القمر يطل على سكان الكرة الأرضية بـ التربيع الأخير فما هو؟ نجوم الأخضر لـ”المواطن”: نعد الجماهير بالأفضل مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 641 سلة غذائية في عدن ولحج ريف: صدور نتائج الأهلية نهاية كل شهر ميلادي شروط تحمل الدولة لضريبة التصرفات العقارية إصابة وأضرار مادية إثر اصطدام حافلة في مكة المكرمة المنتخب السعودي يخسر افتتاحية كأس الخليج للمرة العاشرة ضبط 5927 دراجة آلية مخالفة خلال أسبوع رينارد: أتحمل مسؤولية هذه المباراة والدوسري رغب بالمشاركة طريقة إصدار وطباعة واستعراض بيانات رخصة القيادة عبر أبشر
في ديسمبر من نهاية العام الماضي (2015)، ضمت قائمة التراث العالمي إلى مصنفاتها التراثية رسمية العرضة السعودية، التي كانت تسمى “رقصة الحرب” آنذاك؛ حتى إن الأديب المصري المعروف عباس محمود العقاد تناولها معلّقاً في إحدى المناسبات، وكتب: “من أحب الرياضات إلى الملك عبدالعزيز -رحمه الله- رقصة الحرب التي يرقصها النجديون وهم مُقبلون على الميدان، وهي رقصة مهيبة متزنة تثير العزائم وتحيي في النفوس حرارة الإيمان، ويتفق أحياناً أن يستمع جلالته إلى أناشيدها ويرى الفرسان وهم يرقصونها؛ فتهزّه الأريحية ويستعيد ذكرى الوقائع والغزوات؛ فينهض من مجلسه ويزحزح عقاله ويتناول السيف وينزل إلى الحلبة مع الفرسان؛ فترتفع حماستهم حين ينظرون إلى جلالته بينهم”.
“جت على ما تمنّى” مع الطبول
وعبْر مهرجان الجنادرية، لم تغِب العرضة السعودية طوال سنوات قيامها، وعند أداء العرضة يكون هناك تكرار لأبيات شعرية وأناشيد معينة، يلي ذلك الرقصة التي يقوم فيها المؤدون عادة برفع السيف وإمالته جهة اليمين أو اليسار، مع التقدم لعدة خطوات إلى الأمام، ويكون المنشدون في صف واحد. كما تُستخدم كذلك أنواع مختلفة من الطبول، وهي تختلف في مسمياتها؛ إذ تُعرف الكبيرة منها بـ”طبول التخمير” والصغيرة بـ”طبول التثليث”.
وعادة ما يكون الرقص على إيقاع الأبيات التالية، المنسوبة لعبد الرحمن بن سعد الصفيان، وهي:
نحمد الله جت على ما تمنّى *** من ولي العرش جزل الوهايب
خبِّر اللي طامع في وطنّا *** دونها نثني اللي جا الطلايب
يا هبيل الراي وين أنت وانا *** تحسب أن الحرب نهب القرايب
ارتداء “الدقلة” وإرسال رسالة إلى العالم
عندما ينزل المشاركون إلى ساحة العرضة، يحرصون على ارتداء زي “الدقلة”، وهناك يلتقون بفرقة الدرعية التي ورث أعضاؤها المشاركة عن آبائهم وأجدادهم منذ أن عاصروا الملك المؤسس، وهي الفرقة الرسمية للدولة، التي تحيي من خلالها مجموعة من المؤدين السعوديين الاحتفالات الرسمية.
وتشير بعض الدلالات التاريخية إلى أن العرضة السعودية كانت أكثر حضوراً في ملحمة توحيد البلاد على يد الملك عبد العزيز، الذي كان حريصاً عليها قبل انطلاق المعارك، ولعها لا تزال تمثل رسالة مهمة من قادة هذه البلاد وشعبها إلى العالم.
ولعل أبرز مستلزمات العرضة: الراية (البيرق) والسيوف والبنادق، إضافة إلى الطبول؛ في حين تتطلب العرضة صفوفاً من الرجال.
