وفاة وإصابة 29 شخصًا جراء سقوط حافلة للنقل المدرسي في بيرو الإحصاء: الرياض تتصدر استهلاك الكهرباء للقطاع السكني أمطار رعدية غزيرة وسيول وبرد على 8 مناطق الطائرة الإغاثية السعودية الـ 24 تصل إلى لبنان تعليق الدراسة الحضورية غدًا في جامعة أم القرى تجنبوا استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية ضيوف برنامج خادم الحرمين يؤدون مناسك العمرة وسط أجواء إيمانية الملك سلمان وولي العهد يعزيان أمير الكويت انخفاض درجات الحرارة شمال السعودية وجويريد أول فترات الانقلاب الشتوي تعليق الدراسة الحضورية غدًا في جامعة الطائف
ما إن يُذكر اسم منطقة نجران إلا ويبرز معها التاريخ بآثاره وعراقته، حيث تعتبر نجران أحد أبرز مناطق المملكة العربية السعودية التي تزخر بالعديد من المواقع التراثية التي يشهد لها التاريخ بأصالتها وثراء قيمتها.
ويقف قصر الإمارة التاريخي شاهداً من شواهد العصر على تاريخ المنطقة، حيث يجسد جمال البيت النجراني القديم اللافت؛ ليعد نموذجاً لحسن التصميم بشكله المعماري وروعة البناء القديم الممزوج برونق الأصالة وفن العمارة التراثية الأصيلة التي تحاكي الطراز العمراني المميز الذي تشتهر به منطقة نجران والذي يعد أحد أسرار أسر الزوار بجماله ودقة تشييده، فهو قصة تحكي تفاصيل الحياة النجرانية القديمة من خلال تصاميمه ومحتوياته.
نشأته وبناؤه
بدأ بناء قصر الإمارة عام 1361هـ في وسط مدينة نجران القديمة أو ما يسمى الآن بـ (أبا السعود) واستغرق بناؤه ما يقارب سنتين، حيث تم الانتهاء من أعمال البناء في عام 1363هـ كمقر لإمارة منطقة نجران آنذاك، وكان يضم إلى جانب الإدارات الحكومية المحكمة الشرعية، وقسم اللاسلكي، ومقر سكن الأمير ووكيله حيث يقع على مساحة إجمالية قدرها 625 متراً مربعاً.
محتوياته:
ويضم القصر الذي صُمم كقلعة عسكرية 65 غرفة موزعة على ثلاثة طوابق؛ حيث يضم مسجداً مبنياً من اللبن والقش وسعف النخيل، وغرفة المؤذن، وغرفة المحكمة، وكذلك خمس غرف استخدمت كمكاتب رسمية علاوة على مجلس الأمير الذي خصص لاستقبال الضيوف والمناسبات الرسمية والخاصة، وغرفة الطعام، وغرفة إعداد القهوة، وغرفة كمخزن، كما اشتمل القصر على سبعة عشر غرفة تشتمل على غرف سكنية، وغرف لمستودع الأطعمة، والأدوات بالإضافة إلى أربع غرف لمستودعات المواشي، كما يحوي القصر اثنتي عشرة غرفة أخرى.
الفناء والبئر
وفي فناء قصر الإمارة التاريخي بئرٌ قديمة ترجع إلى عصر ما قبل الإسلام بُني الجزء السفلي منها باللبن المحروق، بينما أكمل الجزء العلوي منها أثناء عملية الترميم الأخيرة التي نفذتها الهيئة العامة للسياحة والآثار وغطيت بأسياج حديدية تمنع سقوط الأشياء فيها وتسمح لزوار القصر بمشاهدة ما بداخلها، ويعتلي سور القصر المرتفع أربعة أبراج دائرية على أركانه الأربعة تتميز بشكل دائري تسمى القصبات كانت تستخدم لحراسة القصر آنذاك.
إعادة ترميمه
وفي عام 1387هـ تم إخلاء القصر بعد أن انتقلت إمارة المنطقة إلى موقعها الجديد. حيث تمت إعادة ترميمه بنفس طراز تصميمه الذي بني عليه عند إنشائه وتأثيثه وفق تراثه القديم حتى يبقى أحد أبرز معالم المنطقة.
وبعد التحاق جميع المواقع التراثية والأثرية بنجران بهيئة السياحة والتراث الوطني شرعت الهيئة في تهيئة بعض ساحات وملحقات القصر ليكون موقعاً ملائماً لمزاولة وعرض الحرف والصناعات اليدوية ومعلماً تراثياً يسهم في جذب السياح للمنطقة.
” المواطن” تجولت في أرجاء القصر العتيق ورصدت بالصور جمالية التراث لهذه القلعة الفريدة وما تحتويه من بعض الصور التاريخية المعروضة وكذلك القطع الأثرية.
من جانبه أوضح مدير عام فرع هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة نجران صالح آل مريح أن قصر الإمارة يعد أحد أهم أبرز معالم التراث في المنطقة الجاذبة للسياح؛ لما يتميز به من دقة في التصميم وجمالية المنظر.
وأكد آل مريح بأن القصر كغيره من المواقع التراثية يحظى باهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وصاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة نجران رئيس مجلس التنمية السياحية كونه أحد أبرز الوجهات السياحية في المنطقة، ومحط أنظار جميع السياح القادمين إلى نجران من مختلف الدول العربية والأجنبية.