طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
في سبتمبر عام 2001، عندما صعقت الولايات المتحدة لهول الهجمات على مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع، أيد فلاديمير بوتين الغزو الأمريكي الوشيك لأفغانستان بأشكال لم يكن من الممكن تصورها خلال الحرب الباردة.
فقد وافق على مرور الطائرات الأمريكية التي تنقل المساعدات الإنسانية، عبر المجال الجوي الروسي. وقال إن بوسع الجيش الأمريكي أن يستخدم القواعد الجوية في الجمهوريات السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى. بل وأمر جنرالاته بأن ينقلوا لنظرائهم الأمريكيين ما اكتسبوه من خبرات خلال الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في الثمانينات.
وخلال زيارة بوتين لمزرعة الرئيس جورج بوش في تكساس -بعد ذلك بشهرين- أعلن الرئيس الأمريكي -في كلمة كان يلقيها بمدرسة ثانوية محلية- أن الزعيم الروسي “نوع جديد من القيادات، ومصلح، ورجل سيحدث فرقاً كبيراً في تعزيز السلام في العالم، من خلال العمل عن كثب مع الولايات المتحدة.”
وبدا لوهلة أن الارتياب والنفور اللذين سادا في الحرب الباردة قد تبددا.
ولم تمض إلا أسابيع، وكان الرئيس بوش يعلن أن الولايات المتحدة ستنسحب من معاهدة الحد من الصواريخ، حتى يمكنها إقامة نظام في أوروبا الشرقية لحماية حلفاء حلف شمال الأطلسي والقواعد الأمريكية من هجوم صاروخي إيراني.
وفي خطاب بثه التلفزيون على الهواء، حذر بوتين من أن هذه الخطوة ستهدم مساعي الحد من التسلح وجهود حظر انتشار الأسلحة النووية.
وقال بوتين: “هذه الخطوة لم تأت مفاجأة لنا. لكننا نعتقد أن هذا القرار خاطئ.”
ويعكس تسلسل الأحداث في بداية علاقة البيت الأبيض مع بوتين، نمطاً تكرر خلال الأعوام التالية، وحتى الأزمة الأوكرانية الحالية، يتمثل في بعض الأفعال الأمريكية، سواء مقصودة أو غير مقصودة، تؤدي إلى رد فعل مبالغ فيه من بوتين المتضرر من هذا التصرف.
وبينما تحشد روسيا عشرات الآلاف من جنودها على امتداد الحدود الروسية الأوكرانية، يعمل بوتين على إحباط ما يقول الكرملين إنه مؤامرة أمريكية لتطويق روسيا بمجموعة من الجيران المعادين لها.
وقال خبراء، إنه يعمل –أيضاً- على الترويج للبوتينية، التي يقولون إنها صورة متحفظة ومغالية في القومية من أشكال رأسمالية الدولة، وذلك كبديل عالمي للديمقراطية الغربية.
* اللامبالاة؟
وقال مسؤولون أمريكيون -حاليون وسابقون- إن هذا النمط يعكس فشلاً أمريكياً في الاعتراف بأنه رغم اختفاء الاتحاد السوفيتي كعدو عقائدي، فإن روسيا بقيت قوة كبرى تتطلب المستوى نفسه من الاهتمام في السياسة الخارجية، مثل الصين والدول الكبرى الأخرى، أي أنها علاقة يجب أن لا تكون وسيلة لغايات أخرى، بل غاية في حد ذاتها.
وقال جيمس ف. كولينز -السفير الأمريكي لدى موسكو في أواخر التسعينات-: “لا أعتقد أننا كنا نبدي الاهتمام حقاً”. وأضاف أن العلاقات الثنائية “كانت تعتبر أمراً ليس بالكبير.”
وقال مسؤول أمريكي رفيع: كان واضحاً -منذ البداية- أن بوتين لن يكون شريكاً سهلاً. فهو قومي روسي ذو نزعات شمولية، يشعر -مثل من سبقوه في حكم روسيا لقرون- بارتياب عميق في الغرب.
