بعد 3 أعوام.. الاتحاد السعودي يُنهي رحلة مونيكا ستاب وظائف إدارية شاغرة في هيئة الزكاة إنذاران من الأرصاد بشأن طقس منطقة مكة المكرمة إطلاق مشروع النقل العام في فرسان الهجّانة والمركبات الكهربائية.. التاريخ والمستقبل حمدالله يحلم بلقب الهداف التاريخي للدوري السعودي القبض على مقيمين لترويجهما 64 كيلو حشيش في عسير أرتيتا يكشف عن طموحه مع آرسنال حادثة دهس تقتل وتصيب العشرات بأحد أسواق الكريسماس في ألمانيا ولقطات توثق بعثة المنتخب السعودي تصل الكويت
في غمار الأحداث الإرهابية التي استهدفت حرمة بيوت الله والمخططات اليائسة لزعزعة الأمن والاستقرار الذي تنعم بهما المملكة، لجأ شاب إلى محاربة تلك الحملات التي تكيد بالبلاد، من خلال فيلم يسلِّط الضوء على التعايش والتفاهم القائم بين أطياف المجتمع السعودي.
وتزايدت خلال الفترة الماضية محاولات فاشلة لترهيب وبثّ الرعب في نفوس المواطنين عبر تفجير المساجد وقتل رجال الأمن البواسل، وظنوا بتلك الأعمال الخبيثة التي ارتكبوها في الدالوة مرورًا بالقديح وحي العنود وصولًا لعسير، أنها تجني ثمارها.
وأراد منفذو هذه الأعمال الإرهابية، إثارة الفتنة الطائفية بين أطياف النسيج المجتمع السعودي، بَيْدَ أنهم صُدموا بصلابة وقوة النسيج الوطني، وهي صورة جسّدتها ملايين الصور التي رسمها السعوديون للعالم.
شاب سعودي، حمل على عاتقه الذود عن الحملات التي تستهدف النَّيْل من وحدة وتماسك المملكة والنسيج السعودي، وقاده عشق الأفلام إلى صناعة فيلم سعودي؛ ليحارب مخططات الفوضى واللعب على وتر الطائفية.
ويسلِّط الفيلم الجديد الضوءَ بقوة على التعايش والتلاحم القوى بين أفراد النسيج الوطني.
“ولادة شنة”
يتذكر الشاب “محمد الملا” مخرج الفيلم والطالب في الهندسة بجامعة البترول، وهو الهاوي في صناعة الأفلام السينمائية، في حديثه الخاص لـ”المواطن”، عن الفكرة التي ساقته إلى وضع الخطوط الأولية لإنتاج فيلم “شنة”.
ويقول “الملا”: “جاءتنا الفكرة بعد اللغط والجدل وكثرة الأخبار المغالطة والشائعات التي يروجها المندسون في وسائل التواصل الاجتماعي وخلق التراشق والاتهامات، وبثّها بين أطياف المجمع السعودي على أنها الصورة المتداولة بعد تفجير القديح”.
ويضيف: “أن الفكرة جاءت انطلاقًا من الانتماء لهذه الأرض المباركة والحب لوطني والمنعم بالأمن والأمان، وإيماني بأن الفن وصناعة الأفلام سلاح يمكنني أن أغيِّر فيه رأيًا أو أبين الواقع الحقيقي الذي لا يعرفه أو يشاهده الكثير عن تجانس وتقارب السعوديين بمختلف مكوناتهم”.
ويشير: “وهنا قرّرنا أنا وزملائي إنتاج فيلم يحكي قصة التلاحم والتعايش باختصار”.
“التأخير والعقبات”
ويبيّن الشاب السعودي، “أنه بعد تفجير القديح وبعد أقل من أسبوع لمحاولة تفجير مسجد العنود وعمليات استهداف رجال الأمن، فكرّنا في تأخير عرضه وتمديد التصوير؛ لتكون التغطية أوسع وأكبر قدرًا في تناول الموضوع، وكان آخرها تفجير مسجد قوات الطوارئ؛ ليتم عرضه بعدها مباشرة”.
