أمطار غزيرة على العاصمة المقدسة والجموم الأهلي يسعى لتعزيز رقمه المميز صد الفرق الإماراتية بعد تمديد حساب المواطن .. 8 فئات مستفيدة من الدعم تعليم مكة المكرمة يدعو الطلاب للتسجيل في برنامج الكشف عن الموهوبين في جدة التاريخية.. حرفية سعودية تضفي أفكارًا إبداعية على تحفها الفنية التشكيل الرسمي لمباراة العين والأهلي نمو الامتياز التجاري 866% بالمملكة.. والسياحة والمطاعم تتصدر بالرياض بتوجه الملك سلمان وولي العهد.. تمديد العمل ببرنامج حساب المواطن لعام كامل أسعار النفط تستقر عند أعلى مستوى أمانة جدة تباشر الخطط الميدانية للتعامل مع حالة الأمطار
أكد عضو هيئة التدريس بجامعة الحدود الشمالية الدكتور إبراهيم بن علي العنزي أن رضا المستهلك عن رفع تكلفة المياه أمر لابد من دراسته بدقة عالية قبل البدء برفع التعريفة، مؤكدًا أن ترشيد الاستهلاك لا ينحصر على المستهلك العادي فقط، وإنما يشمل المباني الحكومية والقطاع الخاص.
وشدد الأكاديمي الحاصل على درجة الدكتوراه في تحلية المياه عبر الطاقة الشمسية من بريطانيا على ضرورة إصلاح تسربات شبكات المياه التي تمثل الهدر الأكبر للمياه أولًا قبل رفع التكلفة.
وبيّن “العنزي” أن توعية المستهلكين واستخدام الطرق البديلة سيكون مفعوله أفضل بكثير من رفع قيمة التكلفة، مشيرًا إلى أن هناك مليارات من الريالات تنفق ولا يستفاد منها، بينما هناك طرق توفر هذه المبالغ.
والتقت “المواطن” بالدكتور العنزي في لقاء أجرته معه اليوم الجمعة.
الترشيد مسؤولية الجميع
* لجأت وزارة المياه مؤخرًا إلى رفع قيمة تكلفة المياه، مبررة ذلك إلى ترشيد استهلاك المياه.. كيف ترى هذه الخطوة وهل ستساهم في ترشيد الاستهلاك؟
– ترشيد استهلاك المياه مطلب إنساني وديني ووطني، وتوعية المواطنين والمقيمين بأهمية المحافظة على المياه وترشيد استخدامها خطوة يجب أن تتبناها كل الجهات المعنية، ويخدمها الإعلام بشكل أفضل.
ورغم شح المياه النسبي في السعودية إلا أن الإسراف في استهلاك المياه وهدرها أمر لا يخفى على كل ذي عينين، ورفع التكلفة حتمًا سيساهم في ذلك، ويبقى مدى رضا المستهلك عن هذا الارتفاع أمر لابد من دراسته بدقة عالية.
وهنا يجب التشديد على أن الترشيد لا ينحصر فقط على المستهلك بل حتى المباني الحكومية والقطاع الخاص، وكذلك تسربات شبكات المياه التي تمثل الهدر الأكبر للمياه.
* وأنتم تحملون الدكتوراه في تحلية المياه بالطاقة الشمسية وحاز عملكم على جوائز دولية، هل حاولتم تقديم هذه الرسالة كي تطبق في المملكة؟
– وفرة الطاقة الشمسية ثروة غير مستغلة بالشكل المطلوب لدينا في هذه البلاد المباركة، وفي حقيقة الأمر كل دراساتنا وأطروحاتنا تتعلق بتحلية المياه في السعودية وطرق استخدام هذه الطاقة المجانية في توفير أهم عامل للحياة وهو الماء بطرق أقل تكلفة.
ونسعى بالتعاون مع مديرية المياه في منطقة الحدود الشمالية لإيجاد الطرق المناسبة لتطبيق ذلك ولو بشكل تجريبي مصغر.
والكثير يظن أن الطاقة الشمسية هي فقط هذه الألواح والخلايا الشمسية، بينما الواقع أن هناك طرقًا أنجح بكثير لتحلية المياه من هذه الطريقة.