وقد كون بوتين جانباً كبيراً من آرائه عن العالم، إبان عمله ضابطاً في المخابرات الروسية في السنوات الأخيرة من الحرب الباردة، وخلال عمله مسؤولاً حكومياً في أيام الفوضى التي أعقبت سقوط الاتحاد السوفيتي في التسعينات، التي يرى بوتين وكثير من الروس أنها فترة استغلت فيها الولايات المتحدة مراراً الضعف الروسي.
ومنذ أصبح بوتين رئيساً لروسيا عام (2000)، جعل هدفه الأساسي استعادة قوة روسيا ومجال نفوذها التقليدي.
وعزز بوتين قبضته على السلطة، وعمل بشكل ممنهج على قمع المعارضة، واستخدم امدادات الطاقة الروسية كسلاح اقتصادي ضد جيران روسيا.
وبفضل ارتفاع أسعار النفط -وحق استخدام الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة- أتقن بوتين فن وخز الرؤساء الأمريكيين كلما شاء، ليستحثهم على التصرف بشكل معين، بل وعرقلة السياسات الأمريكية في بعض الأحيان.
وقال مسؤولون من إدارات الرئيسين بوش وباراك أوباما، إن المسؤولين الأمريكيين بالغوا في البداية في تقدير المجالات المحتملة للتعاون مع بوتين.
ثم أسهمت واشنطن في تراجع شديد في العلاقات مع موسكو، من خلال مزيد من الثقة المفرطة واللامبالاة، بل والتصرفات الحمقاء في بعض الأوقات.
* قضية عامة
وتعثرت العلاقة التي نشأت بعد 2001 بين بوش وبوتين، بسبب خلاف رئيس، هو علاقة روسيا بجيرانها. وفي نوفمبر عام 2002، أيد بوش دعوة حلف شمال الأطلسي لسبع دول في أوروبا الشرقية، من بينها الجمهوريات السوفيتية السابقة؛ (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، لبدء محادثات حول الانضمام للتحالف الغربي.
وفي عام 2004 -وبقوة دفع من بوش شخصياً- أصبحت الدول السبع أعضاء في حلف شمال الأطلسي.
وتساءل بوتين ومسؤولون روس آخرون، عن سبب استمرار الحلف في النمو، رغم أن العدو -الذي أنشئ هذا الحلف للتصدي له- لم يعد له وجود، باختفاء الاتحاد السوفيتي. وتساءلوا عما سيفعله توسع حلف شمال الأطلسي لمواجهة الأخطار الجديدة مثل الإرهاب وانتشار الأسلحة النووية.
وقال بوتين: “هذا التوسع في الأساس لا يتيح لنا مواجهة التهديدات الحالية، ولا يسمح لنا بمنع أشياء، مثل الهجمات الإرهابية في مدريد، أو إعادة الاستقرار في أفغانستان.”
وقال توماس إي جراهام -الذي كان مسؤولاً عن ملف روسيا في مجلس الأمن القومي في عهد بوش- إنه كان يجب بذل مجهود أكبر لخلق هيكل أمني أوروبي جديد بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، ليحل محل حلف شمال الأطلسي، ويشمل روسيا.
وقال جراهام: “ما كان علينا أن نهدف إليه، بل إن ما يجب أن نهدف إليه الآن، هو هيكل أمني يقوم على ثلاثة أعمدة؛ الولايات المتحدة وأوروبا -موحدة بشكل ما- وروسيا.”
لكن نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني، والسناتور جون مكين، ومحافظين آخرين -بالإضافة إلى ديمقراطيين متشددين- ظلوا على ارتيابهم في روسيا، وحرصهم على توسعة حلف شمال الأطلسي. وقالوا إنه يجب أن لا يكون لموسكو سلطة الاعتراض على الدول التي تنضم لحلف الأطلسي، وإنه لا ينبغي لرئيس أمريكي أن يرفض مطالب أية دول من أوروبا الشرقية للفكاك من الهيمنة الروسية.
* الديمقراطية في عصرنا
وارتبط خلاف جوهري آخر بين بوش وبوتين بالديمقراطية. فما رآه بوش ومسؤولون أمريكيون آخرون ديمقراطية تنتشر في مختلف أنحاء الكتلة السوفيتية السابقة اعتبره بوتين تغييراً للأنظمة لصالح الولايات المتحدة.
