والمعرفة، وتخصيص تقنيات أنظمة القيادة والسيطرة؛ لتلبية الاحتياجات المحلية والإقليمية.
ثم ألقى رئيس هيئة الأركان العامة- الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان- كلمة ذكر فيها أن تسارع وتيرة الصراعات المسلحة الحديثة وظهور التقنية المتقدمة في المجال العسكري ونظم التسليح المتطورة أعطى أهمية كبرى لدور القيادة والسيطرة في المعارك الحديثة؛ مما أدى إلى تغير كبير في المفاهيم القتالية والعقائد العسكرية، ومن ضمنها مراكز القيادة والسيطرة، وتطلب ذلك وجود أنظمة قيادة وسيطرة لتتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية.
وقال: إن القرارات العسكرية تعتمد على مجموعة القيادة والتي تصنع القرار، وأصبحت العلميات العسكرية خاطفة وسريعة وموقوتة وتتطلب أنظمة قيادة وسيطرة واتصالات واستخبارات وبرامج حاسوبية ذات سرعة وموثوقية أمنية عالية، قادرة على تخزين البيانات وتحليلها واسترجاعها وقادرة على المساعدة في تقييم الأخطار وتقدير الموقف والمفاضلة بين الخيارات المتاحة لمواجهة المواقف وإيجاد الحلول المناسبة، وهذا يتطلب “موارد بشرية، ومعدات واتصالات، ومنشآت وإجراءات”، لتمكين القيادة من إنجاز وظائفها العملياتية والقيادية مثل التخطيط والتوجيه والتنسيق والسيطرة على القوات والعلميات؛ لإنجاز المهام المطلوبة بما يحقق رؤية ميدان المعرفة للقائد.
وأكد الفريق أول ركن البنيان أن التطور التقني المتسارع أدى إلى حدوث ثورة كبيرة في أنظمة القيادة والسيطرة، على المستويات الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية والتي تبلورت في مفهوم أنظمة C4I وما يليها من مفاهيم أكثر شمولًا؛ حيث برزت قيمة ودقة الاعتماد على الحواسيب في قيادة وإدارة العمليات العسكرية من خلال معالجة الحجم الضخم من المعلومات المتدفقة إلى مراكز القيادة، وفرزها، وتصنيفها، واستخدامها، في ظل المتغيرات السريعة في الموقف القتالي.
وأبان أن هذا المؤتمر وما يحتويه من محاضرات متخصصة وورش عمل مهنية ومعرض مصاحب دليل على امتداد الجهود المبذولة، التي ستعمل على رفع كفاءة الأداء المهني ودرجة الاحترافية لمنسوبي قواتنا المسلحة، وتجسير العلاقة بين صناع المعرفة في الجامعات والمراكز البحثية ومراكز التميز، وبين صناع القرار في القطاعات العسكرية والمدنية والقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية، من خلال الاستفادة التامة بتبادل الخبرات في هذا المؤتمر، التي سيكون لها دور فاعل ومثمر ومفيد بإذن الله تعالى.
وفي ختام الحفل تم تكريم الرواد الذي قادوا قصص نجاح في مجال أنظمة القيادة والسيطرة والفائزين بمسابقة الأمن الإلكتروني “سايبر أريبيا”، التي أقيمت على هامش المؤتمر بمشاركة أكثر من 150 طالبًا وطالبة من مختلف جامعات المملكة، كما تم تكريم الشركات والمؤسسات الراعية للمؤتمر.
بعد ذلك قام الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر، حيث تجول والحضور داخل أرجاء المعرض، واطلع على ما يحتويه من أجنحة وأقسام وتشريف مراسم توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.