طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
يعد قصر شبرا التاريخي من أجمل وأهم القصور والمعالم التاريخية والأثرية بمحافظة الطائف بالمملكة العربية السعودية حيث يتميز القصر لدى أهالي الطائف موقعه الجغرافي حيث انه يتوسط قلب المحافظة والذي يطل الآن على أحد الطرق الرئيسية بمسمى شارع شبرا كما يمتاز به أيضاً روعة وفخامة التصميم والذي يعتبر من الأساليب المميزة في العمارة التقليدية وانه من الأماكن التي لها ذكريات جميلة وحكايات وقصص مشوقة مع ملوك المملكة على مدى قرن من الزمن
نشأته :
أنشأ القصر على يد علي بن عبد الله بن عون باشا بحي شبرا بالطائف عام 1323هـ الموافق ميلادي 1905م وتم الانتهاء منه خلال عامين وذلك في عام 1325هـ الموافق ميلادي 1906 ويتميز القصر بطراز معماري مزج بين الطابعين الروماني والإسلامي يتخلله اساليب العمارة التقليدية لمنطقة الحجاز مايجعله تحفة معمارية جميلة من الداخل والخارج والذي تحف به الأشجار وتزين حجراته وأسقفه النقوش الخشبية الأمر الذي جعله احد المعالم الأثرية الجميلة بالطائف
وتنبع أهمية هذا القصر في كونه أحد القصور التي سكنها الملك عبدالعزيز آل سعود رحمة الله في بداية حكمه بعد أن وحد المملكة حيث كان يدير شؤون الحكم في تلك الدولة الفتية من هذا القصر التاريخي أثناء اقامته لموسم الصيف إلى ان جاء الملك فيصل يرحمه الله فآل إليه القصر من مالكيه بالشراء المباشر ثم فيما بعد أصبح من أملاك الدولة وشغلته وزارة الدفاع والطيران زمناً حتى عام 1407 ثم تم تسليمه بأمر سام إلى وزارة المعارف آنذاك بمسماها سابقها وهي الآن إدارة التعليم ليكون مقرًا لمتحف الآثار في منطقة محافظة الطائف، والآن هو تابع لهيئة السياحة ليكون مقراً لمتحف الآثار في محافظة الطائف
مكونات القصر :
يتكون القصر من طابق قبو تعلوه أربع طوابق إضافة لملاحق خارجية وحدائق كما يتكون القصر من أربعة أدوار ويضم حوالي 150 غرفة وله عدة مداخل حيث ان بوابته الرئيسة تقع في الجهة الغربية وهي مصنوعة من الخشب المزخرف وللقصر أربع واجهات متشابهة تتخللها أعمدة مصنوعة من النورة والحجارة وفي القاعة الرئيسة في القصر يوجد سلم كبير مزدوج خشبي بديع أرضيته من المرمر يعرف بـ “السلملك” يمتد حتى الدور الثاني والذي به جناحان يضمان غرفاً كبيرة وأخرى صغيرة وتتميز عقود جدرانها الداخلية والأعمدة والأركان ذات زخرفة ملونة على شكل أوراق نباتية طليت أطرافها باللون الذهبي وايضا نوافذ القصر وأبوابه مصنوعة من الخشب المحفور ذو لمسات فنية وأسقف القصر خشبية مطرزة بأشكال زخرفية ونقوش، وينتهي سور سطح القصر بزخرفة يغلب عليها الطابع الروماني
محتويات المتحف :
يحتوي المتحف على نبذة عن إنشاء القصر والمراحل التاريخية والسياسية التي شهدها وتحتوى أيضا على مجموعة من الأدوات الحجرية والقطع الفخارية ولوحات من النقوش والكتابات الصخرية ويوجد قسم عن الحرف وصناعات بالطائف مثل استخراج الورد الطائفي وقسم اخر عن السوق القديم المسماة محليا بالخان وملحمن كما أن القصر يوجد داخله مكتب الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام آنذاك وايضاً مكتب جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز حين كان القصر مقرا صيفيا لهم ويحتفظ في داخل متحف القصر آثار ونقوشات ورسوم أثرية على صخور حجرية مرتبة بشكل منتظم ومعلقة على رفوف وحوامل خشبية حيث اكتشفت تلك الآثار في محافظة الطائف وتعود إلى عصور إسلامية وما قبل الإسلام والتي منها :
ألواح صخرية عليها كتابات عربية تبين الخط العربي وأنواعه على مر العصور وأنواع وأحجام مختلفة من أحجار الرحى الأثرية المستخدمة في طحن الحبوب
وكذلك أسلحة قديمة أثرية من سيوف ودروع وخناجر ورماح وبنادق ومسدسات وايضا أحجار كريمة وحلي وأختام قديمةومسكوكات ذهبية وفضية أثرية وأواني منزلية ومصابيح حجرية وفخارية وزجاجية تعود إلى عصور ما قبل الإسلام
وجهاز تقطير قديم لماء وعطر الورد الطائفي الذي تشتهر به الطائف منذ القدم كما يوجد ايضا أقفال حديدية وعملات قديمة وكذلك أدوات زراعية قديمة وعربة جر أثرية لنقل الأحجار والصخور والتي أستخدمت في بناء سد السملقي التاريخي والذي بني في زمن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان في ديار ثمالة بضواحي الطائف
موقع القصر :
ويقع قصر شبرا خارج سور الطائف القديم، في الشمال الشرقي منه، وشبرا هي المنطقة الممتدة على شكل مستطيل يفصلها من الناحية الشمالية حي الفيصلية، الطريق الممتد بين المطار وشارع الجيش، وحدها الجنوبي يطل على ميدان باب الحزم وقصر النيابة وحي أسفل، أما الحد الشرقي فيبدأ بالمرتفعات المقابلة لحي الفيصلية من الجهة الجنوبية، ثم ينحرف ويتصل بشريط البنيان الموازي له، والذي يطل من غربه على مزارع شبرا وتمام الحد الشرقي شريط البنيان، وامتداده الذي يطل شرقه على شارع الحرس وحي الشرقية، ويطل غربه على بقية المزارع ومن الجهة الغربية فإن شارع شبرا الرئيسي يفصل حي العقيق وحي العزيزية ويشغل هذه المنطقة المستطيلة بستان عظيم ويحيط بثلاثة قصور أطلق على الأول شبرا القديمة والثاني وهو القائم حاليًّا
وكان اختيار موقع القصر آنذاك يعود إلى خصوبة الأرض المحيطة به وتوسطه بين بساتين شبرا والعقيق وأم خبز ولأنه محاط بجبل شرقوق وجبل عكابة من غربه ومرتفعات أم خبز من شرقه وامتاز القصر بمقربة من ثلاث أبيار: بئر المقداد وبئر الزبير وبئر عكرمة وقد جفت مياه هذه الأبيار بالكامل
يذكر أن القصر يعد ملاذ أهل الحجاز قديما عندما نشبت الحرب بينهم وبين الدولة العثمانية فحين راح العثمانيون يرمونهم من جبل عكابة أخذوا يرمونهم من القصر حتى جلى العثمانيون عن مواقعهم وكانت هذه الواقعة سجلها شاعر المجر بقوله:
“عكابة رموك من شرقرق وشبرا ببندق ميازر
ولا الله فتك تظلين عبرة لكل النواظر”
وقيل عن قصر شبرا قصيدة شعرية شهيرة نسبت للشاعر عبدالله بن خميس:
في قصر شبرة آثار وأخبارُ
وفيه من واقع التاريخ أسرارُ
إنا أتيناه زوارًا على عجلٍ
فاستُكمِل الفن والآثار والدارُ