ويلفت إلى أهم العقبات التي واجهته أثناء تصوير مشاهد الفيلم، واختيار الوقت المناسب لعرضه، إضافة إلى عقبة التصوير بأماكن عامة، خصوصًا “أنني هاوٍ ولستُ تابعًا لشركة إنتاج، ولا نملك تصريحًا للتصوير بتلك الأماكن العامة”.
“100 ألف مشاهدة”
فيلم شنة الذي أنتجته قناة “سين” السعودية على اليوتيوب استطاع أن يحصد ما يقارب 100 ألف مشاهدة، إضافة إلى الأصداء ورسائل الإشادة والثناء والإعجاب لما تتضمنه فكرة الفيلم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويوضِّح “الملا”: “استغرق تلخيص تصوير الفيلم وجمع مواده 10 ساعات، بينما مدة الفيلم 15 دقيقة”.
“وطن واحد.. لن تفرِّقونا”
ويكشف مخرج الفيلم، عن المضمون الحقيقي للفيلم، وهو تسليط الضوء على روح الوطنية بين أبناء الوطن الواحد، والتأكيد على أن أمن واستقرار الوطن خط أحمر، لا نسمح بالاقتراب أو المساس به، فضلًا عن روح التسامح ومتانة التعايش بين النسيج أطياف المجتمع السعودي عبر مئات السنين.
ويؤكد على استنكار الأحداث الإجرامية التي طالت دور العبادة والتطاول على حرمة بيوت الله، واستهداف حماة الدين والوطن، مشددين على أن تلك الأعمال لن تزيدهم إلا وحدة وتماسكًا والتفافًا حول القيادة الرشيدة، وأنهم يد واحدة مع رجال الأمن.
وشارك في الفيلم ضيوف وشخصيات متعددة المجالات اختارها “الملا”، تمثِّل مكونات النسيج السعودي، من ساسة وإعلاميين ومراسلين وناشطين وممثلين.
وتحدث الضيوف عن جوانب وخفايا الجماعات الإرهابية ومحاولاتهم المخيبة لإيقاع الفتنة بين السعوديين.
وقال اﻹعلامي محمد الشيخ: “أثبتت الجماعات الإرهابية بعد تفجير مسجد الطوارئ سقوط الأقنعة المزيفة التي يتذرع بها هؤلاء، وهم الشر المستطير على المجتمع والوطن”.
من جانبه، أشار اﻹعلامي إبراهيم القحطاني “أن الإرهاب لم يفرِّق بين أطياف المجتمع السعودي؛ فاستهدف مساجد ورجال الأمن ﻹثارة الفتنة الطائفية”، وضرب أمثلة كثيرة عن التعايش بين النسيج الاجتماعي السعودي.
فيما قال عضو مجلس الشورى، محمد رضا نصر الله: “بعد استهداف مسجد الحسين بالقديح، ثبت أن المجتمع السعودي مطبوع ومفطوم بالخير والحب والتآلف؛ ففي مجالس العزاء الذي شهدته القديح لم يكن محدودًا أو عاديًّا، بل هو مجلس عزاء وطني عبر توافد الوفود التي جاءت من كل حد وصوب”.
وأضاف اﻹعلامي ومراسل قناة mbc في المنطقة الشرقية، عوض الفياض، أن زيارات المسؤولين الكبار والمهمين لأهالي الشهداء والمصابين كان لها واقع سحري وقوي يعكس إيمان الجميع بالوطن، وأن آمنه خط أحمر.
وأكد الناشط الاجتماعي محمد الحاجي، “أننا ثابتون سياسيًّا، وهذه نعمة نشكر الله عليها، وننعم ولله الحمد بالأمن والأمان، ومجتمعنا بعيد كل البعد عن الاقتتال”.