دعا المستشار الزراعي في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الرياض الدكتور حسن فاروق إلى أهمية توعية المزارعين السعوديين بأهمية التركيز على السوق الخارجي، وتجاوز نطاق المحلية والإقليمية إلى العالمية؛ عبر التسويق الجيّد للتمور السعودية الفاخرة، وإنشاء مكاتب تصدير خاصة بالتمور تُعنى بخدمة المستوردين من الخارج، وكذلك العمل على تطوير أفكار تسويقية جيّدة تجعل المستهلكين الأمريكيين والأوروبيين يتعرفون على هذه الثروة والمنتج الغذائي الهام الذي يعاني من قصور كبير في تسويقه خارجيًّا.
جاء ذلك بعد زيارة قام بها “فاروق”- أمس الثلاثاء- إلى مهرجان “بريدة عاصمة التمور” برفقة أخصائي تسويق أول حسين موسى من المكتب التجاري الزراعي في السفارة، اطلع خلالها على فعاليات المهرجان وآلية سير العمل في ساحات البيع والمزادات على التمور.
وامتدح “فاروق” آلية العمل في السوق و”القدرة التنظيمية” على تصريف أطنان من التمور بأوقات قياسية، وكأن العملية تسير وفق نظام آلي مبرمج لوحده، كما بيّن أن مبدأ النزاهة والأمانة والوضوح كان باديًا في عمليات البيع والشراء، مع تفاوت في الأسعار للعرض والنوعية؛ مما يتيح خيارات أكبر أمام المستهلكين.
واستغرب “فاروق”- في تصريح صحفي- من “أن السعودية التي تُعد أكبر منتج للتمور في العالم تأتي في المرتبة السادسة بعد الصين وباكستان في تصدير التمور إلى أمريكا، مبينًا أن ذلك أثار اهتمامه الشخصي والمهني للتقصي والبحث عن الأسباب والعمل على إيجاد حلول مشتركة مع أحد منتجي التمور السعوديين لضخها إلى الأسواق الأمريكية، خاصة مع وجود مستوردين أمريكيين كثر جاهزين للاستثمار فيها، متمنيًا أن يشاهد التمور السعودية في الأسواق الأمريكية”.
وفي لقاء مفتوح نظّمته اللجنة التنفيذية للمهرجان في مركز النخلة مع “فاروق” بعد جولته في السوق، واستمر نحو ساعة ونصف، بحضور عدد من المزارعين والمهتمين بقطاع التمور؛ شدّد “فاروق” على أنه لابد من الاستفادة من أصناف وأنواع التمور المختلفة في الصناعات الغذائية وتفعيل التواصل المعلوماتي النوعي بين المزارع والمستهلك النهائي لتسهيل تسويق المنتج بشكل مباشر، وبما يسهل تسويق المنتج خارجيًّا.
وفي مداخلة له خلال اللقاء بيّن التاجر والناشط في مجال النخيل والتمور عبدالعزيز التويجري أن المزارع أو التاجر متخلف بالتسويق والتصدير في وقت بلغ حجم الصادرات الرسمية من التمور إلى خارج السعودية ما نسبته 8 في المائة من الصادرات، إلا أنه في الواقع يصل إلى 20 في المائة، وذلك عند إضافة 20 مليون زائر وحاج ومعتمر ومقيم إلى السعودية، كل عائد منهم يحمل معه كمية من التمر، ويمثلون ما نسبته 10 في المائة؛ فيما تمثل معونات الدولة 2 في المائة، ولسوق مدينة بريدة نصيب الأسد من كمية الإنتاج المصدر.
وانتقد “التويجري” غياب الدعم الحكومي “الواضح” للتصدير إلى الخارج؛ مما أدى بالمزارعين إلى تفضيل المستهلك المحلي كخيار أولي على الخارجي، داعيًا إلى وجود “تكاملية واضحة لحل إشكالية التصدير والتسويق خارجيًّا بإبقاء المنتِج منتجًا كما هو، ويتولى المستورد إكمال مهمة متطلبات الاستيراد”.
وفي سياق متصل وردًّا على سؤال للمستشار الزراعي “فاروق” عن آثار سوسة النخيل الحمراء؛ شن “التويجري” هجومًا لاذعًا على الجهات المعنية؛ بسبب بطء الإجراءات المتخذة تجاه آفة سوسة النخيل الحمراء، وما وصفه “بسوء إدارة الآفات” لديها؛ إذ لم يتم حسب وصفه التعامل معها كما يجب من ناحية المعالجة، وأن السوسة “تنخر” في جذوع النخيل بسرعة تفوق جهود مكافحتها، كما كشف عن وجود 1000 نخلة مصابة حاليًّا بهذه الآفة.