وكان الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003 دون موافقة من الأمم المتحدة -ورغم اعتراضات فرنسا وألمانيا وروسيا- نقطة تحول بالنسبة لبوتين، وقال إن الحرب مثلت استهزاءً بكل المزاعم الأمريكية عن تعزيز الديمقراطية في الخارج وحماية القانون الدولي.
كما شعر بوتين بارتياب عميق في الجهود الأمريكية لنشر الديمقراطية في الكتلة السوفيتية السابقة؛ حيث قدمت وزارة الخارجية الأمريكية وجماعات أمريكية -لا تهدف للربح- تدريباً وأموالاً لمنظمات المجتمع المدني المحلية. واتهم بوتين -في خطبه العلنية- الولايات المتحدة بالتدخل في شؤون غيرها.
وفي أواخر عام 2003، أدت احتجاجات عامة في شوارع جمهورية جورجيا السوفيتية السابقة، عرفت باسم ثورة الزهور أو الثورة الوردية، إلى انتخاب زعيم موال للغرب. وبعد أربعة أشهر، خرج المتظاهرون إلى الشوارع في أوكرانيا، في ما عرف بالثورة البرتقالية، وأدت إلى تنصيب رئيس موال للغرب.
وقال مسؤولون أمريكيون كبار، إن بوتين اعتبر هذه التطورات مؤامرات تدعمها الولايات المتحدة وصفعات على وجهه، بعد المساعدة التي قدمها في أفغانستان.
وفي عام 2006، اشتدت خلافات بوش وبوتين حول الديمقراطية. وفي مؤتمر صحفي بأول قمة تستضيفها روسيا لمجموعة الثماني، تبادل الرئيسان تصريحات فيها قدر كبير من العصبية، فقال بوش إن الولايات المتحدة تعمل على تعزيز الحرية في العراق الذي كان غارقاً في العنف في ذلك الوقت. وسخر بوتين من بوش علانية.
وقد قال بوتين مبتسماً: “من المؤكد أننا لا نريد نوع الديمقراطية الموجود في العراق” فانفجر الحاضرون في الضحك.
وحاول بوش التمويه، فرد قائلاً “فقط انتظر” مشيراً إلى التطورات في العراق.
* سقطة في موسكو
وقال جراهام، إن إدارة بوش أوضحت -بطرق بسيطة لكنها جلية- أن دولاً أجنبية أخرى -لا سيما العراق- لها الأولوية على العلاقات الثنائية مع موسكو.
ففي عام 2006 -على سبيل المثال- طلب البيت الأبيض من الكرملين، الإذن لتوقف طائرة بوش للتزود بالوقود في موسكو، في طريقه إلى اجتماع قمة آسيا والمحيط الهادي، لكنه أوضح أن بوش لا يتطلع للقاء بوتين، الذي كان من المقرر أن يقابله على هامش القمة.
وبعد أن شكا دبلوماسيون روس أوفدت الإدارة الأمريكية جراهام إلى موسكو، للتأكد من ما إذا كان بوتين يرغب حقاً في عقد اجتماع، ولتوضيح أنه إذا عقد اجتماعاً فسيكون بلا أي مضمون.
وفي النهاية، التقى الرئيسان واتفقا على أن يطلبا من مرؤوسيهما العمل على التوصل لمجموعة تدابير، للحد من انتشار الأسلحة النووية.
وقال جريام: “عندما جاء الفريق الروسي إلى واشنطن في ديسمبر عام 2006 -في وفد عال إلى حد ما- لم يكن لدينا ما نقدمه له، فلم يكن لدينا وقت للتفكير في هذا الموضوع.. كنا نركز على العراق.”
وقال، إن هذا التصرف من إدارة بوش أهان موسكو.
وأضاف: “ضيعنا بعض الفرص في السنوات الأولى من إدارة بوش، لوضع العلاقات على مسار مختلف. ثم كانت بعض تصرفاتنا –في ما بعد، سواء مقصودة أو غير مقصودة- رسالة واضحة لموسكو بأننا لا نهتم.”