ومع بدء الاستعدادات للعرضة السعودية، تنقسم الفرقة إلى مجموعتين؛ الأولى مجموعة منشدي قصائد الحرب، والثانية مجموعة حَمَلة الطبول؛ حيث يتوسط حامل العلم صفوف المجموعتين؛ ليبدأ منشدو القصائد في أداء الأبيات وترديدها، ثم تليها الرقصة مع قرع الطبول لترتفع السيوف.
وبرَعَ عدد من الأمراء السعوديين في رقص العرضة السعودية، وسط وجود جمهور سعودي كثيف حضر مبكراً، والذي يتابع بكل لهفة هو الآخر هذا الكرنفالَ الشعبي السنوي.
أجواء الفرح بمشاركة ملوك السعودية في “العرضة”
ينتهج ملوك السعودية تأدية العرضة في مناسبات مختلفة؛ حيث هي أشبه بالرقصة الرسمية للبلاد، وذات حضور قوي في المناسبات الوطنية، وفيها يحرص الملك والأمراء والمواطنون على المشاركة فيها، مُعبّرين بذلك عن أجواء الفرح والسلام.
ويردد السعوديون عبارة “نحمد الله جت على ما تمنى”، وهذا ليس مقصوراً على العرضة السعودية؛ بل حتى في المناسبات الوطنية الهامة، ووصولاً إلى “من ولي العرش جزل الوهايب”. وتُختتم العرضة بترديد الجميع بصوت واحد: “تحت راية سيدي سمع وطاعة، وحقك علينا يا دارنا”، وإحاطة الملك بتلك العبارات، وسط تجديد للسمع والطاعة للقيادة الرشيدة.
العرضة في الأدب
يقول الأديب سلمان بن سالم الجمل ، وهو من الأدباء المهتمين بالعرضة والذي صدر له كتاب “العرضة رقصة الحرب” عام 1414هـ: إن العرضة ارتبطت بفتوحات الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وتوحيده للملكة. وبيّن أن مِن سمات العرضة الدالة على أنها رقصة الحرب استخدامُ طبول الحرب وإيقاعات الحرب والمبارزة بالسيوف كتمرين فردي للقتال ومشاركة الخيل وأهل المعقودة الحاملين البنادق، ويؤدون حركات منتظمة وبديعة في إطلاق النار.
وأوضح “الجمل” أن العرضة موروث أصيل لأهل الجزيرة العربية؛ خاصة في نجد، والملك عبدالعزيز ورجاله أبناء هذه الجزيرة ورثوا ثقافتها وأصالتها، ولقد أولى الملك عبدالعزيز اهتمامه؛ فهي تقام قبل التوجُّه للمعركة؛ حيث يرسل رجاله لأهل المدن والقرى والقبائل ولمختلف أحياء الرياض، للتجمُّع في مكان يسمى المَبْرَز (بفتح الميم وسكون الباء وفتح الراء)، ثم يتوجه الجميع إلى الصفاة؛ حيث يستعرضون أمام الملك عبدالعزيز بأداء العرضة، ثم يأمر بالانطلاق نحو الحرب يتقدمهم حامل الراية، وبعد عودتهم منتصرين تُقام العرضة أيضاً تعبيراً عن نشوة الانتصار.
وقال “الجمل”: “مما تَقَدّم يتبيّن اهتمام الملك عبد العزيز بالعرضة كرقصة حرب، كما أنه أيضاً يقدّر شعراء العرضة، ويذكر الشيخ عبدالله بن خميس أن شاعر العرضة فهد بن دحيم غاب مرة عن العرضة بسبب مرضه؛ فافتقده الملك عبدالعزيز؛ فقال: آتوني به ولو محمولاً، فجاء يغالب مرضه وهزّ سيفه وأنشد:
نجد شامت لأبو تركي وأخذها شيخنا *** واخمرت عشاقها عقب لطم اخشومها
فاهتز الملك عبدالعزيز لها، وتناول سيفه وجعل يتثنى بين جنده مفتخراً مزهواً، وزاد الجند حماسة وعرامة واستجابة وفداء.