ضبط شخص أثار الفوضى وأعاق عمل الأمن في إحدى الفعاليات برماح وظائف شاغرة لدى وزارة الطاقة وظائف شاغرة في الشؤون الصحية بالحرس الوطني اللجنة الطبية بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل تكشف عن حالات عبث الجامعة الإسلامية تُدشن المنصة الإلكترونية للمجلات العلمية وظائف شاغرة بـ فروع شركة جوتن جامعة طيبة بالمدينة المنورة تسجل براءتي اختراع علميتين قبول طلب تقييد دعويين جماعيتين من أحد المستثمرين ضد تنفيذيين بإحدى الشركات بيان الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري الخليجي: ندعم سيادة سوريا ولبنان وندين العدوان الإسرائيلي القبض على المطرب الشعبي حمو بيكا في القاهرة
في ظل التفاعل الكبير الحالي على غرق عدد من اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم طاغية الشام يسعى المشككون إلى أن الدول الخليجية- وخاصة السعودية- لم تستقبلهم في مزاعم مشبوهة يروّجها الحاقدون والمتربّصون، وهدفها النيل من الصفحات البيضاء التي تزخر بمداد من الوقفات الصادقة والخدمات الميسّرة والدعم والتبرعات التي لم تألُ الرياض جهدًا منذ نشوء الأزمة السورية، في تحريك ملف القضية لتكون هي الشغل الشاغل لكل المجتمعات الدولية.
“المواطن” بدورها رصدت جوانب مضيئة أشعلت الأمل والنور لكثير من فئات الشعب السوري العظيم الذي ما زال صامدًا في منازلة النظام الأسدي الظالم والدول التي تدعمه. ولم تقتصر جهود الحكومة السعودية على تقديم الإعانات الغذائية، بل حتى ما يخص مساعدات الدواء والعلاج والبرامج الإغاثية ومخيمات السكن والتعليم وخدمات الإقامة والتأشيرات ومصاريف الدراسات الأكاديمية لكثير من أبناء الشعب السوري.
الدعم السياسي
ففي ٢٠١١م لا يغيب عن الكثير الخطاب التاريخي للملك عبدالله بن عبدالعزيز- يرحمه الله- في بدايات الأزمة الذي وجّهه إلى الشعب السوري. وحينها استدعى السفير السعودي، وجاء في خطابه أن تداعيات الأحداث التي تمر بها الشقيقة سوريا، والتي نتج عنها تساقط أعداد كبيرة من الشهداء الذين أريقت دماؤهم وأعداد أخرى من الجرحى والمصابين، ويعلم الجميع أن كل عاقل عربي ومسلم أو غيرهما يدرك أن ذلك ليس من الدين ولا من القيم والأخلاق.
فإراقة دماء الأبرياء لأي أسباب ومبررات كانت لن تجد لها مدخلًا مطمئنًا يستطيع فيه العرب والمسلمون والعالم أجمع أن يروا من خلالها بارقة أمل إلا بتفعيل الحكمة لدى القيادة السورية وتصديها لدورها التاريخي في مفترق طرق الله أعلم أين تؤدي إليه.
إن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية؛ فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، بل يمكن للقيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة سريعة، فمستقبل سوريا بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار بإرادتها الحكمة أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع- لا سمح الله.
وتعلم سوريا الشقيقة مواقف المملكة معها في الماضي، واليوم تقف المملكة تجاه مسؤولياتها التاريخية نحو أشقائها، مطالبة بإيقاف آلة القتل وإراقة الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الأوان. وطرح وتفعيل إصلاحات لا تغلّفها الوعود، بل يحققها الواقع؛ ليستشعرها إخوتنا المواطنون في سوريا في حياتهم كرامة وعزة وكبرياء.
الجسور الإغاثية
ولم تتوانَ المملكة العربية السعودية عن الوقوف إلى جانب محنة السوريين، وانطلقت قوافل حملات التبرعات الوطنية حينها بالتتابع حتى الآن، وهب الكثير من السعوديين قيادةً وشعبًا لتقديم الأموال والتبرعات العينية إلى منافذ استقبال هذه التبرعات الرسمية وعبر الحسابات البنكية التي خصصتها الدولة في سبيل جمعها وتمريرها للمحتاجين.
وقد حظيت أولى هذه التبرعات بدعم سخي من الملك عبدالله- رحمه الله- إذ افتتحها بـ٢٠ مليون ريال، وكانت الحملة قد خصصت حسابًا بنكيًّا معتمدًا لدى البنك الأهلي التجاري للتبرع من الداخل هو (20188888000100) ومن الخارج (SA2310000020188888000100)، ويمكن للمتبرع الإيداع عبر هاتف الأهلي المصرفي المجاني رقم (920001000)، أو الإيداع المباشر سواء نقديًّا أو بشيك أو عبر الصراف الآلي (A.T.M).
وخلال ساعات بلغت قيمة التبرعات المقدمة لنصرة الشعب السوري إلى 121.022.310 مليون ريال.
وفي ٢٠١٣ تبرعت المملكة العربية السعودية بما يقارب المليوني دولار أمريكي من خلال حملة وطنية لتوفير الأدوية الأساسية واللقاحات والمعدات الطبية لدعم السكان المتضررين من النزاع في الجمهورية العربية السورية.
وشارك في هذه الاتفاقيات الكثير من منظمات الصحة الدولية، وساهمت الحملة في تعزيز قدرات المنظمة على الاستجابة على نحو أفضل للاحتياجات الصحية العاجلة للسكان المتضررين في البلاد، وشمل هذا التبرع نحو ثلاثة ملايين سوري.
