مكافحة الحشائش في المزارع العضوية تحمي المحاصيل الفرق بين برد المربعانية والشبط والعقارب توزيع أكثر من 4,9 ملايين ريال على الفائزين بمزاين مهرجان الصقور وزارة الداخلية تحتفي بيوم الشرطة العربية بعرض عسكري في مهرجان الإبل الفيدرالي الأمريكي يخفض معدل الفائدة ربع نقطة إلى ما بين 4,25 و4,50% القمر الأحدب المتناقص في سماء الشمالية 5 مزايا لمنصة نسك مسار خدمة جديدة لمرضى ألزهايمر الأولى من نوعها في السعودية بتقنية PET/MRI المركزي يخفض اتفاقيات إعادة الشراء والشراء المعاكس 25 نقطة أساس سوء التواصل أبرز التحديات في العمل
أدى المصلّون، في جميع مناطق المملكة، صلاةَ الاستسقاء صباح اليوم تأسياً بسُنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام عند الجدب وتأخر نزول المطر أملاً في طلب المزيد من الجواد الكريم أن يُنعم بفضله وإحسانه بالغيث على أنحاء البلاد.
وقد أدى جموع المصلين، اليوم، صلاةَ الاستسقاء بالمسجد الحرام، يتقدمهم صاحبُ السمو الملكي خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، ومعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، وقائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام العميد محمد بن وصل الأحمدي.
وأمّ المصلين إمامُ وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن علي الغامدي، الذي ألقى خطبة أوصى فيها المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، والبُعد عن المعاصي ما ظهر منها وما بطن.
وقال فضيلته: ” لقد خرجتم من بيوتكم ترجون رحمة الله سبحانه وتعالى وتخشون عقابه خاشعين لجلاله متذللين لعظمته مظهرين الفقر والحاجة إلى غناه ورحمته، وقد شكوتم جدب دياركم وتأخر المطر عنكم فأبشروا وآمنوا خيرًا، فربكم سبحانه كريم جواد كريم قد سبقت رحمته غضبه، يفتح أبواب فضله ورحمته على عباده فيُغنيهم ويكرمهم ويسقيهم ويغيثهم، وإذا هم تابوا وأنابوا واستغفروا ربهم أرسل السماء عليهم مدراراً وأمدهم بأموال وبنين وجنات وعيون وزروع ومقام كريم، وهو سبحانه وتعالى مع سعة عفوه ورحمته شديد العقاب ذو الطول والقوة يغضب إذا انتهكت محارمه ولا يقوم لغضبه سبحانه وتعالى شيء، ويغار إذا ارتكبت المنكرات وضيعت الأمانات والواجبات إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم، ذلك لكي يعلم العباد جميعاً أن أعظم ما يزيل النعم ويحل النقم ويمنع الخيرات والبركات تلبس العباد بالمعاصي والذنوب ومجاهرتهم ربهم علام الغيوب وإعراضهم عن التوبة والإنابة وكراهيتهم وبغضهم للناصحين الصادقين، وقد توعد الله سبحانه وتعالى الذين يمكرون السيئات أن يعاقبهم بالدنيا بواحدة من عقوبات أربع أو يجمعها كلها لهم.
وأضاف: إن كل من استمرئ المنكرات ومكر السيئات ولم يتوبوا إلى ربهم سبحانه وتعالى فهم متوعدون، إما أن يخسف الله تعالى بهم الأرض كما فعل بقارون وغيره من الأفراد والأمم وإما أن يأتيهم عذاب الله في صور وأشكال متنوعة من حيث لا يشعرون ولا يتوقعون، وإما أن تأتيهم العقوبة الإلهية وهم يتقلبون في هذه الحياة في تجارتهم وفي يقظتهم زمامهم وإقامتهم وظعنهم وليسوا بمعجزين الله سبحانه وتعالى، وإما أن يحل عليهم سخط الله وهم في حالة خوف وترقب لعذاب الله أو يصيبهم النقص في عافيتهم وصحتهم وأموالهم ومعايشهم وحضاراتهم ويشعرون بالنقص والتأخر والردى ويلفهم من كل أطرافهم ونواحيهم حتى يأتي عليهم أمر الله فيصبحوا قد خسروا كل شيء، وأبشروا فإن ربكم كريم رحيم يستحيي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفراً، وقد وعد بالإجابة والإكرام وفتح بركات السماء والأرض لعباده المتقين وبشَّر أهل الاستقامة أن يسقيهم ماء غدقاً.
وحث الشيخ الغامدي، المسلمين على عدم اليأس والقنوط والاستبشار والتسامح والتراحم والحرص على سلامة القلوب ومراقبة الله تعالى وتطهير القلوب من رواسب الغل والشحناء والحسد والحقد والبغضاء، كما حثهم على التوبة والاستغفار والبعد عن المعاصي والمحافظة على الصلاة والزكاة والصدقة ورد المظالم إلى أهلها وتجنب الفواحش والآثام والحذر من الربا وأكل الحرام، موصياً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأدى جموع المصلين بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة صلاة الاستسقاء، يتقدمهم وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة عبدالمحسن بن محمد المنيف.
