افتتح صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة مساء أمس الأحد أعمال المؤتمر الدولي الأول لكلية التربية بجامعة الباحة “التربية آفاق.. مستقبلية” الذي ترعاه “المواطن” إلكترونياً وذلك بمقر مركز الملك عبدالعزيز الحضاري في مدينة الباحة.
وقد أُقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بُدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى مدير جامعة الباحة المكلف الدكتور عبدالله بن محمد مخايش كلمة رحب فيها بسمو أمير المنطقة والحضور مُعرباً عن شكره لسموه على رعايته لفعاليات وأعمال المؤتمر.
وبيَّن ما تواجهه التربية من صعوبات في ظل اتسع نطاق البيئة التي تتم فيها، حيث أصبحت البيئة التربوية في عصرنا الحاضر عصر الانفتاح والمتغيرات هي العالم كله بما فيه من اختلاف الديانات وتباين الثقافات، مؤكداً أنه كان من الضروري مراجعة منظومة التربية بين وقت وآخر للتوافق مع متطلبات العصر لمواجهة العديد من التحديات المعاصرة في التربية.
وأكد مخايش اهتمامَ وحرص كليات التربية بجامعة الباحة على العمل من أجل تطوير برامجها وتحديث خططها وتقنياتها وإعادة النظر في طريقة إعداد معلم المستقبل حيث جاء هذا المؤتمر الذي سيبحث جملة هذه القضايا ومعالجة التحديات من خلال نخبة متميزة من الباحثين والباحثات من داخل المملك وخارجها، منوهاً بالدعم الكبير الذي توليه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – لقطاع التعليم معرباً عن شكره لكلية التربية علي تبني هذا المؤتمر وللرعاة والداعمين ولجميع اللجان العاملة في إنجاح المؤتمر.
وقال مدير جامعة الباحة المكلَّف: “إن التاريخ سجل بمداد من نور وأحرف من ذهب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله -، القرار التاريخي الشجاع ببدء “عاصفة الحزم” للذود عن الدين ونصرة الجار وإغاثة المستنجد المظلوم، سائلاً الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه وأن ينصر قيادتنا الرشيدة وجنودنا البواسل على عدوهم.
بعد ذلك ألقى وكيل الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الباحة الدكتور سعيد الرقيب كلمة اللجنة المنظمة للمؤتمر بين فيها أن المؤتمر يأتي ضمن دور الجامعة في خدمة التنمية الشاملة في هذه المنطقة، مشيراً إلى أنه جاء ليكون لبنة من اللبنات الأولى في بناء صرح التعليم بعد بنائه الحديث بالرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين حين أمر – رعاه الله – بضم الوزارتين ليتحقق التكامل في التخطيط والتنفيذ بين التعليم الجامعي والتعليم العام.
وأضاف أن المؤتمر الذي يهدف إلى تقديم الخبرة العلمية للمسؤولين في وضع الاستراتيجيات المناسبة لتطوير الأداء في المؤسسات التعليمية ومساعدتها لرسم السبل لتحقيق أهدافها المستقبلية، إضافة إلى الإسهام في تحقيق الجودة الشاملة في مخرجاتها يعد استثماراً لتجربة الجامعة في عقد الملتقيات العلمية التي نفذتها خلال السنوات الماضية بالشراكة مع عدد من الجامعات العربية والعالمية، مبيناً أن اللجنة العلمية للمؤتمر استقبلت أكثر من 300 مقترح بحثي اختير منها 172 ورقة أُخضعت للتحكيم العلمي ليختار منها 62 ورقة عمل و12 ورشة عمل ودورة تدريبية يقدمها نخبة من المتخصصين في الحقل التربوي على مدى أربعة أيام.
بعدها ألقيت كلمة المشاركين، حيث ألقاها عنهم وكيل جامعة البحرين للبرامج الأكاديمية والدراسات العليا الدكتور خالد أحمد الذي أعرب فيها عن سعادته والضيوف المشاركين في هذه التظاهرة العلمية التربوية المهمة من على هذه الأرض الطيبة المباركة سعودية الخير مهبط الوحي وانطلاق الرسالة المحمدية ومنارة الهدى للعالم أجمع أرض الحزم والعزم والبناء والنماء في كل مجال وعلى كل صعيد، منوهاً بفكرة تنظم هذا المؤتمر الهام الذي يعد أكبر دليل على التطلع للمستقبل من خلال التطرق إلى أهم عنصر من عناصر البناء الحضاري.
وفي ختام الحفل كرم سمو أمير منطقة الباحة الداعمين والمشاركين في المؤتمر فيما تسلم سموه هدية تذكارية من مدير الجامعة بهذه المناسبة عقب ذلك تشرف ضيوف الملتقى بالسلام على سموه.
عقب ذلك تجول سموه والحضور في أروقة بالمعرض المصاحب للمؤتمر الذي ضم نحو 1500 عنوان في التربية شارك بها عددٌ من دور النشر بالمملكة ومعرض تقنيات التعلم، كما شاهد سموه عدداً من رسائل الماجستير لطلاب كلية التربية بجامعة الباحة.
وأعرب صاحبُ السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز -في تصريح صحفي عقب الحفل- عن شكره لجامعة الباحة ممثلة في كلية التربية على تنظيم هذا المؤتمر الذي يشارك به مجموعة كبيرة من أصحاب البحوث المميزة وعلماء وأخصائيي التربية ووسائل التعليم في العالم العربي والإسلامي مؤكداً أن ذلك يدل على ما يتميز به العرب والمسلمين في مختلف العلوم، حيث نراهم اليوم سبّاقون إلى وسائل التربية وإلى التعليم بصفة عامة.
وبين سموه أهمية قيام التربويين العرب والمسلمين بإعداد دراسات متميزة عن واقع مجتمعات العرب والمسلمين وإعداد الخطط والبرامج اللازمة لتطويرها بما ينفع النشء، متمنياً سموه أن يحقق المؤتمرُ الأهدافَ المرجوة منه تجاه تطوير التربية لمستقبل أفضل بمشيئة الله.