* الطامة الكبرى
وانكشفت حقيقة علاقة بوش ببوتين في عام 2008. ففي فبراير، أعلنت كوسوفو -من جانب واحد- استقلالها عن صربيا، بدعم من الولايات المتحدة، وهي خطوة كانت روسيا -حليف صربيا القديم- تسعى لعرقلتها دبلوماسياً على مدى أكثر من عشر سنوات.
وفي إبريل، حصل بوش على تأييد قمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة في بوخارست لإقامة نظام دفاع صاورخي في أوروبا الشرقية.
ودعا بوش حلف شمال الأطلسي، إلى منح أوكرانيا وجورجيا خطة للعضوية، وهي خطوة رسمية ترسم للدولتين مساراً يفضي إلى الانضمام لعضوية الحلف.
وعرقلت فرنسا وألمانيا هذه الخطوة، وحذرتا من أن مزيداً من التوسع للحلف، سيؤدي إلى موقف روسي عدواني عندما تستعيد موسكو قوتها.
وفي النهاية، أصدر الحلف ببساطة بياناً قال فيه، إن البلدين سيصبحان أعضاء فيه.
وكان هذا الموقف الوسط مجازفة باستعداء موسكو دون منح كييف أو تفليس خارطة طريق للانضمام للحزب.
وقال المسؤول الأمريكي الكبير، إن هذه الخطوات كانت في نظر بوتين الطامة الكبرى، ما أدى إلى تفاقم إحساس الزعيم الروسي بأنه ضحية عملية خداع.
وأضاف “غذى إنجاز الأمور الثلاثة معا في فترة متقاربة؛ استقلال كوسوفو، ومسألة الدفاع الصاروخي، وقرارات توسيع حلف شمال الأطلسي، الإحساس بأن هناك من يحاول استغلال روسيا.”
وفي أغسطس 2008، جاء رد بوتين، فبعد أن بدأت جورجيا هجوماً لاستعادة السيطرة على إقليم أوسيتيا الجنوبية -المنشق المؤيد لروسيا- بدأ بوتين عملية عسكرية وسعت نطاق سيطرة روسيا على أوسيتيا الجنوبية، وعلى منطقة منشقة أخرى هي إبخازيا.
واحتجت إدارة بوش علانية، لكنها امتنعت عن الرد عسكرياً في جورجيا، إذ كانت منشغلة بالعراق وأفغانستان. وخرج بوتين منتصراً وقد حقق هدفه بالوقوف في وجه الغرب.
* قضية واحدة كبرى فقط
بعد الفوز في الانتخابات عام 2008، أجرى باراك أوباما مراجعة شاملة للسياسات الخاصة بروسيا، وكان المهندس الرئيسي لعملية المراجعة هو مايكل ماكفول -الأستاذ بجامعة ستانفورد- الذي ينادي بمزيد من الديمقراطية في روسيا وشغل المنصب الذي كان يشغله توماس جرهام في مجلس الأمن القومي من قبل.
وفي مقابلة أجريت في الآونة الأخيرة، قال ماكفول، إنه عندما درس فريق الأمن القومي الجديد -الذي عينه أوباما- الأهداف الأساسية للسياسة الخارجية، وجد أن ما يخص روسيا منها، يمثل عدداً قليلاً. وكان هدف واحد فقط يتعلق مباشرة بالعلاقات الثنائية مع موسكو، وهو التوصل لمعاهدة جديدة للحد من التسلح النووي.
وقال ماكفول، إن العلاقات مع موسكو اعتبرت مهمة من حيث تحقيق أهداف أخرى للسياسة الخارجية، لا لأهميتها في حد ذاتها. وأضاف: “كان هذا هو منهجنا.”
كانت استراتيجية أوباما الجديدة تجاه روسيا تسمى إعادة الأمور إلى وضع الصفر. وفي يوليو 2009 سافر أوباما إلى موسكو لبدء تنفيذها. وفي مقابلة مع وكالة إسوشييتد برس للأنباء قبل أيام من سفره من واشنطن، وبخ أوباما بوتين -الذي أصبح رئيس وزراء روسيا في 2008- بعد أن أمضى فترتين متتاليتين في رئاسة روسيا، وهو الحد الأقصى الدستوري.
