وفاة 848 شخصًا بالكوليرا وحمى الضنك في السودان إعلان مواعيد الدوام الشتوي في مدارس منطقة تبوك وزارة الصناعة: فوز 11 شركة محلية وعالمية برخص الكشف في 6 مواقع 416 مليار ريال إيرادات أرامكو خلال الربع الثالث مغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الـ 19 إلى لبنان زلزال بقوة 5 درجات يضرب كولومبيا أمطار رعدية غزيرة وسيول وبرد على 6 مناطق تركي آل الشيخ يدشّن أستوديوهات الحصن بيج تايم بالرياض تحت رعاية عبدالعزيز بن سعود.. انطلاق المؤتمر والمعرض الدولي لعمليات الإطفاء 8 اشتراطات جديدة لإنشاء المطبات الاصطناعية في أحياء العاصمة المقدسة
اعتاد عالم السياسة منذ عدة عقود على الحكمة السعودية في معالجة القضايا المختلفة، من خلال تقوية حبال صبر دبلوماسيتها، مع كل أزمة في المنطقة لها تأثيراتها على الداخل السعودي والمحيط الخليجي والعربي بالطبع.
إلا أن المتتبع لإفرازات رعاية السعودية المباشرة لتكوين أهم حلفين خلال العام الأول من حكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (التحالف العربي لإعادة الشرعية باليمن، والتحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب)، يعلم أن لسان حال السياسة الخارجية السعودية بات مختلفاً تماماً، من خلال إبداء ردة الفعل المنطقية الحازمة تجاه التهديدات الصارخة من المتشبثين بأجنداتهم التآمرية الصارخة المتدخلة في شؤون الغير.
بدأت “عاصفة الحزم” السعودي العربية قبل أقل من عام، في 26 مارس 2015، وقبل أن تُكمل عاماً بنحو شهر، سيكون العالم معنياً بمتابعة أكبر وأهم تمرين عسكري في منطقة الشرق الأوسط من حيث عدد الدول المشاركة (20 دولة)، هو تمرين “درع الشمال”، الذي ستبدأ مناورته الأساسية في 26 فبراير الراهن حتى 10 مارس المقبل، حيث سينفّذ بمدينة الملك خالد العسكرية بمدينة حفر الباطن السعودية في الشمال الشرقي من السعودية.
رسالة من السعودية مع قوات الدول الـ20
من حفر الباطن التي كانت شاهد عيان على عمليات “عاصفة الصحراء” قبل ربع قرن من الزمان من أجل تحرير الكويت من “مغامرة صدام حسين”، سوف تبث السعودية وسط الدول الـ20 المشاركة في تمرين “رعد الشمال” (North Thunder) رسالة عميقة الدلالات إلى العالم أجمع، خصوصاً أن معظم تلك الدول منضمة للتحالف العسكري الإسلامي، وبعضها منضم للتحالف العربي في اليمن.
فمن خلال كم المشاركين والعتاد العسكري المستخدم من سلاح المدفعية والدبابات والمشاة ومنظومات الدفاع الجوي والقوات البحرية، تنتظم عمليات التمرين في محاكاة لأعلى درجات التأهب القصوى للجيوش المشاركة، التي تمثل إلى جانب قوات درع الجزيرة كل من قوات: السعودية، باكستان، تشاد، الأردن، الإمارات، البحرين، السنغال، السودان، الكويت، المغرب، المالديف، تونس، جزر القمر، جيبوتي، عُمان، قطر، ماليزيا، مصر، موريتانيا، وموريشيوس.
ويُشار إلى أن درع الجزيرة هي قوة عسكرية أنشأتها دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية، والإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين، وعمان)، للدفاع عن أمن دول الخليج وردع أي اعتداء تتعرض له، وتتميز بالتدريب الجيد.
مناورات وسط محاولات تنظيف سوريا من “السواد الإرهابي”
وتأتي مناورات التمرين الذي تشارك فيها قوات جوية وبرية وبحرية، إمعاناً في تأكيد الدور السعودي الإقليمي المتعاظم، ما بين العمليات المستمرة لإنقاذ اليمن من براثن الحوثيين، والجهود العسكرية الحالية ضد “داعش” ومحاولات استجلاء سوريا من “السواد الإرهابي” الذي يغطي معظم مساحاتها، حيث ينتشر بإيعاز من نظام بشار الأسد، تحت غطاء عسكري إيراني بري وغطاء روسي جوي.
لهذا أوضح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الأحد، أن روسيا الداعمة بقوة للنظام السوري “ستفشل في إنقاذ بشار الأسد”، حيث أكد أن رحيل الأسد عن الحكم “مسألة وقت.. عاجلاً أو آجلاً”، مبرزاً أن توقيت نشر القوات البرية السعودية في سوريا مرهون بقرار التحالف الدولي ضد “داعش”. واعتبر أنه من المستحيل بقاء الأسد المسؤول عن قتل أكثر من 300 ألف شخص وتشريد 12 مليوناً من الشعب السوري وتدمير سوريا.
رفع معدلات الكفاءة الفنية من أهم الأهداف
من بين أهم أهداف المناورات العسكرية لتمرين “رعد الشمال”، رفع معدلات الكفاءة الفنية والقتالية للعناصر القتالية المشاركة، وتنفيذ مخطط التحميل والنقل الاستراتيجي للقوات من مناطق تمركزها إلى موانئ التحميل والوصول، بما يحقق النقاط والأهداف التدريبية المرجو الوصول إليها، وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والاستعداد القتالي لتنفيذ مهمات مشتركة بين قوات الدول المشاركة، لمواجهة المخاطر والتحديات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة.
ماذا تعني مراقبة قوات العراق لـ”رعد الشمال”؟
في اليومين الماضيين، أرسل العراق قوات مسلحة كبيرة إلى الحدود مع السعودية، لمراقبة تمرين “رعد الشمال” الدولي.
وبالفعل ذكر عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي ومثل كتلة “ائتلاف دولة القانون” عدنان الأسدي، أنه “بالتنسيق مع الجهات الأمنية، فإنه تم إرسال قوة عسكرية كبيرة لمراقبة تلك التحرُّكات قرب الحدود العراقية – السعودية”.
إلا أن هناك تساؤلات تدور في أذهان المراقبين، بشأن ما تعنيه حقيقة تلك المراقبة العسكرية العراقية، خصوصاً مع التقارب العراقي العسكري غير المعلن مع نظام دولة الملالي في إيران؟