أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن مؤتمر المانحين من أجل سوريا استطاع جمع أكثر من 10 مليار دولار من أجل اللاجئين السوريين.
وبين كاميرون: “حصلنا على 6 مليارات دولار للاجئين السوريين للعام الجاري و5 مليارات حتى العام 2020”.
وأشار الى أن جزءا من المبالغ سيوجه الى دول الشرق الأوسط لخلق فرص عمل وظروف ملائمة لتدريس الأطفال، معتبرا أن “هذه المساعدة مهمة جدا للاجئين ودول المنطقة التي تعمل الكثير”.
وأكد أن “ما توصلنا إليه اليوم يلعب دورا حاسما في إنقاذ اللاجئين الذين يحاولون السفر في رحلات خطرة الى أوروبا”.
من جانبها، أعلنت المستشارة الألمانية أنه من المهم الحفاظ على الوصول الى المناطق السورية حيث هناك حاجة في المساعدات الإنسانية.
ونوهت بأن ألمانيا قدمت مساعدات لصندوق “الثقة” لإعادة إعمار سوريا والذي يخصص المواد شمال وجنوب البلاد في المناطق الخاضعة للمعارضة السورية، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للعودة الى المحادثات وعدم استغلال فترة تعليقها للسيطرة على مناطق جديدة في ساحة المعركة.
وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك قد أعلن في وقت سابق أن الاتحاد الأوروبي سيقدم خلال العام الحالي 3 مليارات يورو كمساعدات للسوريين.
بدورها، أعلنت المستشارة الألمانية خلال افتتاح المؤتمر أن ألمانيا ستخصص في السنوات الثلاث القادمة لمختلف المنظمات الإنسانية الدولية 2.3 مليار يورو ستذهب الى احتياجات اللاجئين السوريين والأشخاص المتضررين جراء الحرب الأهلية.
وأضافت “نريد العمل لكي لا نصل أبدا الى وضع نخفض فيه المواد الغذائية المقدمة للاجئين. ولذلك نشدد على البرامج الإنسانية وخصوصا برنامج الغذاء العالمي”. وتابعت “آمل في أن يكون اليوم جيدا للناس الذين يعيشون مثل هذه المعاناة”.
ودعت جميع الأطراف يجب أن يتحملوا مسؤولية التوصل الى هدنة في سوريا، وبالدرجة الأولى حكومة الرئيس بشار الأسد.
ويبحث المشاركون في المؤتمر مسألة تخصيص مساعدة مالية لتقديم مساعدات إنسانية في سوريا. ويشارك في المؤتمر بالاضافة إلى ميركل، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف ورئيس وزراء النرويج إرنا سولبيرغ والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورؤساء وزراء الدول الأوروبية والشرق الأوسط، بالإضافة الى ممثلي المنظمات الدولية والبنوك والشركات وصناديق التمويل.
بان كي مون: تصاعد الضربات الجوية في سوريا أوقف محادثات جنيف
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته أمام المؤتمرين أن تكثيف الضربات الجوية المفاجئة في سوريا هي التي علقت المحادثات السورية في جنيف.
وقال بان كي مون إنه “من المثير للقلق البالغ أن الخطوات الأولية في إطار المحادثات علقت لاستمرار غياب وصول المساعدات الإنسانية وتصعيد الضربات الجوية المفاجئ والنشاط العسكري في سوريا”.
وأكد أن توقف المحادثات المؤقت يعكس عمق الاختلافات بين الأطراف.
كما ألقى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير باللوم في تعليق محادثات جنيف على رفض الحكومة السورية التعاون مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، مؤكدا أن “وفد النظام السوري لم يُظهر جدية في محادثات السلام”.
داود أوغلو: لم تبق مدينة تركية لا يوجد فيها سوريون
وبالرجوع إلى المؤتمر وأسباب انعقاده الرئيسية، أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أنه لا توجد مدينة في تركيا ألا تواجد فيها لاجئون سوريون، في حين أن هناك 60 ألفا يتحركون نحو الحدود التركية.
