المنتخب السعودي لا يخسر في مباراته الافتتاحية بالكويت توضيح من التأمينات بشأن صرف مستحقات الدفعة الواحدة العقيدي أساسيًّا في تشكيل السعودية ضد البحرين الشوكولاتة الساخنة أكثر صحة من خلال استبدال بعض مكوناتها إستاد جابر الأحمد جاهز لمباراة الأخضر والبحرين رينارد يستبعد فراس البريكان من قائمة الأخضر شاهد.. غرفة ملابس الأخضر قبل لقاء البحرين حرس الحدود يختتم معرض وطن بلا مخالف بالرياض موعد صدور أهلية حساب المواطن للدورة 86 إحباط تهريب 19 كيلو قات في جازان
مثلما تضم المشاعر المقدسة ملايين الحجيج كل عام لأداء فريضة الحج من كل فجٍّ عميق، تتفاني معهم منظومة الخدمات الحكومية والأهلية المتكاملة للتيسير عليهم، وتذليل العقبات أمامهم؛ لأداء مناسكهم في يسرٍ وسهولة، ويبرز أبطال الحج من رجال الأمن السعودي في رسم أكبر لوحة في العمل الإنساني إلى جانب أعمالهم الرسمية في الأمن وتفويج الحركة وضبط إيقاع تنقلات الحجيج دون تدافع أو تعارض.
كثيرًا ما يُحول هؤلاء الأبطال أجواء الحج الملتهبة بدرجات حرارة زادتها الجبال المحيطة سخونةً، إلى أجواءٍ روحانية تتعتّق منها نسائم العمل الإنساني وغمائم التعامل الراقي مع ضيوف الرحمن، التي بلا شك تزيد من جرعات تطبيع القيم الإسلامية السامية لكثيرٍ من هؤلاء الحجيج؛ لتكون محطات تجارب عملية لهم، يطبّقون منها ممارسات التكاتف الاجتماعي والعمل الإنساني حين عودتهم إلى أوطانهم ومجتمعاتهم.
ولا يغيب عن نظر أي حاج ما يقدمه رجال الأمن في موسم الحج من أعمال ومبادرات ذاتية لخدمتهم تفيض بها شوارع وتضاريس المشاعر؛ لتكون كل صورة رجل أمن يحمل مسنًّا أو طفلًا مُنهك، مثل ينابيع تُنهل منها المعاملة الحسنة.
وساهمت وسائل الإعلام المختلفة سواء التقليدية أو الحديثة كالتواصل الاجتماعي في نقل هذه المحطات لتكون محط أنظار العالم أجمع لشدة الانبهار بها ومحاولة تطبيقها والاستفادة منها للأجيال القادمة.
وفي مشاعر الحج بعرفة أو في مزدلفة ومنى يمتد نظرك إلى آلاف الجنود، وهم يستبسلون في تأمين وسلامة الحجيج، ويضربون أروع الأمثلة في صفاء التعامل بشتى صوره وبابتسامة جميلة يصغي فيها لأسئلة الحجيج المتكررة ليقابلها باحترام؛ انطلاقًا من مبادئ الدين الحنيف لحسن استقبال ضيوف الرحمن، بينما آخر يأتي بمظلة يقرّبها إلى حاج أعيته الشمس بحرارتها الملتهبة، وثالث يرش الماء بيد على وجوه الحجيج وبيده الأخرى يحرّك قصاصة كرتون جعل منها مروحةً هوائيةً للتبريد عليهم وتهويتهم. بينما رابع يلتفت بسرعة البرق إلى مصدر صرخات أمٍّ بين الكتل البشرية قد احترق قلبها ألمًا على طفلها الذي دهمته موجة ضيق في التنفس؛ بسبب كثافة الحجيج، وضاقت بها الخيارات لإنقاذه فيصل إليها يحتضنه بين يديه ويهرول به نحو الأطباء في سبيل وضع كمامات الأوكسجين على فمه ومعالجته.
وما هذه إلا مشاهد تتدفق كل عام كالسيل في أودية عرفات ومزدلفة ومنى، وقد ارتبطت ذاكرة الركن الخامس من الإسلام برجل الأمن وما يقدمه لضيوف الرحمن.
وقبل أن يبدأ موسم الحج في كل عام يستعيد شريط الذاكرة مثل هذه الصور من الحج السابق وقد نال رجال أمن شهادات شكر وتقدير على مبادرات إنسانية يقدّمونها للحجيج؛ ففي العام الماضي مثلًا وجه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا بشكر لأحد رجال الأمن الذي تناقلت القنوات الدولية صورًا له وهو يتفانى في رش رذاذ الماء البارد على حجاج انهمر العرق من وجوههم فوق جبل الرحمة بمشعر عرفة وأنهكهم التعب والظمأ، كما كان بين آلاف المشاهد صور لالتفافٍ مهيب لعشرات رجال الطوارئ وهم ينتشلون طفلًا من بين يدي والديه في زحام الجمرات بعد أن فقد السيطرة لحماية ابنه فرفعته أيدي الجنود فوق رؤوسهم حتى التقط الصغير أنفاسه، وعادت به الحياة إلى أساريرها من جديد.
وكان لكبار السن والعجزة النصيب الأكبر من تدفُّق هذه الأنهار الإنسانية؛ إما بدفع عرباتهم المتوقفة أو بمساعدتهم للوقوف على أقدامهم والتحوّط حولهم لصد تدافعات الحجيج عنهم، وفتح علب مياه لهم وتقريبها من شفاههم اليابسة لتبتل عروقهم ويذهب الظمأ وتتحول النظرات العابسة إلى نظراتٍ معشبة.
كم هي عظيمة هذه الدروس وكم هو مهيبٌ رجل الأمن السعودي.. بهذه الجملة بدأ فهد الضفيري من الكويت وهو يتنهّت مبتهجًا بهذه الصور التي فاض بها ملف الحفظ في جواله، ويقول: “نحن لا شيء مع ما يقدمه هؤلاء الأبطال أمام حرارة الطقس وكثافة الحجاج”، متسائلًا عن كم هي العبر والتجارب التي ستؤثر في هؤلاء الحجيج عند عودتهم لأوطانهم.
الحاجة “فاطمة” من مصر لفتت النظر إلى أنها عجزت مرّة عن الوقوف على قدميها التي أصابها تنمّل وبرود لكثرة الجلوس في عرفة وأثناء محاولتها لتقف إذ برجلي أمن ينهضان جسمها الكبير لتصمد قليلًا حتى تمالكت نفسها على السير، وتضيف بلهجتها: “والله بكيت ودعوت لهم.. يا ليت عيالي مثلهم”.
في حين أشار عدد كبير من الحجاج أنهم يقفون عرفانًا لهؤلاء البواسل، ويشكرونهم على جميل التعامل وحسن المعاملة، مؤكدين أن هذا من صلب تعاليم الدين القويم. وهم معتادون من رجل الأمن هذه الدروس والقيم السامية.