نظّم مهرجان الزيتون بالجوف، محاضرة بعنوان “تسهيل جني ثمار الزيتون”، مساء اليوم الجمعة، قدّمها الدكتور بسام فارس العويش؛ ليكون أول مَن حصل على شهادة الدكتوراه من الجوف، في تخصص الزيتون من جامعة كيرتن في أستراليا.
واستهلّ “العويش” محاضرته بالآيات القرآنية وفوائد الزيتون لصحة الإنسان؛ مقدماً شكره الجزيل لأمير منطقة الجوف على دعمه الكبير للمهرجان.
وذكر الدكتور “العويش” أن الزيتون يعتبر واحداً من أقدم أنواع الفاكهة المزروعة بالعالم، ويفضل جني ثمارها عندما يتحول لونها جزئياً من اللون الأخضر إلى اللون الأسود أو القرمزي؛ للحصول على نسبة عالية من الزيت وذات جودة عالية.
وأوضح أن النضج في شمال المملكة أواخر شهر سبتمبر، ويتواصل حتى بدايات شهر ديسمبر؛ مؤكداً -في الوقت ذاته- أنها تتأثر بعوامل كثيرة أهمها كمية الحمل، والممارسات الزراعية، والأصناف، والعوامل المناخية؛ خاصة درجات الحرارة في فصليْ الصيف والخريف، بعد موسم نمو طويل يستغرق بين 6 إلى 8 أشهر بعد الإزهار.
وتحدث بعد ذلك عن نسبة الزيت، وأنها تتزايد مع زيادة درجة نضج الثمار حتى تَلَوّنها باللون الأسود، ومن المفترض أن تكون أعلى من 15% للأصناف الزيتية؛ أما الثمار الخضراء فتعطي كمية أقل من الزيت مقارنة مع الثمار كاملة النضج، ويتميز الزيت الناتج عنها بطعم مر بسبب تركيز المواد الفينولية وبلون أخضر؛ أما الزيت المستخرج من الثمار كاملة النضج؛ فتكون كمياته أكبر، ونسبته أعلى وحموضته أكثر، وجودته أقل.
وقال “العويش”: إن عملية جني الزيتون تستنزف في حدود 50- 80% من قيمة الإنتاج الكلي؛ لذلك فأي معاملة لتقليل قيمة استهلاك الجني تُعتبر فاعلة؛ مقارنة مع الطريقة اليدوية التقليدية الذي تأخذ فترة طويلة تصل إلى شهرين في بعض المزارع؛ مما يؤثر حتى على جودة الزيت أيضاً؛ مطالِباً المزارعين باستخدام الجني الآلي الكامل أو حتى النصف آلي الذي يعتبر ضرورة ملحّة للمزارع لتقليل التكاليف والتغلب على نقص العمالة وتحسين جودة الزيت واستدامة الإنتاج بشكل مربح.
وهنا سوف نستعرض أهم أساليب الجني الآلي للزيتون؛ بدءاً من تصميم الحقل والذي ذكر فيه “العويش” أن المسافة المناسبة للزراعات التقليدية بالجني الهزاز أو نصف آلي بالأمشاط الهوائية 7 أمتار بين الشجرتين، ومن مترين إلى أربعة للمسافة المناسبة للزراعات المكثفة.
وطالَبَ “العويش” المزارعين بضرورة تنظيم أشجار الزيتون؛ لتسهيل عملية الحصاد الآلي، إضافة إلى رش الأشجار ببعض منظمات النمو.
واختتم “العويش” حديثه بضرورة الأخذ بعين الاعتبار عدم خلط الثمار المتساقطة على الأرض؛ جراء الظروف البيئية أو الإصابات الحشرية والمرضية، مع الثمار الجيدة المقطوفة من الشجرة؛ وذلك للمحافظة على زيت عالي الجودة.. وقدّم شكره الجزيل لإدارة المهرجان على دعوتهم وجهودهم في إبراز هذه الفعاليات والتسويق للزيتون.