مناقشات بشأن مستجدات واحتياجات التدريب التقني والمهني في مكة المكرمة 25 يومًا على دخول الشتاء أرصاديًّا موسم الرياض يطلق تذاكر نزال Fury vs Usyk Reignited يوم 21 ديسمبر النيابة: المشمول بالحماية له الحق في الإرشاد القانوني والنفسي أبرز الاشتراطات الجديدة لعمل مغاسل الملابس والمفروشات هاريس تتصل بـ ترامب فماذا دار في المكالمة؟ نيوم تستضيف لقاء هدد السنوي 2024 للحفاظ على سلالات الصقور تشغيل رادار حديث للطقس في رفحاء الأسهم الأمريكية تفتتح على ارتفاع بعد فوز ترامب يايسله: الرائد من الفرق الصعبة ولكننا نملك الحلول
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب، المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن وخشيته ومراقبته.
وقال آل طالب: “إن الأمن والأمان نعمة من الله على البشر، كما أنه فطرة يتطلبها كل حي على هذه الأرض، وفي ظل الأمن يعبد الناس ربهم في طمأنينة، ويغدوا الناس إلى معايشهم ومعاهدهم في سكينة فتعمر الدنيا والآخرة”.
وأضاف فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام اليوم: “كما توضع الأقفال على الأبواب خشية اللصوص وتبنى السدود خشية دمار الطوفان؛ فإن على حدود البلاد سدوداً وأبواباً يحرسها -بإذن الله- من طوفان الشر وخراب الديار، رجال يسهرون لينام الناس وينصبون لراحة الآخرين، إنهم المرابطون على الثغور، والحارسون للحدود والحافظون للأمن؛ لافتاً إلى أن الرباط هو الإقامة في الثغور وهي الأماكن التي يخاف على أهلها من العدو، والمرابط هو المقيم على الثغور والمعد نفسه للجهاد في سبيل الله والدفاع عن دينه وإخوانه المسلمين وهو واجب أمر الله به”.
وأفاد الشيخ آل طالب، بأن الرباط والجهاد فروض شرعية لها معالمها وحدودها وفق الشريعة لا وفق الأهواء، ولا كما يصورها الأعداء أو يتبناها السفهاء؛ مشيراً إلى أن الربط والجهاد شرع لحفظ الدين والأنفس والأموال والديار مَن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو المجاهد في سبيل الله؛ متسائلاً فضيلته: فهل يُعلي كلمة الله مَن يقتل المصلين في المساجد وينتهك الحرمات ويزعزع الأمن في ديار الآمنين، ويستهدف المسلمين قبل غيرهم بالقتل والتخريب والتدمير؛ لافتاً النظر إلى أن مَن يحمي ثغور المسلمين ويدفع عنهم هو المرابط في سبيل الله، أولئك الذين يقفون على حدود البلاد يؤمنونها ويحرسونها هم المرابطون في سبيل الله.
وأكد أن كل قائم على ثغر من ثغور المسلمين هو مأجور ولو كان في داخل البلاد؛ فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: عينان لا تمسهما النار؛ عين بكت خشية من الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله”، كما أكد أن الرباط يحصل فضله حتى ولو لم يحصل قتل ولا قتال؛ أما إذا ابتلي المؤمن بمواجهة العدو فهو في جهاد يؤجر عليه، وفي مقام يُغبط عليه وموطن ابتلاء ورفعة؛ مبيناً أن القتال أمر صعب تكرهه النفوس، وأن القتل ليس مقصوداً لذاته؛ لأن المسلم لا يذهب إلى الجهاد لأجل أن يُقتل؛ وإنما لأجل أن ينصر دين الله ويدافع عن المسلمين وعن أرضهم، والشهادة ضمانة للحال الأخرى وحسنى لا ينفك المؤمن من تحصيل أجرها أو النصر، وأن الحق لا بد له من صوت يُعليه وقوة تحميه ورجال يذودون عنه.
ووجّه فضيلته رسالته للمرابطين قائلاً: أيها المرابطون في سبيل الله، إنكم والله تغبطون على ما أنتم فيه من عظيم العمل وجزيل الثواب؛ فهنيئاً لكم الأجر والشرف، اقتدوا بالنبي وصحبه في ذلك، ذكر الله ودعاؤه والصبر، وأبشروا بالنصر والظفر”.
وبيّن إمام وخطيب المسجد الحرام، أن المجاهدين والمرابطين على الحدود، لهم حق على المسلمين عظيم؛ حيث يعرّضون أنفسهم للموت والخطر والتعب والنصب من أجل أن يعيشوا في أمن ورخاء وراحة وطمأنينة ورغد عيش، يعرّضون أنفسهم بكل أنواع المصائب والأهوال ويفارقون الزوجات والأبناء والأهل من أجل أن ينعم إخوانهم بعيشة طيبة وهم يقومون بواجب عظيم؛ مطالباً المسلمين بالدعاء لهم سراً وجهراً، وإعانتهم بما يستطيعون.
وقال فضيلته: كما أن الرباط يكون عادة في الثغور وعلى أطراف البلاد؛ فإن لأهل الداخل رباط آخر، لا يقل أهمية عن رباط الحدود؛ خصوصاً إذا كانت البلاد قد دخلت غمار الحروب، إنها حراسة وحدة الصف واجتماع الكلمة، وهو ثغر يحرص العدو على النفاذ منه إذا أعجزته ثغور الأطراف؛ بل إنه لا قيمة لكل جهد على الحدود إذا تم النيل من ثغر الداخل، هو الثغر الذي يستهدفه المنافقون عادة، وقد يستجرون إليه المغفلين والجهال.. إن العقل والمنطق يقضي بتأجيل أية خلافات داخلية أو خصومات ولو كانت خلافات مستحقة ما دامت البلاد في حرب؛ فكيف إذا كانت خصومات مفتعلة وساذجة تشغل به المجتمعات.
وطالَبَ فضيلته صاحب كل منبر وقلم ووسيلة إعلامية خاصة أو عامة، أن يدرك الظروف المعاشة والنوازل المحيطة بأمتنا؛ فإن كثيرين لم يجاروا الأحداث ولم يستشعروا الواقع ففقدت الجدية في الطرح، وغاب الترفع عن هزيل البرامج ودعايات الغرائز، وبلادنا مغبوطة بتماسك جبهاتها الداخلية ووارف أمنها، مستهدفة من أعداء يكيدون لها ويتربصون بها الدوائر؛ داعياً كل قائل وكاتب أن يسعى لتوجيه فيوض القول لجمع الكلمة وتوحيد الصف والجهد لتحقيق الهدف؛ فالزمن وأوجاعه ومخاتلة أشراره لا يحتمل التصعيد والمناكفات، لا بد من حقن الأحبار وكف الألسن حتى يأذن الله بانفراج الأزمات المحدقة بالأمة وانكشاف الغمة.