طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
لا أحد يعلم حقيقة الأرقام الفلكية التي تصرفها خزينة المملكة العربية السعودية من أجل توسعة الحرمين الشريفين، إلا أشخاص معنيون بالأمر عددهم على أصابع اليد. وديدن الحكومة السعودية عدم الإفصاح عمّا تصرفه لخدمة الحرمين، بدءاً بتوسعة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وحتى التوسعة الحالية للملك عبدالله، مروراً بإضافات توسعات أُخرى في عهود الملوك فيصل وخالد وفهد رحمهم الله.
من يستطع الإنفاق بلا حدود غير المملكة؟
أرقام ضخمة بالفعل تُصرف على مشروع التوسعة الحالي، تبدأ بتعويضات خرافية الأرقام لأصحاب الأملاك المنزوعة، ثم بعمليات إنشاءات ضخمة بآليات أضخم، وبعدد أضخم من المهندسين والفنيين والعمال المهرة، قلّما تجد عددهم في موقع بناء واحد، إلا مشروع توسعة الحرم.
إذا خرجت أرقام تتحدث عن وجود 25 ألف مهندس في المشروع، فما بالكم بعدد العمال، والرقم المالي المهول المصروف على هؤلاء، وعلى ما ينفِّذونه من عمليات إنشائية على مدار الساعة والدقيقة والثانية، وعلى الآليات التي يستخدمونها، وعلى “…. “، وعلى “…. “، وعلى “…. “، حيث لن تتوقف سلسلة المصروفات الفلكية على هذا المشروع الفلكي؟
بكل اختصار، لا يمكن لأي دولة في العالم أن تتحمّل نفقات خرافية على مشروع مهم كتوسعة الحرمين غير الحكومة السعودية؛ لأنها تعي حقيقة ما تقوم به من أجل خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة الحجّاج والعمّار والزوّار على مدار العام.
لماذا تمتد الألسن الطويلة؟
فهل يُعقل أن تمتد الألسن الطويلة مع سقوط واحدة من رافعتين فقط في العالم، هما الأضخم من أجل استخدامات نوعية جداً في العمليات الإنشائية، فتخرج تلك الألسن من أفواه تختزن الأحقاد رغم أنها تنطق الشهادتين كأي مسلم، من أجل النيل من حكومة مسلمة تخصِّص أرقاماً خرافية من ميزانيتها كل عام، من أجل خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة أكثر من ثلاثة ملايين حج في مساحة صغيرة، تقل عن مساحة أصغر الأحياء النشطة في العواصم العالمية، حيث لا يمكن استيعاب نشاط بشري فيها يتجاوز حاضروه بضعة آلاف من الأشخاص فقط.. هل يُعقل هذا حقاً؟
عمل صامت جبّار خلال 3 سنوات
الرافعة التي شاءت الأقدار أن تسقط في موقع يؤمّه الطائفون والساعون والمصلُّون من حجاج وعمّار وزوّار الحرم المكي، يزيد طولها عن 200 متر، نُصبت في شهر نوفمبر عام 2012 وسقطت على مساحة تقدر بـ 200 متر مربع من الجهة الشرقية والشمالية لساحة الحرم المكي. وتقوم تلك الرافعة بنقل الأتربة والمواد التي يتم إخراجها من داخل المسجد الحرام، دون التضييق على المصلين والمعتمرين أو التأثير على حركتهم.
ورغم وزنها الكبير، الذي يتجاوز مئات الأطنان، إلا أن الرياح العاتية والأمطار الغزيرة، تسببت في اختلال توازنها، وفي سقوط جزء منها على المطاف والمسعى.
إذن الرافعة الضخمة تعمل منذ ما يقرب من 3 سنوات، ولم يشعر أي زائر للحرم بأنها تزعجه، ولم ترد سيرتها إلا عندما هزمتها عوامل الطبيعة حينما سقطت ولم تستطع المقاومة.
رافعة تحمل عربة خلاّط
وعادة ًلا يتم استخدام هذه الآلة الضخمة، إلا في نقل الأحمال الثقيلة جداً، حيث إنه يمكنها نقل 75 طناً في المرة الواحدة، حتى أنها في بعض الأحيان تقوم بنقل عربة الأسمنت (الخلاّط) بكامل حمولته من خارج إلى داخل الحرم، ولها جنازير ضخمة مثل الدبابات لتسهيل التحكم فيها، كما يتم ربطها بأثقال محددة، عندما يتم تشغيلها في العادة.
والرافعة العملاقة ألمانية الصنع، ولا يوجد منها إلا قطعتان فقط في العالم كله، إحداها في المملكة، ومن يقوم بتشغيلها في الحرم هو فني ألماني مسلم. ولأن رافعات المشاريع الضخمة تصمد عند سرعة رياح 65 كلم/ساعة، خصوصاً هذا النوع ذو القاعدة المتحركة من أجل المهام المتعددة، يبدو أنها تأثرت من عاصفة يوم الحدث الرهيب، حينما تجاوزت سرعة الرياح في مكة آنذاك 95 كلم/ساعة، حيث كانت أقوى رياح عاصفية ضربت الشرق الأوسط منذ 37 عاماً.
سوء الظن بين المسلمين!
عندما لا يعترف البعض بالأقدار التي أتت على الرافعة الاستثنائية الوحيدة بين الرافعات الثابتة لإيصال المواد في مواقعها حول الحرم، تتضح مشكلة “سوء الظن”، التي باتت تسيطر على بعض العقول المسلمة بكل أسف، حينما استوعب أهل العالم الغربي علمياً حقيقة السقوط تأثُّراً بعوامل الطبيعة، واستنكرها نفر من أهل الإسلام.
يا كل هؤلاء حكّموا عقولكم، واحفظوا ألسنتكم من اقتراف الآثام، فعالمنا الإسلامي الآن في الأشهر الحُرم، وفي ميقات حج، فكفى تقريعاً وكفى تقليلاً.