كما مدت الرياض بأواخر ٢٠١٣م جسورًا إغاثية ما زالت تنهمر على الشعب السوري اللاجئ في المملكة الأردنية الهاشمية، وحظيت بمشاركة كبيرة من كل فئات المجتمع السعودي، وقد انطلقت تحت مبادرة “نلبي النداء” التي اشتملت على عشرات الجسور الإغاثية، في إطار التعاون المستمر بين الحملة الوطنية السعودية لإغاثة السوريين والإسهام في تخفيف النكبة غير المسبوقة التي جعلت أربعة ملايين سوري وقتها بلا مأوى في الداخل، وثلاثة ملايين اضطرتهم ظروف الحرب وممارسات النظام إلى اللجوء للخارج.
وتوالت الكثير من الحملات والتبرعات ومخيمات الإيواء التي جُهّزت في واحدة من أرقى الخدمات المعيشية والطبية والاجتماعية.
وفي إحصائية العام الماضي بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها المملكة لدعم اللاجئين السوريين 448 مليون دولار صُرف منها ما يقارب 260 مليون دولار، بالتعاون مع عدد من الجهات العاملة في مجال إغاثة الشعب السوري الشقيق وجارٍ تخصيص وصرف المبلغ المتبقي.
ويأتي ذلك في ظل استمرار موقف المملكة لتخفيف معاناة الشعب السوري من خلال زيادة الاعتمادات المتاحة للتخصيص والصرف على البرامج والمشروعات الموجهة لدعم اللاجئين السوريين بما يزيد على 60 مليون دولار؛ ليصبح الدعم وقتها ٢٥٠ مليون دولار.
المنح الدراسية
ومدت المملكة يد الدعم إلى الطلبة السوريين في حرص بالغ لاستمرار تعليمهم وعدم انقطاع دراستهم؛ ليكونوا في الغد سواعد قويّة لبناء دولتهم، حالما تمت إزاحة هذه الكابوس المظلم الذي يقتل شعبه ويهجرهم ويرسل البراميل المتفجرة فوق أحيائهم السكنية، ووجّهت الجهات الرسمية بقبول 3000 طالب سوري في ٢٥ جامعة سعودية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجامعي لمساعدة الطلبة السوريين، وحددت زاوية مخصصة في كل مواقع التسجيل بالجامعات السعودية بما عُرف بتسجيل الطلبة السوريين، وكل من يحرك أيقونة البحث يجد ذلك حتى الآن.
وتأتي هذه المنح الدراسية تجسيدًا لمواقف السعودية مع الشعب السوري وتخفيف معاناة الذين لجؤوا إليها من ويلات الدمار والحرب الدائرة، ووضعت اللجان القائمة بهذا المشروع التعليمي ضوابط للقبول، ومنها أن يكون الطالب ممن دخل إلى السعودية بتأشيرة زيارة مجانية نتيجة للوضع الذي تشهده سوريا، وأن يطبق على الطلبة السوريين شروط القبول المطبقة على الطلبة السعوديين في مؤسسات التعليم العالي في السعودية، مع استثنائهم من شروط اختباري القدرات والتحصيلي.
التأشيرات السورية
كما وافقت السلطات السعودية في فترات ماضية على توصيات تأشيرات الوافدين السوريين باستمرار هذه التأشيرات في إطار الضوابط التي كانت معتمدة، وسمحت للسوريين القادمين بتأشيرات زيارة بالعمل في السوق السعودي، واستثنتهم من شرط “غير مصرّح له بالعمل”، وذلك ضمن سياسات الدعم الكامل لهم للعمل واستيعاب المهنيين منهم في أسواق العمل.
إبعاد بشار الأسد
ويُعد الموقف السعودي السياسي من الأزمة السورية هو الأوضح والثابت لإزاحة النظام السوري الحالي عن مستقبل السوريين سياسيًّا للمملكة، وألا يكون ترميم هذا المستقبل إلا بخروج رأس النظام بشار الأسد خارج هذه الحسابات، وقد صرح مرارًا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الأسد جزء من المشكلة، وتسعى الرياض مع الروس إلى أن يتخلوا عنه، ورحيل بشار الأسد وعدم شموله في أي ترتيبات مستقبلية، باعتباره السبب الرئيس في تدمير سوريا، وانتشار التنظيمات الإرهابية على أراضيها.
كما كانت التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السعودية الراحل سعود الفيصل في القمة العربية الأخيرة في مصر كلمة جليّة عن ثبات موقف المملكة من الدول التي تدعم النظام السوري، حين ردّ بقوة على رسالة بوتين في أن الروس جزء من المشكلة السورية؛ لدعمهم النظام بالأسلحة التي يوجهها بشار الأسد لشعبه الأعزل.
السعوديون: صفحاتنا ناصعة
وأكد الكثير من السعوديين- عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي- ردًّا على الحملات التي تحاول تشويه الصورة البيضاء لمواقف المملكة تجاه الشعب السوري بأن صفحاتهم ناصعة، فأين صفحاتكم أيها المشبوهون؟! وكانت دعوات تتساءل عن مصير اللاجئين السوريين الذين منعت دول أوروبية وغيرها دخولهم إلى أراضيها؛ فماتوا غرقًا على السواحل وفي البحار، متجاهلين الجلاد الذي دمّر شعبه، وقتلهم وهجّرهم ومن يدعمه من الدول بالسلاح والعتاد والأموال.