الجفاف الكبير
* يؤكد بعض المسؤولين في وزارة المياه على ضرورة الحد من استهلاك المياه بسبب قدوم المنطقة على جفاف كبير.. كيف ترى هذه المزاعم ومدى صحتها علميًّا؟
– الجزيرة العربية منطقة صحراوية، وشح المياه هاجس تاريخي مزمن ملازم لنا، وسبب لكثير من النزاعات والحروب على مر العصور. ورغم أن هذا الهاجس يشدد عليه الواقع بجفاف بعض الآبار وتؤكده الدراسات، إلا أن مخزونات المياه الجوفية تتغذى بمياه الأمطار وتكونت عبر آلاف السنين، والأمطار بيد الله سبحانه وتعالى يرسلها لمن يشاء وبالقدر الذي يشاء، ولكن واجبنا يحتم علينا المحافظة على المياه وعدم الإسراف في استخدامها.
توعية المستهلكين
* في رأيكم هل سينجح رفع سعر تكلفة المياه في ترشيد الاستهلاك أم أن المواطن سيبقى على حسب استهلاكه السابق؟
– حتمًا سيساهم في ترشيد الاستهلاك وسيقلل من هدر المياه، ولكن توعية المستهلكين أولًا والطرق البديلة ثانيًا سيكون مفعولها أفضل بكثير.
* ما هو مدى رضاكم عن الطريقة المستخدمة في تحلية المياه؟ وهل لها آثار صحية سيئة على صحة المستهلك؟
– تحلية المياه في السعودية تتنوع غالبًا ما بين التحلية بالتبخير الومضي متعدد المراحل وبين التحلية بأغشية التناضح العكسي، إلا أن أيًّا من طرق التحلية في الجزيرة العربية لم تصل بعدُ إلى تحلية المياه بالطاقة الشمسية عبر الطرق المباشرة، وهي الطريقة الطبيعية والأقل تكلفة.
أما من حيث الآثار السلبية فهي تعتمد على جودة المياه وتراكيز العناصر المختلفة فيها، ولكل عنصر أو مركب كيميائي في المياه نسب يجب أن يبقى في حدودها. وبناء عليه تختلف الآثار السلبية باختلاف ارتفاع أو انخفاض هذه العناصر. ووزارة المياه وفروعها يتابعون هذه المواصفات بشكل يومي؛ على حد علمي.
مياه ملوثة
* البعض في منطقة للحدود الشمالية يلجأ إلى تعبئة خزانات المياه من مياه الأمطار (للشرب) هل هناك تأثير على صحة المستهلكين من هذه المياه؟
– بالطبع فقبل أن تتجمع المياه في المستنقعات فهي تمر عبر المسارات المائية في سفوح الجبال وبطون الأودية والشعاب، وخلال هذه المسارات لابد أن تمر على جيف الحيوانات النافقة والقاذورات وغير ذلك؛ مما يجعلها تجمع بطريقها البكتيريا والميكروبات ومسببات الأمراض وتكون بيئة مناسبة لتكاثرها، ولم يعُد جهاز المناعة لدينا في هذه الأجيال بقدرة وممارسة جهاز المناعة لأجدادنا.
أضف إلى ذلك العوالق والأتربة التي تزيد من عكارة هذه المياه؛ لذا لا أنصح بها إطلاقًا إلا بعد التأكد من صلاحية هذه المياه للشرب عبر مختبرات فروع وزارة المياه ومختبرات وزارة الصحة.
* هل هناك طرق يمكن أن تخفض تكلفة إنتاج المياه على الدولة وبالتالي تنخفض على المواطن؟
– نعم وبكل تأكيد، فالدولة مشكورة تنفق مليارات الريالات على تحلية المياه لتصل إلى المواطن بمواصفات مياه الشرب، إلا أن نسبة قليلة جدًّا من الساكنين، لا تتجاوز نسبتهم ٢-٤٪ حسب استقرائنا للواقع، هم من يشربون هذه المياه، وعليه فالمليارات التي تنفق على التحلية هي في الواقع غير مستفاد منها.
وبناء على ذلك يجب أن تكون مياه الشبكات مياه تخضع للتنقية فقط دون تحلية، ويتم توفير المياه المحلاة بأسعار منافسة بطرق أخرى غير الشبكات. كذلك نؤكد على أن وفرة الطاقة الشمسية تجعل تكلفة تحلية المياه منخفضة جدًّا. وبهذه الطرق تنخفض التكلفة بشكل كبير على الدولة وعلى المواطنين.