انتهى زمن “الصحفي ” الشامل الذي يكتب في كل شأن

الأحد ٢٦ أبريل ٢٠١٥ الساعة ٢:٣٦ مساءً
انتهى زمن “الصحفي ” الشامل الذي يكتب في كل شأن

شددت ورقة عمل خلال ورشة عمل ” الإعلام الصحي ” التي نظمتها جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بالحرس الوطني بالرياض اليوم، على أهمية أن يأخذ الإعلاميون حذرهم في اتهام الأطباء والمنشآت الصحية بـ” الخطأ الطبي ” دون تثبت .. وأكد الزميل محمد الحيدر ، المهتم بالشؤون الصحية، ضرورة عدم الانسياق وراء التفاصيل غير المؤكدة في موضوع ” الخطأ الطبي”، وعدم استقاء المعلومة من طرف واحد.. وإذا دخل الحدث مراحل قضائية يجب عدم النشر عنه.
ودعا ” الحيدر ” في ورقته إلى تعزيز مفهوم “الإعلام المتخصص” ، وأن على وسائل الإعلام اعطاء هذا الجانب الاهتمام الأكبر..
وقال “الحيدر” : ” لقد انتهى زمن الإعلامي الشامل ، الذي يكتب في كل شأن ـ ويغطي كل مناسبة .. والعالم يتجه إلى التخصص الدقيق في كل مجال . والصحفي إلى جانب الثقافة وشمول المعرفة المطلوبان لديه يفضل أن يوجه اهتمامه إلى مجال بعينه ليبدع فيه وليفي المجال حقه” .
وأكد “الحيدر” على أن الإعلام الصحي الذي يتطلع إليه الجميع لا يكون إلا بوجود علاقة صحية بين الإعلام والصحة ، مشيراً إلى أن العلاقة الصحية المستهدفة تقوم على التبادلية ( في اتجاهين ) بين الطرفين، وأساس هذه العلاقة هو تحقيق المصلحة الوطنية والمجتمعية. كما أكد أهمية اللقاءات الدورية في تعزيز القيم المشترك بين الصحة والإعلام ، و ليقف الجانبان على مستجدات بعضهما البعض .. فالصحة في تطور مستمر وكذلك آليات الإعلام وأساليب التناول.
ولفت “الحيدر ” إلى أنه كون الصحة والإعلام قطاعان مختلفان فهذا يعني أن لا تنافس بينها، ولذلك فأسس بناء علاقة صحية علاقة صحيحة تخدم الجانبية وتحقق أهدافهما موجودة.
واشار “الحيدر ” في ورقته الى إن الصحة من القطاعات الأكثر أهمية التي تحتاج أن يتولاها صحفيون متخصصون في المجال، معرباً عن اعتقاده أن الاتفاق على هذه النقطة والعمل بها سينهي الكثير من ما وصفه ” الاشتباك” الحاصل في العلاقة بين الصحة والإعلام .
ومخاطباً زملاءه الإعلاميين قال “الحيدر” يجب أن تكون للإعلاميين الشجاعة للاعتراف بأن ” أهل الصحة” معهم الحق في أن يعتبوا على الإعلام إذا كان من يتولون شؤونهم غير ملمين بالتفاصيل المهمة في مهنتهم. واستطرد موضحاً : هذا ينطبق على المجالات الأخرى ، وتساءل : هل يعقل أن تكلف الصحيفة التي تحترم نفسها مندوباً لتغطية مناورات عسكرية، وهذا المندوب لا يعلم كثيراً عن الفنون العسكرية وأنواع الأسلحة .. بالطبع لا يستقيم الحال .. وما يجري في الصحة أكثر تعقيدا مما يجرى في القطاعات العسكرية؟
وبين “الحيدر” في ورقته إلى الأخطاء الطبية واصفاً إياها بـ ” القضية النموذجية” التي تؤكد ضرورة وجود علاقة تبادلية صحيحة بين الإعلام والصحة . وقال إن غياب الإعلامي المتخصص الذي يتولى شؤون الصحة، وعدم تعمق الثقة والتفاهم بين الجانبين هو ما يجعل تناول مشكلة “الأخطاء الطبية “في الصحافة يحيطها غموض شديد .. وأكد أنه إذا كان الصحفي متخصصاً وملماً بمجريات حقل الصحة قطعاً سيكون حصيفاً في تناول الحدث ولن ينزلق في إغراء السبق الصحفي الذي ربما يوقعه تحت طائلة مساءلة قانونية.
واختتم “الحيدر” ورقته بشكر جامعة الملك سعود للعلوم الصحية بالحرس الوطني واقترح أن تتبنى الجامعة لقاء دورياً سنوياً يجمع بين الإعلاميين وبين منسوبي المهن الصحية ، وأن يخرج كل لقاء بتوصيات ، ليتوصل ” الصحيون والإعلاميون ” إلى خارطة طريق للعلاقة بينهم.

إقرأ المزيد