مكافحة الحشائش في المزارع العضوية تحمي المحاصيل الفرق بين برد المربعانية والشبط والعقارب توزيع أكثر من 4,9 ملايين ريال على الفائزين بمزاين مهرجان الصقور وزارة الداخلية تحتفي بيوم الشرطة العربية بعرض عسكري في مهرجان الإبل الفيدرالي الأمريكي يخفض معدل الفائدة ربع نقطة إلى ما بين 4,25 و4,50% القمر الأحدب المتناقص في سماء الشمالية 5 مزايا لمنصة نسك مسار خدمة جديدة لمرضى ألزهايمر الأولى من نوعها في السعودية بتقنية PET/MRI المركزي يخفض اتفاقيات إعادة الشراء والشراء المعاكس 25 نقطة أساس سوء التواصل أبرز التحديات في العمل
شمّرت ربات البيوت في محافظة وادي الدواسر -مع دخول موسم صرم التمور- عن سواعدهن لإعداد وجبة “الشعثاء”، التي اعتاد أهالي الوادي على تناولها مع القهوة، منذ عقود مضت؛ خاصة في رمضان والعيدين.
وتتكون الوجبة من “الإقط” و”التمر” المضاف إليهما -في معظم الأحيان- السمن البري، وعُدّت زاداً للمسافر بوصفها وجبة غذائية متكاملة تُغني عن تناول التمر.
و”الشعثاء” أكلة شعبية واسعة الانتشار بين سكان المناطق الريفية في أرجاء وسط المملكة، وكانت النسوة في وادي الدواسر يقمن بإعداها في الماضي بطرق بدائية تعتمد على “الهرس” و”طحن الإقط” بواسطة الهاون المعروف شعبياً باسم “النجر”، أو من خلال طحنها على “الرحى”، ويتم تحويل التمر بعد نزع النوى (الفصم) إلى عجوة بواسطة الدوّاسة، في آنية مصنوعة من سعف النخيل تسمى “المصولة”.
أما اليوم؛ فقد تدخلت الأدوات الحديثة في صناعة “الشعثاء”، وتحول العمل اليدوي المتقن إلى عمل آلي يعتمد على طحن الإقط بالطواحين الكهربائية، وتحويل التمر إلى عجوة بواسطة مكائن فرم اللحم، ومن ثم تعبئتها في أكياس وعبوات بأحجام مختلفة ليتم بيعها أو حفظها في ثلاجات مبردة عوضاً عن ” القِربة” التي كانت تسخدم في الماضي حتى لا يتحول لونها إلى اللون الغامق أو تصبح غير صالحة للاستهلاك؛ خاصة بعد إضافة “الإقط” و”السمن” إليها؛ نظير احتوائهما على نسبة عالية من الدهون والبروتين.
ويُقَدّر سعر الكيلو من هذه الوجبة بنحو 20 ريالاً، ويرتفع السعر في شهر رمضان المبارك والعيدين.
وأخذت بعض العائلات المشهورة في وادي الدواسر في إعداد وجبة الشعثاء من خلال مزجها بصناعات غذائية أخرى؛ كأن يُستبدل الإقط باللوز أو الفستق، يضاف إليه زيت الزيتون؛ إلا أن طعم الإقط لا يزال محل رغبة الجميع؛ خاصة من كبار السن وأبناء البادية.
ويُعَدّ تمر الخلاص، والصقعي، والهشيش من أفضل أنواع التمور التي تُعَدّ بها “الشعثاء”؛ حيث طِيب الطعم وجمال اللون؛ فيما الأنواع الأخرى تتحول العجوة فيها إلى اللون الداكن ويظهر فيها ما يُعرف بـ”الشخام”.
وفي استطلاع لـ”واس” عن طبيعة هذه الوجبة الشعبية، قالت “أم محمد” إحدى المسنات اللاتي يعملن منذ زمن بعيد على إعداد “الشعثاء” في وداي الدواسر: “أقوم بتحضير الشعثاء من خلال صناعة الإقط في منزلي المستخرج من حليب الماعز والضأن التي أربيها في منزلي، وخلال موسم الربيع أشتري من أهل البلدية ما يفي حاجتي لإعداد هذه الوجبة الشعبية التي لا تزال تجد رواجاً كبيراً بين أهالي وداي الدواسر وزوارهم؛ مبينة أنها تبيع كمية 2.5 كيلو من الشعثاء بمبلغ 50 ريالاً، وتتفاوت الأسعار بحسب طبيعة مكوناتها”.
أما المواطن ناصر بن محمد الدوسري، الذي كان يبتاع شيئاً من “الشعثاء” من إحدى أسواق وادي الدواسر؛ فقد أكد أنه يحرص على ألا يقدم قهوته لضيوفه إلا بوجود “الشعثاء”؛ مفيداً بأن جدته كانت تصنعها في الماضي وتخزّنها في “القِربة” المصنوعة من جلد الأنعام لحفظها من التلوث في ذلك الزمان، وكان طعمها أجمل من طعم شعثاء اليوم المصنوعة بأدوات حديثة.
وعلل ذلك بقوله: “لأن إقط ذلك الوقت كان يأتي من أغنام تربّت في البراري؛ بينما إقط اليوم أصبح يُعَدّ من الحليب الصناعي الذي يباع في الأسواق، بالإضافة إلى أن جلد القربة يضيف شيئاً من النكهة للشعثاء”.
ومن جانبه، قال أخصائي التغذية عبدالرحمن ناصر آل حسينة: إن “الشعثاء” متى أعدت بطريقة صحية؛ فهي مفيدة؛ حيث تحتوي على عنصريْ: (التمر، والحليب متمثلاً في الإقط)؛ لأن الجسم بحاجة دائمة إليهما بوصفهما مصدران غنيان بالفيتامينات والعناصر الغذائية خاصة الكالسيوم المهم لصحة الأسنان والعظام؛ بينما التمر إذا أضيف إليه الحليب؛ فإنه يُعَدّ من أفضل أنواع الأغذية المفيدة لصحة الإنسان؛ خاصة لمن كان جهازه الهضمي ضعيفاً.