مناقشات بشأن مستجدات واحتياجات التدريب التقني والمهني في مكة المكرمة 25 يومًا على دخول الشتاء أرصاديًّا موسم الرياض يطلق تذاكر نزال Fury vs Usyk Reignited يوم 21 ديسمبر النيابة: المشمول بالحماية له الحق في الإرشاد القانوني والنفسي أبرز الاشتراطات الجديدة لعمل مغاسل الملابس والمفروشات هاريس تتصل بـ ترامب فماذا دار في المكالمة؟ نيوم تستضيف لقاء هدد السنوي 2024 للحفاظ على سلالات الصقور تشغيل رادار حديث للطقس في رفحاء الأسهم الأمريكية تفتتح على ارتفاع بعد فوز ترامب يايسله: الرائد من الفرق الصعبة ولكننا نملك الحلول
شاهد العديد من الناس في الأجزاء الغربية من المملكة العربية السعودية ظهورَ جرم لامع في السماء ومن ثم سقوطه نحو الأرض، وذلك يوم الخميس 16 يناير في الساعة 08:11 مساءً بالتوقيت المحلي، واختلفت التفسيرات في ذلك الوقت حول هذا الجرم، والاحتمالات تراوحت ما بين نيزك أو صاروخ أو طائرة محترقة أو حطام قمر صناعي.
وبعد مشاهدة المقاطع المتعددة التي انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، فقد كان منظر الجرم يؤشر بشكل واضح أنه حطام لقمر صناعي، ففي العادة يبدأ الحطام الساقط كشيء محترق لامع وكبير ومن ثم ما يلبث أن يتفكك إلى عدة أجزاء محترقة، وهذا ما بينته مقاطع الفيديو، حيث تبين أوضحها أنه انقسم إلى خمسة أجزاء محترقة أثناء سقوطه نحو الأرض.
وبعد البحث في حطام الأقمار الصناعية المرشحة للسقوط نحو الأرض، تبين أن هناك حطام كان من المتوقع سقوطه على الأرض فوق تلك المنطقة وفي نفس ذلك الوقت، واسمه (Chinasat 9 Rocket) وهو في الواقع ليس قمراً صناعياً فعالاً، بل هو إحدى مراحل الصاروخ التي أطلقت القمر الصناعي الفعال عام 2008م. وبتتبع مسار حطام القمر الصناعي قبل سقوطه نحو الأرض نجد أن الحطام كان يتجه من الغرب إلى الشرق، وأنه بدأ يظهر في سماء الأجزاء الغربية من المملكة خاصة المنطقة الواقعة ما بين المدينة المنورة وجدة في الساعة 05:23 مساءً، وكان الحطام حينها يقع فوق جنوب مصر، وذلك يظهر في الصورة رقم (1)، بحيث يقع الحطام في منتصف الصورة وتحيط به دائرة معتمة وهي المناطق التي كانت ترى الحطام في ذلك الوقت، أما الصورة رقم (2) فهي صورة مكبرة وتبين موقع حطام القمر الصناعي في الساعة 07:23، ويتضح منها أن الحطام دخل المملكة ما بين ينبع ورابغ، وكان حينها مُشاهد من الأردن شمالاً وشمال اليمن جنوباً ومن الرياض شرق.
والصورة رقم (3) تبين موقع الحطام في الساعة 09:23، وكان حينها يقع في وسط المملكة وكان لا يزال مشاهداً من معظم الأجزاء الغربية من المملكة، وبمشاهدة مقاطع الفيديو التي صورها الشهود، نلاحظ أن معظم مقاطع الفيديو تُظهر الحطام يتجه من اليمين إلى اليسار، في حين أن القليل منها تظهره يتجه من اليسار إلى اليمين، وهذا مطابق للواقع ويؤكد أن ما تم مشاهدته هو حطام القمر الصناعي، فالحطام كان يتجه في الفضاء من الغرب إلى الشرق، فأما بالنسبة للمناطق التي تقع شمال رابغ (وهذا يشمل المدينة المنورة وينبع والقاحة وبدر)، فإن الحطام قد مر بالنسبة لها من جهة الجنوب، والجرم الذي يتحرك من الغرب إلى الشرق ماراً بالجنوب فإنه يتحرك في السماء من اليمين إلى اليسار، وأما بالنسبة للمناطق الواقعة جنوب رابغ وهذا يشمل جدة، فإن الحطام قد مر بالنسبة لها من جهة الشمال، والجرم الذي يتحرك من الغرب إلى الشرق مارا بالشمال فإنه يتحرك في السماء من اليسار إلى اليمين، وبالنظر إلى مقاطع الفيديو في هذه المناطق نجد أن جميعها متفق مع هذه الحقيقة.
ونلاحظ من بعض مقاطع الفيديو أن الحطام قد مر بجانب القمر الذي كان موجودا في جهة الشرق تقريباً، وهذا يعني أن الحطام الذي بدأ بالاحتراق من فوق مصر قد استطاع عبور البحر الأحمر وعبور المنطقة الغربية من المملكة وصولاً إلى جهة الشرق بالنسبة لغرب المملكة، ولكن من الصعب تحديد مكان سقوطه على الأرض بدقة، ولكن بما أنه بدأ بالاحتراق من فوق مصر، وبما أنه لم ترد أي تقارير على رؤيته من الأجزاء الجنوبية الشرقية من المملكة أو من سلطنة عمان، وبسبب سقوطه العامودي الحاد الذي يظهر في بعض مقاطع الفيديو الملتقطة من غرب المملكة، فإنه على الأغلب سقط على الأرض ما بين المنطقة الوسطى وصحراء الربع الخالي في المملكة.
وتجدر الإشارة إلى أن دخول القمر الصناعي للغلاف الجوي الأرضي سيكون مرئياً أحياناً بالعين المجردة حتى أثناء النهار، إذ إن احتكاك القمر مع الغلاف الجوي سيؤدي إلى توهجه بشكل شديد وانقسامه إلى عدة أقسام، وفي السنة الواحدة تدخل حوالي 400 قطعة حطام من الأقمار الصناعية إلى الأرض، تصل منها واحدة إلى سطح الأرض كل أسبوع كمعدل. وفي عام 2013م سقط على الأرض من حطام الأقمار الصناعية ما تساوي كتلته 75 طناً، وتكمن الصعوبة في تحديد موقع سقوط القمر الصناعي بدقة في عامليْن: الأول هو صعوبة معرفة الهيئة الدورانية التي سيدخل فيها القمر الصناعي (غير الكروي) الغلاف الجوي، فالقمر أثناء سقوطه يدور حول نفسه حركة دورانية عشوائية، وعدم معرفة هذه الهيئة سيجعل من الصعب بمكان حساب قوة احتكاك القمر مع الغلاف الجوي. والعامل الثاني هو خصائص الغلاف الجوي العلوي، فهذا الجزء من الغلاف الجوي يتمدد عند وجود نشاط شمسي مرتفع وينكمش عند انخفاض النشاط الشمسي، وهذه الفترة تشهد انفجارات ونشاط شمسي كبير، وهذا يؤثر بدوره على كثافة الغلاف الجوي والتي بدورها تؤثر على قوة احتكاك القمر الصناعي مع الغلاف الجوي.