توزيع أكثر من 4,9 ملايين ريال على الفائزين بمزاين مهرجان الصقور وزارة الداخلية تحتفي بيوم الشرطة العربية بعرض عسكري في مهرجان الإبل الفيدرالي الأمريكي يخفض معدل الفائدة ربع نقطة إلى ما بين 4,25 و4,50% القمر الأحدب المتناقص في سماء الشمالية 5 مزايا لمنصة نسك مسار خدمة جديدة لمرضى ألزهايمر الأولى من نوعها في السعودية بتقنية PET/MRI المركزي يخفض اتفاقيات إعادة الشراء والشراء المعاكس 25 نقطة أساس سوء التواصل أبرز التحديات في العمل الشباب يكشف آخر تطورات إصابة كاراسكو ريال مدريد بطلًا لكأس إنتركونتيننتال
أثار الصحافي فالح الذبياني -والذي يشغل حالياً مدير الإعلام الجديد في الهيئة العامة للسياحة والآثار- جدلاً واسعاً حين قال: إن مستقبل الصحافة الورقية إلى انقراض، وأن استخدامها في نشر التعريف بالتراث العمراني غير مجدٍ على المدى البعيد وخاصة لجيل اليوم من عشاق الأجهزة اللوحية والذكية، مؤكداً أن بعض هذه الصحف تحتضر الآن بحثاً عن مورد إعلاني لمواجهة النفقات العالية لصناعة الإعلام الاحترافي.
وجاءت محاضرة الذبياني الذي عمل رئيساً لتحرير صحيفة “عكاظ” الإلكترونية قبل أن تعار خدماته إلى هيئة السياحة والآثار ضمن أعمال ملتقى التراث العمراني الذي ينظمه مركز التراث العمراني الوطني الرابع في قرية المفتاحة، مؤكداً أن الحل في نشر ثقافة التراث وجعل جيل اليوم من الشباب يتعلق به ويؤمن بأهميته يجب أن تنطلق من خلال استراتيجية إعلامية تخاطب شريحة الشباب من خلال منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت مثل الطوفان الجارف الذي يقتحم هواتفنا دون استئذان.
وأورد الذبياني في محاضرته التي أدارها الدكتور عبدالعزيز بن سلمة وكيل وزارة الثقافة والإعلام إلى جانب الصحافية الأمريكية كاثرين أشتون جملة من الأرقام التي تبين مدى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين شريحة الشباب في المملكة سواءً فيما يتعلق في تويتر وفيسبوك ويوتيوب، مؤكداً على أن اتباع أسلوب التوعية والتعريف بالمشروع من خلال الإعلام التقليدي فقط سيكون عديم الفائدة على المدى البعيد وأن الحل الأمثل لذلك هو التواصل الاجتماعي.
وفور انتهاء الذبياني من تقديم ورقته، اعتبر عدد من الحضور المتخصصين في جانب التراث العمراني والعمارة الإسلامية أن التواصل الاجتماعي ما هو إلا ذاكرة عصفور، وأن الترويج للتراث يجب أن يتم من خلال الصحف التقليدية، والتلفاز، والكتب بحيث يكون أشبه بالأبحاث التي يمكن العودة لها بعد عشرات السنين، وهو ما عارضه الذبياني بشدة، مشدداً على أن من ينادون بهكذا قول لا يعرفون حقيقة التواصل الاجتماعي، وأنهم يعتقدون بإمكانية صمود الإعلام التقليدي أمام سيل جارف من قنوات التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني، مستشهداً بصحيفة “سبق” الإلكترونية التي يزورها يومياً أكثر من 3 ملايين شخص، فيما الصحف الورقية لا يتجاوز توزيعها مجتمعة أكثر من 150 ألف نسخة يومياً، معتبراً أن من يقول بهكذا رأي كمن يحاول أن يمسك سداً أوشك على الانهيار بأصبع واحد.
وذكر مدير الإعلام الجديد في هيئة السياحة والآثار اليوم الخميس على مسرح قرية المفتاحة أن مستخدمي الإنترنت في المملكة منذ عام ٢٠٠٩ تضاعف ليصل إلى ٦٤٪ في ٢٠١٤، وأن الشباب يشكلون الفئة العمرية الأكثر في استخدام الإنترنت في السعودية بنسبة تصل إلى ٧٤٪، وأضاف أنه مع نهاية ٢٠١٤ ما تزال السعودية تتصدر منطقة الشرق الأوسط من حيث عدد مستخدمي تويتر، وأن ما يقارب من ٥٠٪ من مستخدمي الإنترنت في السعودية يحملون الشهادة الجامعية، و٧٦٪ منهم يعيشون في المدن.
وخلص الذبياني في ورقة عمله إلى القول بأهمية استثمار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أفضل وأكثر شمولية لدعم المشروع ونشر مفاهيمه ورؤاه وأهدافه وقيمه وأهميته على شريحة الشباب اليوم، واستحداث حسابات للتواصل الاجتماعي تعرف بالتراث الوطني من قلاع وحصون ومتاحف ومراكز تراث عمراني وتنشيطها وتغذيتها لتكون فاعلة ومؤثرة وتهتم بشريحة متابعين من مختلف الفئات العمرية.
وحض على ضرورة معالجة المواد الصحافية ذات القوالب الجامدة عن التراث العمراني لتكون سهلة الهضم وتناسب لغة شباب اليوم، واستثمار المشاهير والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي سواءً في المجالات الرياضية أو الاجتماعية واصطحابهم في جولات ميدانية على مواقع التراث العمراني وإتاحة الفرصة لهم للاطلاع على التجارب الناجحة وحثهم للمساهمة في التأثير على من يتابعون حساباتهم من المعجبين.
كما نادى بإقامة ورش عمل يحظر فيها رواد وسائل التواصل الاجتماعي وحشد كل إمكاناتهم وطاقاتهم بالطريقة المناسبة لهم، وإنتاج مقاطع يوتيوب بلغة ساخرة وكوميدية للتعريف بالتراث العمراني الوطني ونشره وسط شريحة متابعي اليوتيوب التي تعد المملكة الدولة الأولى على مستوى العالم في هذا المجال، حيث تبلغ عدد المشاهدات حوالي 90 مليون مشاهدة يومياً، وتشجيع ثقافة العمل التطوعي لنشر الرسائل التعريفية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لضمان وصولها لأكبر عدد، واستحداث مسابقات ذكية في وسائل التواصل الاجتماعي لضمان أكبر عدد من المتفاعلين، واستحداث قوالب جديدة كالأنفوجرافيك، ومقاطع الفيديو سهلة الهضم والاستفادة منها للوصول إلى قناعات الشباب والعناية بجانب التوعية المصحوبة بالترفية.