مناقشات بشأن مستجدات واحتياجات التدريب التقني والمهني في مكة المكرمة 25 يومًا على دخول الشتاء أرصاديًّا موسم الرياض يطلق تذاكر نزال Fury vs Usyk Reignited يوم 21 ديسمبر النيابة: المشمول بالحماية له الحق في الإرشاد القانوني والنفسي أبرز الاشتراطات الجديدة لعمل مغاسل الملابس والمفروشات هاريس تتصل بـ ترامب فماذا دار في المكالمة؟ نيوم تستضيف لقاء هدد السنوي 2024 للحفاظ على سلالات الصقور تشغيل رادار حديث للطقس في رفحاء الأسهم الأمريكية تفتتح على ارتفاع بعد فوز ترامب يايسله: الرائد من الفرق الصعبة ولكننا نملك الحلول
نظم المعهد العالي للقضاء في الجامعة زيارة لوفد قضاة المحاكم الشرعية بجمهورية إندونيسيا إلى مكة والمدينة المنورة، وذلك على هامش الدورة القضائية المقامة للوفد بالمعهد.
وتخلل الزيارة جولة في مرافق الحرمين الشريفين والمعالم الدينية والتاريخية، ومنها مسجد قباء ومسجد القبلتين في المدينة المنورة، إضافة إلى زيارة فرع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، حيث استقبلهم إمام وخطيب المسجد النبوي الدكتور علي الحذيفي ووكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الدكتور علي العبيد.
كما استقبل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن السديس وفد قضاة المحاكم الشرعية من جمهورية إندونيسيا، يرافقهم عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فضيلة الشيخ الدكتور نبيل بن محمد اللحيدان، وحضر الاستقبال رئيس هيئة المستشارين فضيلة الشيخ محمد بن حمد العساف، والمستشار الإداري نائب رئيس هيئة المستشارين فضيلة الشيخ الدكتور يوسف بن عبدالله الوابل وعدد من المسؤولين.
ورحّب “السديس” في بداية اللقاء باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة بالوفد القضائي من جمهورية إندونيسيا، منوهًا بعمق الروابط الأخوية النابعة من الكتاب والسنة التي تربط المملكة العربية السعودية وجمهورية إندونيسيا، وأن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- قد اتخذت خدمة الإسلام والمسلمين ورعاية الحرمين الشريفين منهجًا لها.
وشدد على الدور الرائد الذي تبذله المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي عهده وأمير منطقة مكة المكرمة وأمير منطقة المدينة المنورة على جهودهم المباركة في خدمة ورعاية الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والعمار والزوار.
ونوّه بالتوسعات الضخمة والعملاقة وغير المسبوقة التي سخرتها المملكة العربية السعودية للحرمين الشريفين تيسيرًا وتسهيلًا للحجاج والمعتمرين والزوار، وما رافق تلك التوسعات الضخمة من خدمات وتسهيلات لأداء المناسك في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وعبّر عن أهمية شرف خدمة الحرمين الشريفين وتحقيق تطلعات ولاة الأمر- حفظهم الله– لما يقدمونه من عناية ورعاية واهتمام، وصولًا إلى تقديم أفضل الخدمات وأرقاها لقاصدي الحرمين الشريفين من الحجاج والعمار والزوار.
وأشار إلى أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تضطلع بدورها في تنفيذ توجيهات ولاة الأمر– حفظهم الله- منذ تأسيسها قبل أكثر من نصف قرن من الزمان برؤية صائبة وأهداف نبيلة ومحاور متعددة شرعية وتوجيهية وخدمية وهندسية وإعلامية، وغيرها من المحاور التي يحتاجها كل قاصد ووافد للحرمين الشريفين.
وأشاد الرئيس العام بالتعاون القائم بين الرئاسة والجامعات، ووجّه شكره وتقديره لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وللمعهد العالي للقضاء ولفضيلة عميد المعهد وأعضاء هيئة التدريس وفضيلة الشيخ نبيل اللحيدان المرافق للوفد، على جهودهم وعنايتهم على تنفيذ الدورات القضائية المتخصصة.
