تركي آل الشيخ يدشّن ستديوهات الحصن بيج تايم بالرياض تحت رعاية عبدالعزيز بن سعود.. انطلاق المؤتمر والمعرض الدولي لعمليات الإطفاء 8 اشتراطات جديدة لإنشاء المطبات الاصطناعية في أحياء العاصمة المقدسة وظائف شاغرة في شركة BAE SYSTEMS ميتروفيتش: استحقينا الفوز وقدمنا مباراة جميلة جيسوس: عودة نيمار لن تكون سهلة سدايا تستعد لمنافسات المرحلة النهائية لـ تحدّي علاّم بمشاركين من 17 دولة وظائف شاغرة في فروع شركة معادن وظائف شاغرة بمستشفى الملك خالد للعيون وظائف شاغرة لدى هيئة عقارات الدولة
تتجاور بوابات معرض الرياض الدولي للكتاب، التي تحمل أسماء بوابات شهيرة تحيط بالرياض التاريخية. لتفضي مباشرة إلى ممرات حملت بدورها أسماء شوارع رئيسة كالمصمك والصفاة والثميري ودخنة المعروف الآن بشارع الشيخ محمد بن عبدالوهاب. في محاكاة جغرافية تنظيمية تستلهم تاريخاً عريقاً على أرض معرض الكتاب وبين جنباته مقدمة للزائر رحلة تاريخية افتراضية لا تقل في جمالها عن رحلته الثقافية بين أروقة الكتاب.
البوابة أو “الدروازة” كما تعرف قديماً من المعالم الرئيسة لسور المدن التاريخية، ولا يزال بعض الأسوار أو أجزاء منها باقية في كثير من العواصم والمدن العالمية، ومدينة الرياض شأنها في ذلك شأن مثيلاتها في سائر أنحاء العالم شيدت لنفسها سوراً حصيناً كان الأهالي يسمونه “الحامي” الغرض منه صد غارات المعتدين. وقد تعرض هذا السور لكثير من الهدم والدمار نتيجة الغزوات والحروب. وبعد أن استعاد الملك عبدالعزيز مدينة الرياض في عام 1902 بادر بإنشاء سور يحيط بالمدينة يحتوي على عدة بوابات، استغرق بناؤه 40 يوماً، تتخلله بوابات رئيسة تسمى “الدروايز” وبوابات أخرى جانبية أصغر حجماً لدخول الراجلين وخروجهم تدعا “نقب” مفردها نقبة.
وكما تفضي دروازة الثميري إلى ميدان الصفاة الشهير تاريخياً باتساعه للقادمين إلى البلدة أو للسلام على الملك، إذ تجاور قصر الحكم ومسجد الإمام تركي بن عبدالله. تقود بوابة الثميري في “كتاب الرياض” زوار المعرض لبهوه الأكبر بسجادته الحمراء، حيث يلتقي الإعلاميون بالزوار وضيوف المعرض أو زوار المعرض بعضهم بعضا، كنقطة التقاء فسيحة اعتاد على اختيارها الزائرون طوال سنوات إقامة المعرض.
أما اللفتة الثانية على مستوى المحاكاة المميزة جغرافيا وثقافيا من قبل المنظمين، فقد تجلت باختيار الصالة الخامسة الإضافية والمنفصلة عن باقي الصالات لتحمل اسم صالة “المربع”. في إشارة إلى قصر المربع الذي أمر الملك عبدالعزيز في أواخر عام 1355هـ بإنشائه ضمن مجمع من القصور خارج أسوار الرياض التاريخية في أرض المربع تحديداً.
وفي هذه الصالة تحديداً يجتمع معرض “ذاكرة الرياض” بصوره النادرة، ومنطقة توقيع الكتب الجديدة، اللذان شيدا بطريقة مميزة تحاكي طريقة البناء في تلك الفترة، حيث يتكون قصر المربع من طابقين بنيا على الطريقة التقليدية، ويوجد وسط القصر فناء تفتح عليه جميع الغرف. وقد بني القصر بالمواد المحلية، فأقيمت جدرانه من اللبِن (الطين المخلوط بالقش والمجفف في أشعة الشمس) وأسست قواعده من الأحجار المحلية، وعلى أعمدة من الحجارة الدائرية المثبتة بالجص تستند سقوفه من خشب الأثل وجريد النخل. وقد خلا القصر من الزخارف الفخمة المتكلفة باستثناء بعض الزخارف البسيطة، التي زينت أسواره الخارجية في أشكال مثلثية جمالية، كما نقشت جدران غرفة المطلية بالجص بزخارف هندسية غائرة، وزينت أخشاب سقفه ونوافذه بالأشكال الهندسية البسيطة الملونة.
يبقى أن هناك إحياء تراثياً ومعمارياً تجلى أيضاً في جدارية كتاب الرياض التي تجاوز طولها الـ 100 متر برعاية مؤسسة التراث، جدارية محيطة بصالات الكتاب التي تسمّت بخريمس والدحو ودخنة والمريقب، فضلاً عن أسواق الزل والهدم. في عرض مصور يعزز ما بقي من هذه الآثار ويحيي في الذاكرة ما زال منها، مقدماً بذلك عديدا من الأبعاد والدلالات الثقافية التي تميز بها معرض هذا العام عما سبقه. وكل ذلك يأتي مرافقاً لمعرضي عدسة الحزم وريشتها اللذين ربطا ماضي التأسيس وتضحياته بحاضر الحزم وبطولاته.