أكد وفد لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الأمريكية بمجلس الشورى لعدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي مواقف المملكة الثابتة تجاه مختلف قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية, وقضية الشعب السوري, والملف النووي الإيراني.
وأوضح أعضاء وفد اللجنة الذي يزور الولايات المتحدة حالياً برئاسة عضو مجلس الشورى رئيس اللجنة الدكتور خالد بن إبراهيم العواد أن موقف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله – من أزمة الشعب السوري ثابت ويتمثل في دعم الشعب السوري لبلوغ أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية.
وحث الوفد أعضاء الكونغرس بالضغط على الإدارة الأمريكية لاتخاذ موقف حازم تجاه النظام السوري لوقف المجازر وعمليات القتل, وإنهاء الوضع المأساوي الأمني والإنساني الذي يعيشه الشعب السوري .
وأشادوا بمستوى التعاون بين المملكة والولايات المتحدة والتنسيق مع الدول المعنية بالسلام والاستقرار في المنطقة.
جاء ذلك خلال اجتماع وفد مجلس الشورى في مقري مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكيين بواشنطن أمس مع كل من عضو مجلس الشيوخ السيناتور جون ماكين, وعضو مجلس النواب رئيس لجنة الاستخبارات بالمجلس مايك روجرز وعضوي مجلس النواب تد دويتش, ودتش ربرزبرجر.
ونوه الدكتور العواد إلى التدخل الدولي وبخاصة الولايات المتحدة في الأزمة السورية حينما استخدم النظام الأسلحة الكيماوية لقتل الشعب في الغوطة, في حين هناك صمت دولي تجاه المجازر التي يرتكبها النظام في المناطق المحررة بكافة الأسلحة بما فيها البراميل المتفجرة, وكأن العالم يوجه رسالة لرئيس النظام بجواز استخدام جميع الأسلحة لقتل الشعب عدا الأسلحة الكيماوية!!.
وحذر من أن استمرار الحرب في سوريا ينذر بكارثة في المنطقة, حيث ستؤول إلى مرتع خصب للجماعات المتطرفة التي تدعم الإرهاب والتطرف الفكري.
وأطلع رئيس وفد المجلس النواب الأمريكيين على الأمر الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين بتجريم كل من يشارك في الأعمال القتالية خارج المملكة، أو ينتمي إلى الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة، أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً. منوهاً إلى أن الأمر الملكي يأتي في سياق الجهود التي تبذلها المملكة لمكافحة الإرهاب والتطرف الديني والفكري ومنها نظام مكافحة الإرهاب الذي صدر مؤخراَ.
ولفت النظر إلى مطالبة المملكة القوات الإيرانية وميليشيات حزب الله بالانسحاب من الأراضي السورية.
وشرح أعضاء الوفد موقف المملكة من الملف النووي الإيراني في ضوء المحادثات التي تجريها الدول دائمة العضوية الدائمة بمجلس الأمن زائد ألمانيا ( 5+ 1 ) مع إيران بشأن برنامجها النووي, وأوضحوا أن المملكة تؤيد الحل السلمي لهذا الملف إذا ما صدقت النوايا الإيرانية.
وطالبوا باطلاع المملكة على فحوى المحادثات بين الجانبين وما تسفر عنه من اتفاقات, لتبديد المخاوف الخليجية من النوايا الإيرانية, التي تعززها تدخلاتها في الشؤون الداخلية لعدد من دول الجوار وبخاصة في البحرين واليمن والعراق, فضلاً عن تدخلها المباشر في سوريا لدعم النظام.
كما طالبوا بالضغط على إيران بالتخلي عن التدخل في شؤون دول المنطقة, والعمل على استقرار منطقة الخليج العربي.
من جهته أكد عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور جون ماكين خلال اجتماعه بوفد الشورى أن المملكة العربية السعودية حليف استراتيجي للولايات المتحدة, معرباً عن تقديره لموقفها الداعم للشعب السوري في أزمته الحالية مع النظام.
كما عبر عن تقديره للجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره, ولدورها المحوري في السلام والأمن الإقليمي والدولي والتنمية في دول المنطقة.
وقال :” إنني أحيي الدعم الذي تقدمه المملكة للشعب السوري في مقاومته للنظام وآلته العسكرية”.
وأبدى قلقه لما يتعرض له الشعب السوري من عمليات قتل ممنهجة, وتجويع وتشريد يمارسها النظام في وقت يقف العالم موقف المتفرج.
وشكك في نجاح مفاوضات الدول الست مع إيران وقال ” إنهم أي الإيرانيين غير مستعدين لذلك”.
وأكد النائب ورئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب أن العلاقات بين المملكة وواشنطن علاقات استراتيجية, مشدداً على أهمية العمل على تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة لبلدين والشعبين الصديقين.
وعبر خلال الاجتماع عن قلقه من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للبحرين واليمن وفي سوريا.
وقال روجرز لأعضاء وفد مجلس الشورى ” إننا نقف مع أصدقائنا في المنطقة, والرسالة التي جئتم من أجلها وصلت وهي رسالة واضحة”.
من جانبه عبر النائب بمجلس النواب تيد دويتش عن قلقه من استمرار المجازر التي يرتكبها نظام بشار بحق الشعب السوري, ووصف استخدامه للبراميل المتفجرة لقتل المدنيين بأنها عملية قذرة.