وأمّ المصلين فضيلةُ إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي.
وعقب الصلاة ألقى فضيلته خطبة بدأها بتكبير الله تعالى، وحمده والثناء عليه، وحثّ الجميع على الدعاء، امتثالاً لقول الله عزّ وجلّ، ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ “.
وبيّن فضيلته أن في نزول الأمطار حكمة بالغة حين يتقاطر على الأرض من علوٍ؛ ليعم بسقيه وهادها وتلولها وضرابها وآكامها، فاقتضت حكمته سبحانه أن يسقي الأرضَ من فوقها فينشئ سبحانه السحابَ ثم يرسل الرياح تلقحها، ثم ينزل منه على الأرض بقدر الحاجة، حتى إذا أخذت الأرض حاجتها، وأن تتابعه عليها بعد ذلك يضرها، أقلع عنها وأعقبه بالصحو لقوله عز وجل: ” وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ “، فالماء من نعم الله وإحسانه على عباده، لا يستغنى عنه، فإذا تأخر نزول الأمطار، ضجّ العباد، وسقمت الأرض واصفرَّت الأشجارُ وهلك الزرعُ، وجفت الآبارُ والعيون، قال الله عز وجلّ: ” قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أصبح مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ”.
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: إن النعم لا تعرف إلا بفقدها حين يبتلي العباد بالقحط والجدب وانحباس المطر وانقطاع الغيث، فيتيقّظ الغافلون وينتبه التائبون، قال سبحانه “وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا”، فيظهر العباد افتقارهم وحاجتهم إلى خالقهم سائلين متضرعين مستغفرين، يلجؤون إلى من يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته، يلجؤون إلى من ينزل المطر بقدر معلوم، فينشر الله رحمته، وينزل الغيث فتحيى الأرض وينبت الزرع ويعمّ الخير، إذ قال سبحانه ” وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ “.
وذكر فضيلته بأن الله قريب مجيب يستجيب لعباده إذا دعوه، وقد غيّروا أحولهم، وزينوا بواطنهم، وطهروا قلوبهم، كان السلف الصالح إذا أجدبت الأرض وقحطت، خرج المسلمون إلى الصلاة تسمع التسبيح والتهليل والاستغفار، بأعين باكية، وجوارح ذليلة، وصدقات كثيرة، وخضوع وتضرّع وسكينة، فيستجيب الله لهم.
وأوضح الشيخ الثبيتي أن إغاثة القلوب بالإيمان مفتاح القطر من السماء، وسبب رفع البلاء، ووعد الله لا يخلف، حيث قال سبحانه: ” وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ …” فالتوبة الصادقة تغفر الذنوب مهما عظمت، فكل ذنب يسعه عفو الله، وباب التوبة مفتوح مهما تعاظمت الذنوب، وتكاثرت المعاصي واستحكمت الغفلات، فلا قنوط من رحمة الله، فالله سبحانه، يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط سده في النهار ليتوب مسيء الليل، فقال عز وجلّ ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنهاراً”.
ودعا فضيلته إلى الإكثار من الصلاة على رسول الهدى معلّم الناس الخير عليه الصلاة والسلام، ثم سأل وجموع المسلمين اللهَ البرّ الرحيم أن يُنزّل الغيث ولا يجعلنا من القانطين الآسين، وأن يسقينا غيثاً مغيثاً، هنيئاً مريئاً، سحاً طبقاً غدقاً، عاجلاً غير آجل، نافعاً غير ضار، عامًّا برحمته وأن يجعله سبحانه سُقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق، يسقي به البلاد والعباد والبهائم، ينبت به الزرع ويدرّ به الضرع، وأن يجعل فيه قوة لنا على طاعته وبلاغاً إلى حين، وأن لا يمنع عنا بذنوبنا فضله.
وفي مدينة الرياض أدى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وجموع المصلين صلاة الاستسقاء بجامع الإمام تركي بن عبدالله.
وأم المصلين سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الذي استهل خطبته بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكداً على تقوى الله وحفظه في السر والعلن والتوكل عليه والاستعانة به سبحانه وتعالى في سائر الأمور كافة.
وحث سماحته على الدعاء والتضرع للمولى عز وجل ابتغاء في الأجر والمغفرة والحياة الحسنة في الدنيا والآخرة، لافتاً إلى الإخلاص في الدعاء وإيقان المؤمن بالإجابة.
وبيَّن عِظَم إحياء سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم في طلب الغيث بصلاة الاستسقاء وسؤال الرب عز وجل بالصَّيِّب النافع للبلاد والعباد.
وقد أُديت الصلاة في مختلف المناطق والمحافظات في المملكة.