القصة الكاملة لجريمة قتل الشمري من الترحيب حتى الموت على يد مالك إبل

تضاربت القصص والروايات خلال اليومين الماضيين حول مقتل الشاب فايد الشميلي الشمري، على يد أحد ملاك الإبل الخليجيين في رفحاء، وشهدت قصة قتل الشمري والأسباب التي أدت إلى ذلك، بعضَ التلفيق والكذب والتدليس واستنباط من القصص تبريراً للجريمة.

وللوصول إلى الحقيقة والأسباب التي أدت إلى الجريمة وما حدث في يوم الجريمة وبعد الجريمة، تواصلت “المواطن” مع ابن عم القتيل وأحد أقارب القتيل الذي كان متواجداً أثناء الجريمة، وقام بمحاولة إسعاف القتيل إلى مستشفى رفحاء المركزي ورَوَيَا القصة كاملة.

قد يهمّك أيضاً

اختفاء مروحية فنزويلية على متنها 13 شخصاً

التحالف يدعو عناصر حزب المؤتمر والحرس الجمهوري لإلقاء السلاح والخروج من صنعاء

ما قبل الجريمة

تحدّث لـ”المواطن” سالم الأملح الشميلي ابن عم القتيل فايد الشميلي، عن حقيقة ما حصل قبل الجريمة، وعن حقيقة ضرب القاتل من قِبَل المقتول، وحقيقة الفيديو المنتشر الذي يظهر محاولة دهس جمل “أصفر”، قيل إنه جمل القاتل، والمقتول من حاول دهسه.

وقال سالم الشميلي: قبل أيام نزل القاتل بجوار أغنام وإبل أبناء عمي؛ فذهب ابن عمي الكبير “خالد” لصاحب الإبل ودعاه ليضيفه؛ إلا أنه رفض واعتذر.

وتابع: كان قريباً جداً من مكان إبل وأغنام أبناء عمي -ولا تزال غرفه المتحركة شاهدة على ذلك- فقام بطرد إبل أبناء عمي بسيارته عن مرعاها وأخذها لإبله.

فاستشاط ابن عمي “خالد” غضباً على فعلته؛ فذهب إليه وتشاجر معه وضربه ابن عمي وطلب منه ألا يبقى في المكان.

وأكد الشميلي أن ابن عمه المقتول ليس له علاقة بما حدث بين أخيه الأكبر وصاحب الإبل ولم يقابل صاحب الإبل “القاتل”.

فيديو غير صحيح

كما أكد أن الفيديو المنتشر الذي يُظهر محاولة دهس جمل “أصفر” بسيارة داتسون غمارتين، وقيل إنه يعود للقتيل، وأنه حاول دهس جمل القاتل.. غير صحيح مطلقاً وهو افتراء وكذب، وقال: لا السيارة تعود لأبناء عمي ولا الجمل يعود للقاتل.

أثناء الجريمة

وتحدث لـ”المواطن” حمدان الشميلي أحد أقارب المقتول عن اللحظات العصيبة والمؤلمة التي عاشها هو ووالدة المقتول حين وقوع الجريمة.

وقال الشميلي: بعد أن وصلت إلى موقع أغنام وإبل أبناء مهاوش وكان الموجود فقط فايد -رحمه الله- ووالدته وعاملهم الهندي.

وتابع: قام فايد وحرك سيارته لتنزيل بعض الأغراض؛ فسمعت صوت سيارة قادمة ومجرد أن توقفت السيارة، قال فايد لصاحب السيارة والذي لم أشاهده؛ حيث كنت داخل بيت الشعر قال له فايد: “أقلط”، بعدها سمعت صوت إطلاق رصاصتين؛ فخرجت مسرعاً لأرى ما جرى؛ فإذا بغبار السيارة التي ولت مسرعة يغطي المكان، ورجعت إلى فايد فوجدته مصاباً بفخذه وهو مسجى على الأرض.

وأردف: حملته في السيارة وركبت معه أمه، وانطلقت إلى مستشفى رفحاء الذي يبعد أكثر من ٥٠ كم؛ ولكنه توفي قبل الوصول إلى المستشفى ووصلت الطوارئ وباءت جميع محاولات إنعاشة بالفشل.

 ما بعد الجريمة

شهدت قضية الشاب فايد الشمري تفاعلاً كبيراً بين المجتمع السعودي بشكل عام وسكان محافظة رفحاء وضواحيها بشكل خاص، وعبّر العديد من المواطنين عن غضبهم الشديد لما حصل؛ مطالبين المسؤولين في المنطقة وعلى رأسهم سمو أمير المنطقة وضع تنظيمات حازمة لتنظيم الرعي في المنطقة؛ حتى لا يتكرر ما حصل؛ مبدين تذمرهم من غطرسة وتعالي بعض أصحاب الإبل القادمين من خارج المنطقة.

وأكد عدد منهم أن بعض أصحاب الإبل قتلوا أبناء المنطقة بقصد وبدون قصد؛ مستشهدين بمسلسل حوادث الإبل السائبة التي حصدت أرواح الأبرياء من أبناء المنطقة؛ من خلال الحوادث والانتهاء بجريمة قتل الشاب فايد الشمري.

وأضاف ابن عم القتيل “فايد” سالم الشميلي حديثه لـ”المواطن” بقوله: إن ما حصل هو جريمة نكراء لا يمكن تبريرها بأي شيء.

وتابع: ابن عمي فايد قُتل ولا يعرف لماذا قتل! وابن عمي قتل وهو بريء خامل، استقبل قاتله بالترحيب فجاوبه بالقتل! ووالدة القتيل ترقد بالمستشفى بسبب الصدمة النفسية التي تعرضت لها جراء فقدانها لابنها.

ودعا الشميلي أبناء عمومته إلى التحلي بالصبر وعدم ارتكاب تصرفات قد لا يحمد عقباها، وكلنا ثقة بولاة أمرنا بأخذ الحق وردع المعتدي.

كما طالَبَ الشميلي بعض الحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالكف عن تأجيج المشاعر والتبرير المنكر، والكف عن تلفيق القصص الكاذبة والتصيد بالماء العكر.

وقدّم شكره لأبناء عمومته وقبيلته بشكل عام، على ما لمسه من اهتمام، ووقوف بجانبهم، ولمن عزا في فقيدهم سائلاً الله أن لا يُرِيَ الجميع أي مكروه.