المفتي يدعو لتجفيف منابع الشر في شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعي

الأحد ٨ مارس ٢٠١٥ الساعة ٣:٣٠ مساءً
المفتي يدعو لتجفيف منابع الشر في شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعي

دعا سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المسلمين إلى التعاون في تحقيق مصالح الأمة ودرء المفاسد، وتعزيز العمل على البر والتقوى، ونشر الخير بين الناس، وتجفيف منابع الشر في شبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعي في زمن كثرت فيه الأباطيل والافتراءات.
وقال سماحته في كلمة له خلال استقباله في مكتبه اليوم القائمين على حملة سكينة لتعزيز الوسطية التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الإرشاد، وتدشين موقعها على تطبيقات الأجهزة الذكية: لابد من اجتماع الكلمة والتشاور والتعاون بين المسلمين لإغلاق منابع الشر، في وقت أصبحت فيه بعض المحطات الفضائية وبعض شبكات التواصل الاجتماعي مليئة بالشر والقذف والافتراءات والباطل، ولابد من مواجهتها بالحق، لأن كل باطل وإن علا يزيله الحق، مستشهدًا بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ما منكم مِن أحدٍ إلا وهو على ثَغْرٍ من ثغور الإسلام).
وشدّد سماحته على أهمية محاربة المواقع السيئة والمد الممنهج الضال الذي يضخه الفكر المنحرف، وذلك بالترابط على الخير بين الجهات المختصة، والعلماء، والخطباء، والمعلمين، والإعلاميين، والأسرة كل فيما يخصه، والإخلاص لوجه الله في العمل؛ لكشف مفاسد هذه الأفكار الضالة بالاعتماد على الحق المبين المبني على كتاب الله- عز وجل- وسنة نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم.
ولفت سماحته النظر إلى أهمية الاهتمام بالنشء، وتربيتهم التربية الصالحة، واحتوائهم من خلال الاستماع لهم، وزرع الثقة في أنفسهم، ودعمهم في الانخراط بالأعمال الاجتماعية الفاضلة، مبينًا في ذلك الصدد أن حلقات تحفيظ القرآن الكريم، والمخيمات الصيفية من العوامل المفيدة والفاعلة في إصلاح الشباب وتوعيتهم، واستقطاب أفكارهم، وطاقاتهم في عمل الخير، وحمايتهم من الأفكار الضالة، إذا دعمت وقام عليها رجال مخلصون ذوو أفكار سليمة.
وحذر من إهمال الشباب، وتركهم للفراغ، وانهزام النفس، والعمل على توجيههم بالأساليب التي تناسب أعمارهم، وتوسيع دائرة الاهتمام بهم من الوالدين، سواء في داخل المملكة أو في خارجها، والحث على إشغال أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع على أنفسهم، منبهًا إلى أن البطالة والفراغ من أخطر العوامل التي تقود الشباب إلى أمور أخرى تعود بالسلبية عليهم وعلى وطنهم.
وأفاد سماحته أن أمن الناس على دينهم، وأعراضهم، وأموالهم، وفكرهم من الأمور المطلوبة والواجبة، إلا أن تأمين الأمة من الفكر الضال من الأمور المهمة؛ لأنه إذا ابتُليت به القلوب يصعب تصحيحها فيما بعد إلا بمشقة، داعيًا إلى أهمية تحذير النشء منذ المراحل الابتدائية من هذه الأفكار الضالة، وربط الأمة بعقيدتها الصحيحة، وتعاون الإعلام والتعليم في قيادة حملة توعوية لحماية الشباب من السير على طريق الفساد؛ لأن البلاد محاطة بأعداء الإسلام من كل جانب.
ومن جانبه كشف مدير عام برنامج حملة سكينة لتعزيز الوسطية عبدالمنعم بن سليمان المشوح في كلمة له خلال حفل تدشين موقع الحملة عن أن المملكة تتعرض لهجوم ممنهج يستهدف الشباب والفتيات عبر شبكات التواصل الاجتماعي لإغوائهم عن دينهم ووطنهم قدّرت بأكثر من 26 ألف رسالة إلكترونية يوميًّا، بواقع 90 رسالة في الدقيقة، مؤكدًا أهمية مضاعفة الجهود لمواجهة هذه الرسائل المغرضة من خلال التصحيح، والمعالجة، والمواجهة، لإحداث تغيير إيجابي في المجال الفكري، وإحداث نقلة نوعية في مواجهة هذه الرسائل المغرضة.
واستأذن عبدالمنعم المشوح، سماحة المفتي من أجل استثمار تعليقاته الشرعية في الجامع الكبير خلال الندوات والمحاضرات التي ألقاها سماحته، وعددها 200 تعليق لطباعتها وتوزيعها على مستوى واسع من خلال حملة سكينة على المستفيدين منها؛ لزيادة حجم الوعي بقضايا الأمة ضد الحملات التي تقودها جماعات مشبوهة تستهدف تشويه الدين والإخلال بالنفس وأمن الوطن.
وكرّم سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، خلال الحفل، العاملين على إنشاء موقع حملة سكينة وتنفيذ برامجها.
حضر حفل الاستقبال وتدشين موقع حملة سكينة، معالي الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد، وعدد من المتخصصين في الجوانب الأمنية والاجتماعية والنفسية في عدد من الجهات الحكومية، بالإضافة إلى المتخصصين في المجالات الشرعية والفقهية من مختلف الجامعات السعودية، ورجال الصحافة.
يُذكر أن حملة سكينة الإلكترونية هي حملة تطوّعية مستقلة تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وانطلقت عام 2003م، ويتخصص عملها في عالم الإنترنت والانتشار في مواقع ومنتديات ومجموعات الإنترنت عبر فريق عمل في مختلف التخصّصات، على أن تكون صفة الانتشار والتعامل مع المُستهدفين صفة شخصية وديّة.
وتهدف الحملة إلى التصدّي للأفكار والمناهج المنحرفة المؤدية إلى العنف والغلو، ونشر المنهج المعتدل وتكريس قواعده وضوابطه ومفاهيمه، وبناء شخصية إسلامية متوازنة مُنتجة وإيجابية وواعية، وتعميق مفاهيم الولاء والانتماء.

إقرأ المزيد