طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
عندما استهدفت شخصيات إيرانية وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، حينما كان سفيراً لبلاده في واشنطن آنذاك، واستهدفت معه تفجير مبنى السفارة، كان ذلك تأكيداً على ما وصل إليه ذلك الرجل من قدرة على الاقتراب من العقل السياسي والدبلوماسي الأمريكي، وتفكيك كل ما فيه من أسرار دقيقة ومناورات ودهاليز للمصالح والتكتيكات وما شابهها، والوصول إلى قدرة فائقة على محاورة ذلك العقل العصيّ من أجل الوصول إلى ما يخدم مصالح المملكة العربية السعودية؛ بوصفها من أقوى الحلفاء السياسيين والاقتصاديين والأمنيين للولايات المتحدة الأمريكية.
هذه هي شخصية السياسي السعودي عادل الجبير، الذي بات خير خلف لخير سلف في تناول حقيبة الدبلوماسية السعودية، بعد رحيل الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله.
وتأكد تماماً لدى الدوائر الغربية، خلال أكثر من عِقد مضى، أن “الجبير” يمثل نقطة الوصل بين الرياض وواشنطن؛ حتى في سنوات التقلُّبات الساخنة خلال هذا العِقد وما قبله ببضع سنوات. ولعل نجمه صعد بشكل واضح بعد أحداث تفجيرات 11 سبتمبر 2001؛ حينما أُوكلت له مهمة الرد على الانتقادات الحادة التي كانت توجهها دوائر إعلامية أمريكية مدعومة من “اللوبي الصهيوني”، من أجل الانتقاص من قدر السعودية وفتح فجوة في علاقتها بأمريكا؛ من خلال محاولة ربطها بتلك العمليات الإرهابية؛ جرّاء مشاركة 15 سعودياً بين 19 إرهابياً في تلك التفجيرات الكونية الصاعقة.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”؛ فإن تَوَاصل صعود “الجبير” مع تلك المهمة بعد “11 سبتمبر”، بات يمثل صعوداً بارزاً في الدبلوماسية السعودية، حينما كانت في أكثر من مناسبة تصف تعابير وجهه بـ”الهادئة الجادة”؛ خصوصاً أنه ارتبط بوظائف في إطار الاتصال بين واشنطن والرياض منذ نحو 30 عاماً.
عادل الجبير من مواليد مدينة المجمعة السعودية (شمال الرياض) في عام 1962؛ حيث ينتمي لعائلة محافظة، خرج منها عمه الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير، الذي تولى من قبلُ رئاسة ديوان المظالم ووزارة العدل ورئاسة مجلس الشورى؛ إلا أن “الجبير” جَمَع بين ملامح عائلته المحافظة، والتعليم الغربي الذي تلقّاه في عدد من المواقع؛ حيث تَلَقّى تعليمه الأساسي في ألمانيا، حينما كان برفقة والده الذي كان يعمل في الملحقية الثقافية في سفارة ألمانيا، كما حصل على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة شمال تكساس الأمريكية، ودرجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة جورج تاون في واشنطن.
ويُعَد “الجبير” ثاني وزير للخارجية خارج الأسرة المالكة، بعد إبراهيم السويل الذي عُيِّن في عام 1961. وكانت أول مهمة دبلوماسية لـ”الجبير” في عام 1986، حينما عيّنه السفير السابق في واشنطن الأمير بندر بن سلطان كمتعاقد محلي في السفارة؛ بسبب إجادته للغة الإنجليزية، وجَعَله آنذاك مساعداً له لشؤون الكونجرس وفي الشؤون الإعلامية للسفارة.
وبعد أربعة أعوام، في عام 1990، كان الظهور الإعلامي الأول لـ”الجبير”؛ بصفته متحدثاً باسم السفارة السعودية في واشنطن، أثناء حرب الخليج الثانية آنذاك، وظل يشغل ذلك الموقع حتى صيف عام 1994، عندما انضم إلى الوفد الدائم للسعودية في الأمم المتحدة.
وفي عام 1999، عاد “الجبير” إلى سفارة واشنطن من أجل الإشراف على المكتب الإعلامي. وبعدها أصدر ولي العهد آنذاك (عبدالله بن عبدالعزيز)، قراراً بتعيينه مستشاراً في ديوانه. وكانت أحداث 11 سبتمبر 2001، بداية الظهور الحقيقي لاسمه عالمياً؛ من أجل إيضاح الحقائق لوسائل الإعلام الأمريكية المختلفة.
وفي عام 2005، تم تعيينه مستشاراً في الديوان الملكي برتبة وزير، وفي أوائل 2007 صدر قرار بتعيينه سفيراً للمملكة في واشنطن، خَلَفاً للأمير بندر بن سلطان.
واستمر “الجبير” سفيراً في الولايات المتحدة 8 سنوات، إلى أن تم اختياره وزيراً للخارجية، ضِمن التغييرات الشبابية في مجلس الوزراء في 29 إبريل 2015.