أكد سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ, أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- أنموذج للرجل الحازم الذي تصدى لإنجاز الأعمال العظيمة، والمهمات الجسيمة، بإرادة قوية وشجاعة وعزيمة مع التحلي بالحكمة والأناة واتخاذ القرار الحازم في الوقت المناسب.
وقال سماحته في تصريح بمناسبة الذكرى الأولى لتولي خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- مقاليد الحكم: “تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -رعاه الله- مقاليد الحكم في بلادنا المباركة، في وقتٍ تعيش فيه المنطقة فتناً وقلاقلَ واضطرابات أمنية في عدد من الدول المجاورة في المنطقة، وفي خضم هذه الأوضاع المضطربة يقوم أعداء الأمة الإسلامية بتمرير وتنفيذ مخططاتهم العدوانية التي تنم عن الكراهية والعدوانية والطمع في نهب خيرات الدول المضطربة، وأخطر من ذلك كله يرمون إلى استهداف بلاد الحرمين، والوصول إلى حدودها لتوجيه الضربة إليها، وتهديد أمنها واستقرارها بواسطة عصابات مجرمة ومليشيات مرتزقة يتم دعمهم بالمال والسلاح، وتغذيتهم بالفكر المنحرف المشبع بالبغض والكراهية للإسلام الصحيح والعقيدة الصافية وتحريضهم على معاداة بلاد الحرمين شعباً وقيادة، عقيدة ومنهجاً.
وأضاف: “لا شك أن استهداف بلاد الحرمين وتهديد أمنها واستقرارها ليس خطرها قاصراً عليها فقط؛ بل إن استهدافها هو استهداف للأمة المسلمة بأكملها؛ وذلك لأنها قبلة المسلمين، فيها الحرمان الشريفان، يقصدهما المسلمون من جميع أنحاء العالم لأداء فريضة الحج والعمرة والزيارة؛ فهم ينظرون إلى بلاد الحرمين نظرة تقديس وتعظيم ويكنون لها ولقيادتها الحب والاحترام والولاء”.
وتابع سماحته يقول: “كانت المحافظة على أمن واستقرار بلاد الحرمين واجباً دينياً، ودفع الخطر عنها أمراً لازماً لا يمكن التواني فيه”؛ واصفاً قرار “عاصفة الحزم” بالقرار الحازم، الذي جاء من رجل عُرف بالحزم والعزم والحكمة والحنكة في إدارته وفي مواقفه وفي حياته العملية؛ بهدف استعادة الشرعية في بلاد اليمن الشقيقة، ووقف العدوان الحوثي وما قاموا به من الأعمال الإجرامية بحق الشعب اليمني، وسفك للدماء، ونشر للفساد والفوضى في البلاد، إلى جانب تمددهم نحو حدود المملكة العربية السعودية، وتهديد أمنها واستقرارها”.
وأكد سماحة مفتي عام المملكة, أن “عاصفة الحزم” حققت نجاحاً في مدة وجيزة، وتمكنت من وقف العدوان الحوثي، وتدمير قوتهم العسكرية وتخليص الشعب اليمني من أعمالهم الوحشية والإجرامية ومن شرهم وفسادهم.
وقال: “كان هذا القرار الشجاع الحازم الحكيم وما حققه من نجاح، هو أهم إنجاز، وأكبر حدث مصيري وتاريخي في العصر الحاضر تم تسجيله في سجل إنجازات خادم الحرمين الشريفين .
وأوضح أن ما ميّز عهد خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، سمة الحزم في المواقف، والشفافية في التعامل، والحسم في القضايا المصيرية الكبرى، والوقوف بشدة وقوة في وجه مَن يريد النيل من بلاد الحرمين، أو التلاعب بمقدرات الأمة المسلة، أو بث الفوضى والفتنة في بلاد المسلمين.
واستطرد سماحته قائلاً: “من الإنجازات المهمة التي تم إنجازها على المستوى الداخلي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله، إعادة تشكيل وتنظيم هيكلة الدولة والمؤسسات والهيئات التابعة لها، وإحداث مجالس جديدة ذات أهمية بالغة في مستقبل المملكة العربية السعودية، بما يتلاءم مع المعطيات السياسية والأمنية عالمياً وإقليمياً وعربياً”.
وزاد بقوله : “من أبرز الإنجازات المهمة في عهده -حفظه الله- تشكيل أول تحالف إسلامي ضد الإرهاب، وهو تحالف ذو أهمية بالغة سوف يُسهم في محاربة الإرهاب بشكل قوي، وسوف يقوم بدور في تقريب وجهات نظر الدول الإسلامية، وتوحيد جهودها وسياستها في مجال محاربة الإرهاب على مستوى واسع وكبير جداً”.
وبيّن سماحته أن من ملامح الإدارة الحازمة في عهد الملك سلمان، ما اتسمت به سياسة الدولة في التعامل مع القضايا الداخلية بمنتهى الحزم والشفافية، والعزم على إصلاح الأمور، ومحاربة الفساد وقلع جذوره بشكل قوي وجادّ، وإعادة النظر في تحسين كثير من الأمور المتعلقة بالاقتصاد، والتنمية، والتعليم، وغيرها من المجالات المهمة في كيان الدولة والحكومة.
وأضاف: “اتسم عهد الملك سلمان -حفظه الله- بدعم وتأييد دور الجهات الرقابية والدوائر الشرعية، وتقوية دور المشايخ والعلماء في قرارات الدولة، ومشورتهم في حل المشاكل والقضايا العامة، كما اهتمت الحكومة بدعم مدارس وحلقات التحفيظ، وتوسعة مجالها، والترغيب في الالتحاق بها، وعدّها من أبرز الإنجازات في عهده، حفظه الله، الذي يملك تاريخاً حافلاً بالنجاحات والإنجازات والأعمال الجليلة خلال عمله، وتوليه العديد من المناصب المهمة في السنوات الماضية، إلى أن تُوّج سجله بهذه الإنجازات الكبيرة والتاريخية بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد.
ودعا سماحة المفتي العام للمملكة, الله جل وعلا أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وأن يجزيه عنّا وعن الإسلام خير الجزاء، وأن يجعله ذخراً للإسلام والمسلمين، وأن يرفع به العلي القدير راية مجد الأمة وعزها وشرفها.