مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 175 ألف ربطة خبز في شمال لبنان القبض على مقيم يروج الحشيش في نجران فان دايك: مواجهة بورنموث كانت صعبة ومحمد صلاح استثنائي غروهي: مشاعري مختلفة أمام جمهور الاتحاد بدء العد التنازلي لانتهاء الشتاء وتوقعات بتسجيل درجات مئوية تحت الصفر لوران بلان: ارتكبنا أخطاء ضد الخلود وغياب ديابي لأسباب طبية ابن زكري: تفوقنا على الاتحاد وركلة الجزاء المحتسبة غير صحيحة ربط التعليم بأهداف التنمية المستدامة مهم لإكساب الطلبة مهارات المستقبل هدافو دوري روشن بعد نهاية الجولة الـ18 ترتيب دوري روشن بعد ختام الجولة الـ18
في بادرة هي الأولى من نوعها، حظيت منطقة عسير بأول معرض تشكيلي يستلهم تراثها العمراني، وما يرتبط به من قيم فنية وجمالية مميزة من منظور حديث، يتيح للفنان التشكيلي دمج الماضي بالحاضر، بالأساليب والاتجاهات التشكيلية المعاصرة والحديثة.
يأتي ذلك بتنظيم من الهيئة العامة للسياحة والأثار، بالشراكة مع فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية “جسفت” بعسير، ضمن فعاليات ملتقى التراث العمراني الرابع، الذي يقام حالياً بمنطقة عسير.
ويضم المعرض (80) عملاً تشكيلياً يصور مختلف الفنون العمرانية التراثية في المنطقة، بعدد من الفنون تشمل التصوير التشكيلي، والرسم التشكيلي، والمنحوتات، كذلك الحفر والطباعة، والخزفيات، والريليف الغائر والبارز.
وعن طبيعة الفن العمراني التراثي بعسير، قال مدير فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) الدكتور علي مرزوق: “تعبر العمارة التراثية عن متطلبات المجتمع المسلم المحافظ على هويته الإسلامية وعاداته وتقاليده، نابعة من فكره وثقافته، لذا جاءت فكرة هذه المسابقة لتشجع الفنانين التشكيليين بالمملكة على استلهام واستخلاص القيم الفنية والجمالية للتراث العمراني بمنطقة عسير، وتوظيفها التوظيف الأمثل في الأعمال الفنية التشكيلية المعاصرة لتؤكد على الأهداف المرسومة، ومن أهمها الحفاظ على التراث العمراني وعلى الهوية الثقافية للفن التشكيلي السعودي المعاصرة”.
من جهته لفت الفنان محمد شراحيلي إلى أن الأشكال والألوان المستخدمة في الفن العسيري التراثي لها معاني ورموز متعارف عليها في ذلك الزمن، مشيرا إلى أن المثلثات وألوانها التي توجد في الفن الجنوبي لها دلالات، حيث أن المثلث بشكل عام في ذلك الفن يدل على وجود فتاة في المنزل ويمكن التعبير عن مراحل عمرها بأربعة ألوان، حيث يستدل بالمثلث الأصفر على وجود مولودة وذلك نتيجة لداء (الصفار) الذي يصيب المواليد في ذلك الوقت، والأزرق يدل على الحيوية والنشاط في مرحلة الطفولة، بينما الفتاة البالغة يشار إليها باللون الأخضر والذي يدل على نضوجها واستعدادها للزواج، كما يعبر المثلث الأحمر عن الحنان والأمومة.
وبين “شراحيلي”، أن جميع الألوان والأدوات المستخدمة قديماً، يتم استخلاصها من الطبيعة وذلك من الأشجار والمساحيق المتواجدة حولهم، بالإضافة إلى فرشات التلوين التي يتم صنعها يدوياً من شعر الماعز والتي لا يتجاوز طولها عن (6سم).
من جانبه، أكد الفائز بالمركز الأول في المسابقة فهد النعيمة أنه لم يكن سهلاً أبداً تجسيد الفن العسيري في لوحة، خصوصاً وأنه نجدي الأصل والمنشأ، والتي تختلف ثقافتها العمرانية كلياً عن منطقة عسير، مشددا إلى أن الزخرفة العمرانية العسيرية غنية جداً بدرجات وطبقات لونية متعددة لها قوانين ودروس عميقة تدل على موروث علمي عريق، أبرزها أنها تعتمد بشكل رئيسي على ٣ ألوان أساسية، وهي: الأصفر والأزرق والأحمر، توظف في أشكال ورموز يصعب على غير العسيري فهمها.
من جانبه أفاد مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة عسير المهندس محمد العمرة أن هذا الحراك التراثي التشكيلي يعد فرصة لتلاقح الرؤى والتجارب الغنية التي تستلهم التراث وفق رؤية حديثة تؤكد على الهوية وتفسح المجال أمام الفنان ليبدع لنا فناً قيماً يجمع بين الأصالة والمعاصرة.