وقال أوباما، إن الولايات المتحدة تطور “علاقة جيدة جداً” مع الرجل الذي اختاره بوتين خليفة له، وهو ديمتري ميدفيديف. واتهم أوباما بوتين بانتهاج “أساليب الحرب الباردة” في العلاقات مع واشنطن.
وفي موسكو، أمضى أوباما خمس ساعات في لقائه مع ميدفيديف، واجتمع ساعة واحدة مع بوتين، الذي كان يعتبر -على نطاق واسع- مركز القوى الحقيقي في البلاد.
وبعد الاجتماع قال بوتين، إن العلاقات الأمريكية الروسية مرت بمراحل مختلفة.
وقال بينما كان أوباما يجلس على بضع خطوات منه “كانت هناك فترات ازدهرت فيها علاقاتنا بعض الشيء، وفترات نصفها بأنها رمادية بين بلدينا وفترات ركود.”
وفي البداية، سارت السياسة الأمريكية على ما يرام. فخلال زيارة أوباما وافقت موسكو على زيادة كبيرة في قدرة واشنطن على شحن الإمدادات العسكرية إلى أفغانستان عن طريق روسيا. وفي إبريل 2010 وقعت الولايات المتحدة وروسيا معاهدة جديدة، للحد من الأسلحة الاستراتيجية، ما أدى إلى تقليص الترسانتين النوويتين الأمريكية والروسية.
وفي وقت لاحق -من ذلك العام- أيدت روسيا -في الأمم المتحدة- فرض عقوبات جديدة كاسحة على إيران، وعطلت بيع نظام الصواريخ المضادة للطائرات (إس 300) الروسي الصنع لطهران.
وقال خبراء، إن شهر العسل -الذي استمر عامين- كان نتيجة تواصل إدارة أوباما مع روسيا، في المسائل التي كانت تهم البلدين، مثل خفض التسلح النووي ومكافحة الإرهاب وعدم انتشار الأسلحة النووية.
أما القضايا الجوهرية التي أثارت التوترات خلال إدارة بوش، وتمثلت في الديمقراطية وجيران روسيا، فظلت -إلى حد كبير- كما هي.
* علاقة متوترة
في عام 2011، اتهم بوتين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بتنظيم مظاهرات في شوارع موسكو سراً بعد انتخابات برلمانية روسية أثارت خلافات. وقال بوتين، إن هيلاري كلينتون شجعت خصوم الكرملين “من المرتزقة”.
وادعى بوتين أن حكومات أجنبية قدمت “مئات الملايين” من الدولارات لجماعات المعارضة الروسية.
وقال بوتين، إن هيلاري كلينتون “هيأت الجو لبعض نشطاء المعارضة، وأعطتهم إشارة، وسمعوا هم الإشارة فبدؤوا عملهم النشط.”
ووصف ماكفول ذلك بأنه مبالغة جسيمة. وقال إن الحكومة الأمريكية -وجماعات أمريكية لا تهدف للربح- قدمت إجمالاً عشرات الملايين من الدولارات لدعم منظمات المجتمع المدني في روسيا ودول الكتلة السوفيتية السابقة منذ عام 1989.
وفي 2012، انتخب بوتين لرئاسة البلاد فترة ثالثة، وبدأ حملة كاسحة على المعارضة، وعمل على إعادة مركزية السلطة. وقال ماكفول إن الزعيم الروسي رفض دعوات متكررة لزيارة واشنطن عندما كان رئيساً للوزراء، وامتنع عن حضور اجتماع لمجموعة الثماني في واشنطن، عندما أصبح رئيساً مرة أخرى.
وقال ماكفول -مردداً ما كان يقوله مسؤولون في عهد بوش- إنه من المستحيل -سياسياً على رئيس أمريكي- أن يرد على التعاون الروسي في قضية
إيران -على سبيل المثال- بصمت أمريكي عن الديمقراطية في روسيا وضغوط موسكو على جيرانها.