وبين في كلمته أن هناك “الآن في تركيا 2.5 مليون لاجئا من سوريا، وفي اقليم كلس الحدودي جنوب تركيا المتاخم لسوريا 40% من السكان فقط أتراك. لم تتبقى لدينا مدينة تخلو من السوريين. وقبل مجيئي إلى هنا كان على الحدود عند كلس 10 آلاف لاجئ، فيما هناك نحو 60 ألف يتحركون نحو الحدود”.
ولفت الى أن “300 ألف شخص يعيشون في حلب متأهبون للتحرك نحو تركيا”.
واعتبر داود أوغلو “أنهم مضطرون الى الهرب من استمرار إسقاط القنابل على مدينتي حلب ومضايا”، مشيرا الى أن “تركيا صرفت على اللاجئين الموجودين في المخيمات فقط واللذين يبلغ عددهم أكثر من 200 ألف، 10 مليار دولار”، وهناك حاجة في 20 مليار دولار لتأمين اللاجئين بكل ما يحتاجونه.
وقال إن “هناك مشكلة في المساعدات الإنسانية داخل سوريا، ومن يعيق وصولها الى الناس يرتكب جريمة ضد الإنسانية. وهناك الآن في عدة مدن سورية سكان لا يسطيعون الحصول على الماء والغذاء”.
عبدالله الثاني: المملكة ستستمر بمساعدة السوريين لكن ليس على حساب الأردنيين
من جهته، أعلن الملك الأردني عبدالله الثاني أن المملكة ستستمر بمساعدة اللاجئين السوريين ولكن ليس على حساب مواطنيها. وأضاف “لا نستطيع أن نكون مُعاقبين لقاء فعلنا أمورا صحيحة”.
وأكد الملك الاردني أن بلاده تبذل كل ما في وسعها لمساعدة اللاجئين في التكيف بسرعة، لكنه نوه في نفس الوقت الى أن الأردن التي تعتبر إحدى الدول الثلاثة التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين تحتاج الى دعم المجتمع الدولي.
الجعفري: العراق يستقبل ربع مليون سوري
كما حذر وزير الخارجية إبراهيم الجعفري من أن استمرار الصراع في سوريا سيفاقم أزمة اللاجئين السوريين، فيما اشار إلى أن العراق يحتضن أكثر من ربع مليون سوري لاجئ.
وقال الجعفري خلال كلمته أمام مؤتمر المانحين من أجل سوريا المنعقد في لندن إن “استمرار الصراع في سوريا يولد المزيد من قتل الأبرياء ويزيد من معاناة اللاجئين”، مشدداً على أن “الحل السياسي هو الأمثل والأنسب لإنهاء الأزمة السورية”.
وأضاف الجعفري أن “العراق يحتضن اليوم أكثر من 250 الف لاجئ سوري”، مؤكدا أن “العراق قدم لهؤلاء النازحين المعونة الإنسانية وتبرع بملايين الدولارات لهم خلال المؤتمرات الدولية”.
واشنطن تتعهد بنحو مليار دولار مساعدات لسوريا
من جانبه اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري أن واشنطن تتعهد بنحو 600 مليون دولار كمعونات إنسانية إضافية لسوريا علاوة على 290 مليون دولار كمعونات لدول الجوار.
وأوضح كيري أن “الولايات المتحدة قدمت حتى اليوم أكثر من 4،5 مليار دولار مساعدات للاجئين السوريين والنازحين في سوريا”.
هذا وقد وجهت وكالات تابعة للأمم المتحدة نداء لجمع 9 مليار دولار للتغلب على الكارثة الإنسانية السورية هذا العام، إضافة الى 1.2 مليار دولار أخرى لتمويل خطط وطنية لاستيعاب اللاجئين في الدول المحاذية لسوريا.