قصة شاب يعمل بتطبيقات نقل الركاب واتهم في قضية اغتصاب فيصل بن فرحان يبحث العلاقات الثنائية مع وزير خارجية سنغافورة نتائج المنتخب السعودي في افتتاح مرحلة الإياب بالدور الحاسم إنذارات لعدة مناطق: طقس غير مستقر وضباب حتى الغد وظائف شاغرة لدى المراعي في 3 مدن وظائف إدارية شاغرة لدى هيئة الزكاة وظائف شاغرة في هيئة التأمين مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 470 قسيمة شرائية في عكار اللبنانية وظائف شاغرة في الاتصالات السعودية وظائف شاغرة في شركة معادن
يُعتبر قسم الأبحاث والتطوير Research & Development أو ما يُعرف اختصارًا بـR & D من أهم الأقسام في الشركات العالمية الكُبرى، وتحديدًا التقنية منها. فداخل هذا القسم تبدأ الأفكار وتوضع الخطوات المُستقبلية التي ستسير عليها الشركة خلال السنوات القادمة.
أبل واحدة من الشركات التقنية الرائدة، وهذه معلومة لا يختلف عليها اثنان، فالشركة كانت من أوائل الشركات التي قدّمت شاشات تدعم اللمس بالإصبع بعد سنوات من الاعتماد على الأقلام الضوئية، كما ابتكرت خاصيّة اللمس ثُلاثي الأبعاد الذي يتعرّف على قوة الضغط على الشاشة لتُضيف بذلك بُعدًا جديدًا في طريقة التعامل مع الأجهزة الذكية.
وبعيدًا عن جميع ما قدمته الشركة، إلا أن Bloomberg العالمية قدّمت مؤخرًا تقريرًا فاجئ الكثير من المُراقبين؛ حيث ذكر التقرير أن أبل تُنفق فقط 3.5% من عائداتها على قسم الـR & D، وهي نسبة متواضعة جدًّا إذا ما قُورنت بنسبة جوجل التي تُنفق 15%، وكوالكوم التي تُنفق 22%، وأخيرًا فيسبوك التي تُنفق 21%.
هذه النسب بعد تحويلها إلى أرقام مالية تعني أن أبل تُنفق سنويًّا ما يُعادل 8.1 مليار دولار أمريكي، وهي تُمثّل 3.5% من عائداتها السنوية، وبالتالي على الرغم من صغر النسبة، إلا أن القيمة المالية عالية جدًّا، وهو رقم ليس صغيرًا في العالم التقني.
لكن السؤال المطروح: كيف يُمكن لأبل أن تنفق 3.5% فقط من عائداتها في التطوير والأبحاث، لكنها ما تزال في السباق على القمّة، وتُعتبر الشركة الأعلى قيمة في الولايات المُتحدة الأمريكية؟!
الإجابة عن هذا السؤال تعتمد على الكثير من العوامل؛ فالشركة تمتلك بالفعل مُختبرات وأقسام للتصميم الصناعي تُدهش العالم كل فترة بأحدث التقنيات وطريقة التعامل مع التفاصيل لتوفير مُنتج ليس له مماثل من ناحية قابلية الاستخدام.
لكن إلى جانب ذلك، فالكثير من الشركات العالمية تتنافس فيما بينها لكسب ود أبل والحصول على فرصة لتصنيع مُعالج، أو شاشة، أو حتى غطاء لأحد أجهزتها، وهو ما يُجبر هذه الشركات على البحث والتطوير بشكل دائم، مُوفرةً على أبل عناء هذه العملية، وإن تدخلت أبل، فهي تتدخل في التفاصيل الصناعية، إضافة إلى التصميم فقط، وهذا الكلام لا ينطبق على جميع التقنيات أو الأجهزة، فالكثير من تقنيات أجهزة أبل يتم تصميمها وتطويرها داخل مُختبرات أبل، لكن مهمة تصنيعها توكَل إلى جهة خارجية؛ بسبب امتلاكها قوّة إنتاجية عالية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر: حصلت أبل على براءة اختراع اللمس ثُلاثي الأبعاد، وقامت بتصميم النظام وآلية عمله، لكن الشركات الصينية تنافست فيما بينها لتنفيذ هذه التصاميم وتحويلها إلى مُنتج يُمكن استخدامه داخل هواتف آيفون.
ومن العوامل التي تدفع أبل لصرف 3.5% فقط من عائداتها السنوية على الأبحاث والتطوير هو تخصص الشركة في مجالات محدودة لا ترغب بالخروج عنها. فشركات مثل جوجل أو فيسبوك تُطوّر مشاريع مُختلفة بعيدة عن تخصصها الأساسي مثل مناطيد أو طائرات دون طيار لإيصال الإنترنت للمناطق التي لا تحتوي على إنترنت في العالم، أو تطوير سيارة ذاتية القيادة، وهي خطوة أقدمت عليها أبل، لكن بالتعاون مع شركة مُتخصصة بهذا المجال، وهي شركة تيسلا Tesla المُصنّعة للسيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية، على عكس جوجل التي أنشأت المختبرات اللازمة ووظفت المُهندسين المُناسبين للعمل على المشروع تحت قيادتها ودون وجود أي طرف خارجي.
الآن وبالعودة إلى الأرقام المالية من جديد نجد أن 8.1 مليار دولار أمريكي هو رقم صغير أمام مجموع عائداتها الذي يبلغ 233 مليار دولار. أما جوجل التي يبلغ مجموع عائداتها 66 مليارًا، فهي تصرف 9.2 مليار دولار لتتجاوز بذلك أبل من ناحية القيمة المالية للإنفاق على التطوير، متبوعة بـ5.6 مليار دولار من كوالكوم بعائدات سنوية تتجاوز الـ25 مليارًا، وفيسبوك التي تُنفق 2.6 مليار فقط، لكن مجموع عائداتها صغير مُقارنة بالبقية ويبلغ 12 مليارًا.
عندما تتم مُقارنة هذه الأرقام فيما بينها نجد أنها صغيرة، لكن على أرض الواقع هي أرقام كبيرة جدًّا، تعكس حجم الاستثمارات التي تُنفق سنويًّا للوصول إلى القمة في مُختلف المجالات، وهي سياسة يجب أن تحتذي بها الكثير من الشركات؛ فبدون استثمار داخلي وتوجيه العمل من أجل الربح فقط، لن تستطيع الشركة الوصول للقمة، ولنا في مشاريع Google Fiber وProject Loon من جوجل خير مثال؛ فهي مشاريع لا تدر أرباحًا للشركة حتى اللحظة، لكن حجم الاستثمارات فيها عالٍ، ولا تتوانى جوجل أبدًا عن دعمها ماديًّا بشكل دائم.