وقال: “لن نفعل شيئاً إذا كان معناه مقايضة شراكات أو اهتمامات بشركائنا أو حلفائنا في المنطقة. لن نفعل ذلك إذا كان معناه مقايضة كلامنا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.”
وقال أندرو وايس -الخبير في الشؤون الروسية بمعهد كارنيجي للسلام الدولي- إن الخلافات حول الديمقراطية أنهت أي أمل في تحقيق تقارب أمريكي روسي، مثلما حدث في عهد إدارة بوش.
وأضاف: “هذا الصراع يؤدي -في الأساس- إلى تبخر العلاقة.”
وفي عام 2013، تردت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، ففي يونيو منح بوتين اللجوء لموظف وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن، وفي المقابل ألغى أوباما لقاء قمة مزمعاً مع بوتين في موسكو في خريف ذلك العام، وكانت تلك هي المرة الأولى التي تلغى فيها قمة أمريكية مع الكرملين على مدى (50) عاماً.
وفي الخريف الماضي –أيضاً- بدأت في كييف المظاهرات المطالبة بتقارب أوكرانيا من الاتحاد الأوروبي، وفي ذلك الوقت كان ارتياب البيت الأبيض في بوتين كبيراً، وقال وايس، إنه لم يكن يعير الكتلة السوفيتية السابقة اهتماماً يذكر.
وبلغ الحال بمسؤولي البيت الأبيض أن اعتبروا روسيا طريقاً مسدوداً في السياسة الخارجية، وليست مصدراً لنجاحات محتملة.
وأيدت إدارة أوباما خطة من شأنها تقريب أوكرانيا من الاتحاد الأوروبي وإبعادها عن الكتلة الاقتصادية التي أنشأها بوتين وتدور في فلك روسيا.
وقال منتقدون، إنه كان من الخطأ حمل أوكرانيا على الاختيار بين الجانبين.
وقال جاك ف. ماتلوك، الذي عمل سفيراً أمريكياً لدى موسكو، من 1987 إلى 1991، إن الاحتجاجات المتصاعدة -على مدى سنوات- جعلت بوتين يشعر أن الغرب يحاصره بجيران معادين.
وعلى مر القرون، كان زعماء روسيا يرون أن العلاقات الودية مع أوكرانيا مهمة للدفاع عن موسكو.
وقال ماتلوك: “أوكرانيا كانت على الدوام الخط الأحمر الحقيقي. وعندما تبدأ وخزهم في أكثر المناطق حساسية دون داع بشأن أمنهم، فستجد رد فعل يجعلهم أقل تعاوناً بكثير.”
* لين روسيا
قال خبراء أمريكيون، إن من المهم للولايات المتحدة أن ترسم استراتيجية جديدة طويلة الأجل تجاه روسيا، لا تلقي فيها المسؤولية عن الأزمة الحالية على بوتين وحده.
وقال ماثيو روجانسكي -خبير الشؤون الروسية لدى ويلسون سنتر- إن شيطنة بوتين تعكس استمرار فشل المسؤولين الأمريكيين في الاعتراف بقوة روسيا ومصالحها وأهميتها.
وقال روجانسكي: “بوتين انعكاس لروسيا. زائفة تلك الفكرة الغريبة أن بوتين سيختفي وستظهر فجأة روسيا لينة.”
ودعا مسؤول أمريكي رفيع -اشترط عدم الكشف عن اسمه- إلى استراتيجية طويلة الأجل، تستغل تعدد مزايا الولايات المتحدة وأوروبا، مقارنة بروسيا.
وقال ماتلوك السفير الأمريكي السابق، إن من المهم أن تضع واشنطن وموسكو نهاية للنمط المدمر، الذي يقوم على تصرف أمريكي أهوج يتبعه مبالغة في رد الفعل من جانب روسيا.
وأضاف: “كثير من المشكلات في علاقاتنا ترتبط حقاً بما أصفه بأفعال أمريكية مستهترة. كثير منها لا يقصد به الإضرار بروسيا، لكن التفسير الروسي كثيراً ما يبالغ في درجة العداوة ويغالي في رد الفعل.”