وجه قبيح يجمع #داعش والحوثيين والمخلوع في #اغتيال_محافظ_عدن

الأحد ٦ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ٩:٥٥ مساءً
وجه قبيح يجمع #داعش والحوثيين والمخلوع في #اغتيال_محافظ_عدن

قبل شهرين حينما استهدفت سيارتان مقر إقامة الحكومة اليمنية في عدن، بتاريخ 6 أكتوبر الماضي، بعد أن استقرت حكومة خالد بحاح هناك، تسابق الحوثيون وتنظيم “داعش” لإعلان مسؤوليتهما عن تلك التفجيرات.

واليوم، تبنى “داعش” سريعًا العملية “البشعة” لاغتيال محافظ عدن اللواء جعفر سعد، متوعدًا بتنفيذ مزيد من العمليات. وقال بيانٌ للتنظيم: إن التفجير تم بسيارة مفخخة مركونة، استهدفت موكب المحافظ، قرب مبنى الاتصالات بمنطقة “جولدمور” في حي التواهي بعدن، في وقت سابق من صباح الأحد. وجاء التفجير الذي أودى بحياة المحافظ و8 من مرافقيه، بعد أقل من 24 ساعة على اغتيال رئيس المحكمة الجزائية واستهداف ضابط استخبارات.

ما يهم بشأن هذا التفجير والسلسلة التي سبقته، أن هناك مؤشرات تربط بين “داعش” والحوثيين؛ ومن ثمَّ قوات المخلوع علي عبدالله صالح، الذي يتماهى مع الطرفين لأغراض سياسية “نتنة” حتمًا. ودخول “داعش” في خط العمليات التي تخدم توجُّهات الحوثيين والمخلوع على الأرض، لا يمكن أن يكون اعتباطًا. ولعل تسابق الطرفين (داعش والحوثيين) في تبني أولى حوادث التفجيرات في أكتوبر الماضي (واقعة قصر الحكومة)، قبل أن يستقر الأمر على تبني “داعش” وحده لآخر العمليات، يشير إلى تلك العلاقة الآثمة بين تلك الأطراف.

إثبات أغسطس للعلاقة الآثمة والوجه القبيح

في أغسطس الماضي، أي قبل بضعة أشهر أكدت أنباء عدة أن “داعش” انضم إلى القتال بجانب الحوثيين في اليمن، في قتالهم ضد قوات المقاومة الشعبية اليمنية الموالية للحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. وجاء ذلك، بعد أن أعلن التنظيم عن مسؤوليته عن سفك دماء أربعة جنود يمنيين في عدوان ضد موقع عسكري تابع للحكومة اليمنية الشرعية في مديرية ثمود في محافظة حضرموت، بتاريخ 20 أغسطس.

ومن ذلك الوقت تأكدت العلاقة الآثمة بين الحوثيين و”داعش”، ومن ثمَّ قوات المخلوع صالح، حيث أطلت بوجهها القبيح في العديد من العمليات لاحقًا، التي يتم تبنيها باسم الداعشيين. وكان بيان “داعش” عن عملية أغسطس، وهي الأولى من نوعها، يشير إلى أن هدفه جيش التحالف وزعزعة عمليات “عاصفة الحزم”.

وجاء توقيت عملية “داعش” تلك، ليدل على أن التنظيم انخرط في القتال لتعزيز الحوثيين ومنع تكبدهم هزيمة سريعة أو محاولة تكتيكية لجر المعركة إلى اتجاهات أخرى؛ لتشتيت اهتمامات الرأي العام العربي عن الهزائم المتلاحقة، التي مُني بها الحوثيون وحلفاؤهم.

ولا يخفى أيضًا، أن جيوش الميليشيات في الوطن العربي مثل “داعش” و”حزب الله” وعشرات الميليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا، أبدت اهتمامها بما يجري في اليمن؛ خشية انتصار “عاصفة الحزم”.

شكوك علاقة “داعش” بطهران

وتدور شكوك واسعة جدية في الوطن العربي، حول علاقة “داعش” بطهران وتبادلهما الخدمات الإستراتيجية في العراق وسوريا، خاصة أن المسؤولين عن نشوء التنظيم حليفان لإيران، وهما رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي حينما تغاضى عن هروب مئات من كوادر” داعش” من سجون العراق، وبشار الأسد الذي يتبادل الخدمات والمنافع بما فيها التجارة النفطية مع “داعش”.

كما سمح وجود “داعش” بوجود إيراني عسكري علني في العراق؛ بحجة مساعدة الحكومة العراقية ضد عدوان التنظيم، وبوجود ميليشيات مسلحة تابعة لإيران في سوريا؛ بحجة حماية المراقد الشيعية.. ولعل هذا هو المقصد الإيراني الأساسي، بكل اختصار.

إثبات آخر من عضو حوثي

لم يدرك أحد قادة الحوثيين خطورة ما تفوّه به من تصريحات حاول من خلالها تهديد قوات التحالف، وأن هذه التصريحات كشفت عن التعاون المحتمل بين الحوثيين وتنظيم داعش.

وفي فيديو مسرّب في أكتوبر الماضي، قال عضو ما يسمى “المجلس السياسي” التابع لجماعة الحوثي محمد البخيتي: إن لدى الجماعة قدرة على استخدام تنظيم داعش في الحرب ضد السعودية، مستدلًّا بالعداء الشديد الذي يُكِنّه التنظيم الإرهابي للمملكة. وأضاف “البخيتي”، في مقطع الفيديو الذي كان ضمن مقابلة مع قناة “دويشته فيله” الألمانية، أن جماعته ستسعى إلى التعاون مع تلك العناصر “لتصفية حساباتنا مع دول أخرى”.

ويأتي كلام “البخيتي”، بعد يوم واحد فقط من تبني “داعش” الهجمات الإرهابية التي استهدفت مقر إقامة الحكومة اليمنية وقوات التحالف في محافظة عدن.

رابط فيديو تصريح عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثي:

أدوار المخلوع في الاستعانة بـ”القاعدة” و”داعش”

دلائل كثيرة أثبتت استعانة علي عبدالله صالح، حليف الحوثيين، بتنظيم القاعدة في اليمن، ولعل اعتراف المصري سيد إمام الشريف الذي سُجن في اليمن بعد أن غادر أفغانستان بذلك من بين تلك الدلائل، بل إن المخلوع اعترف في لقاءات تلفزيونية بعد خروجه من السلطة بأنه كان يستخدم “القاعدة” كإحدى أدواته في توازنات حكم اليمن؛ وذلك ليضمن بقاءه في السلطة، وليضمن بقاء دعم الولايات المتحدة الأمريكية له والغرب. ولم يقتصر توظيف صالح لـ”القاعدة” إبان حكمه، وإنما استغلها بعد ثورة شباب اليمن عليه وخروجه من السلطة وفتح الموالين له في الجيش اليمني منطقة أبين على مصراعيها لتسقط في أيدي التنظيم.

وعندما تراجع أغلب مقاتلي “القاعدة” في اليمن تراجع أغلب مقاتليه وبايعوا أبو بكر البغدادي، وصار لـ”داعش” في اليمن موطئ قدم، خاصة بعد مقتل قائد القاعدة ناصر الوحيشي الذي كان يرفض الانضمام لـ”داعش” والبقاء على ولائه لـ”القاعدة”، كان لقاسم الريمي الذي تولى إمارة التنظيم قناعاته في مبايعة “البغدادي”. وكان “الريمي” وثيق الصلة بنظام علي عبدالله صالح، عبر ابن أخيه وكيل جهاز الأمن القومي ورجل الأمن الأول آنذاك عمار محمد عبدالله صالح.

وهذا يشير إلى وجود رابط بين أهداف المخلوع وما يريده الداعشيون، وكلٌّ يسعى لمصالحه على أرض اليمن، على حساب الشعب المغلوب على أمره، وذلك على نفس شاكلة العلاقة التصالحية بين صالح والحوثيين من جهة، وعلاقة الحوثيين بـ”داعش” من جهة أخرى، في إطار مصالح متشعِّبة تخدم العديد من الأبواق الاستخباراتية المريبة في المنطقة.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • هند الحربي

    قصتي مين يسمعها ؟؟

إقرأ المزيد