وأكد أنَّ القضاء مهم وتزداد أهميته أنه قائم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- وعلى رعاية مقاصد الشريعة في جلب المصالح ودرء المفاسد وإقامة الحق والعدل ورفع الظلم والخصومات بين الناس وحفظ الضرورات الخمس (الدين والعقل والمال والنفس والعرض) ودرجة القاضي في هذا الدين عظيمة، والمشهور عن السلف التورع عن سلوك مجالاته، لكن الحاجة والضرورة بوجود من يقوم بفض النزاعات وفصل الخصومات بين الناس، وحاجة القاضي إلى أن يعرف آداب القضاء وقواعده الشرعية ومراتبه المرعية ودرجات التقاضي والإثبات ومعرفة أحوال الخصوم ألجأت إلى ذلك.
وتطرق إلى مَا تمُر به الأمة من أزمات وتحديات نحتاج أن نكون منها على وعي وحذر وفطنة ومزيد من التعاون، وأن تضيع الفرصة أمام أعداء عقيدتنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأعداء وحدتنا واستقرار أمننا ورخائنا، ومن أهم المجالات التي ينبغي أن نتعاون في تعزيزها وتحقيقها الأمن بشتى صوره، وأن يكون العَالِم والقاضي والداعية وأي فرد في المجتمع عين ساهرة على حفظ الأمن في بلاده، ولاسيما الأمن العقدي والعقيدة الصحيحة التي صار عليها النبي- صلى الله عليه وسلم- والسلف الصالح والأئمة الأربعة.
وفي سياق آخر: استمع الوفد القضائي إلى كلمة توجيهية من إمام وخطيب المسجد النبوي الدكتور علي الحذيفي، أوضح فيها أن الأمة الإسلامية أمة الشريعة، وأنه لا يجوز أن يتم خلط ما أنزل الله بغيره، مشيرًا إلى أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، ولا يحتاج للتغيير؛ لأنه ليس به نقص في أي وجه من الوجوه.
وأكد “الحذيفي” أن المملكة العربية السعودية تهيمن عليها شريعة الله الكتاب والسنة النبوية، وقضاؤها يهيمن عليه الشرع ونزاهته وعدله وحفظه لحقوق الناس، لافتًا إلى أن النقص إن حصل ليس في الشريعة بل في البشر؛ لأنهم يخطئون ويصيبون، مبينًا أن الأصل في الشريعة الكمال.
وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف: “ما أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم محفوظ ولم يغير ولم يبدل، وما نزل على الرسول- صلى الله عليه وسلم- من السنة محفوظ؛ لأنهما مصدر التشريع”.
وأوصى “الحذيفي” القضاة بتقوى الله والاجتهاد في تعلُّم الشرع والبحث وتحصيل العلم؛ حتى يتحقق القاضي باجتهاد ليس بعده اجتهاد، وليوافق الحق والصواب لما يحكم به من الدنيا، مضيفًا: “مهما طال عمر الإنسان فلابد أن يعمل للآخرة، ولا ينفعه إلا ما في صحيفته من خير”.
من جهته أكد المشرف على الوفد عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء الشيخ نبيل اللحيدان أن الله- عز وجل- يسّر لولاة الأمر- حفظهم الله- في هذهِ البلادِ العنايةِ بكلِّ ما من شأنه نصرةُ الإسلامِ والمسلمين، ومن ذلكَ التواصل مع الجهات القضائيّة الشرعيَّة في البلاد الإسلاميَّة.
وأشار “اللحيدان” إلى أن المعهد شرُفَ باستضافةِ وفدٍ قضاة المحاكم الشرعيَّة في إندونيسيا، مبينًا أن القضاة أمضوا 30 يومًا في برامجَ علميَّةٍ قضائية مكثَّفة، وزيارات علمية لسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، ورئيس الاستئناف بالرياض، والمحاكم على اختلاف تخصصاتها النوعية، والتدرجية.
وشكر “اللحيدان” ولاة الأمر- حفظهم الله- على دعمهم للقضاء الشرعي في كافة أقطار العالم المختلفة، داعيًا الله أن يكتب الأجر والتوفيق لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد– حفظهم الله- على ما يولونه من اهتمام لكل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين.