طقس غير مستقر في تبوك والشمالية غدًا رئيس الشباب عن صفقة الحربي: بحثت عن مصلحة النادي “الفريق خسر فنيًّا”.. المنجم يكشف كواليس انتقال تمبكتي للهلال المجلس العسكري في مالي يقيل رئيس الحكومة بسبب انتقاداته مصادرة أكثر من 20 ألف رتبة وشعارات عسكرية بالرياض وغلق محلين العرب والنجوم علاقة وجود وحياة الجنيه الإسترليني ينخفض مقابل الدولار ويرتفع مقابل اليورو مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق تعاملاتها على استقرار هل إغلاق سخان المياه أثناء الاستحمام ضروري؟ كيف استعدت أمانة الشرقية لموسم الأمطار؟
نشرت صحيفة “سوبر” الرياضية الإماراتية تقريراً مطولاً عن التعصب الرياضي الذي يسود الأوساط الرياضية السعودية في الوقت الحالي, حيث أكدت الصحيفة أن هناك حالات احتقان وفوضى عارمة يعيشها الوسط الرياضي السعودي, فلقد بلغ التعصب مداه متقوقعاً في الاتجاهات الأربعة، وهناك من يرى أنه بات يضرب في صميم اللحمة الوطنية.
وأشارت الصحيفة الإماراتية أيضاً إلى أن التعصب الرياضي انتشر داخل الأحياء والمدن والمدارس والمنازل والعمل، تغلغل بين الصغار والكبار من خلال وسائل الإعلام التقليدية والحديثة, وهذا الأمر جعل النخب الرياضية والدينية والمجتمعية والنفسية تنادي للخلاص من شباك التعصب ومخالبه الشيطانية بأسرع وقت وبأقل ضرر.
وفيما يلي التقرير الذي أعده الزميل عبدالكريم الخريجي ونشرته صحيفة “سوبر” الشهيرة:
“سوبر” تفتح الملف الشائك والمعقد وتلتقي بعديد من المختصين في الأوساط ذات الارتباط بالحراك الرياضي من أجل الوقوف على هذه “الظاهرة”، والسعي لإيجاد علاج لها ودرء المجتمع من المخاطر التي ينفثها التعصب. رئيس لجنة حكام كرة القدم عمر المهنا يشير إلى أن الرياضة منتشرة بين جميع فئات وشرائح المجتمع وعلى وجه الخصوص كرة القدم لكن الناس عكسوا مفهوم الرياضة التي هي للألفة والمحبة والتقارب لكن ما نشاهده من تعصب له أضرار كبيرة وبخاصة في مسألة التشنجات بين الأقرباء والإخوان التي قد تتسبب في قطيعة الرحم وهجر الأقارب بسبب التعصب لنادٍ دون آخر. وهذا يحرمه الدين جملة وتفصيلاً.
أما الدكتور عبدالرحمن القحطاني اللاعب السابق لنادي الهلال والمنتخب السعودي في الثمانينات الميلادية والحاصل على شهادة الدكتوراه في الإعلام تخصص (الإعلام النفسي) من المملكة المتحدة، فقد أكد أن التعصب له أضرار خطيرة في تفكيك الأواصر للمحبة بين أبناء البلد الواحد. فما يدور الآن في دول ليست بالبعيدة عنا كان يستغل شعبه بالنكات والسخرية مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعية والإعلام الرقمي هي من الأدوات المحفزة والمؤثرة بشكلٍ كبير في عقليات الكثير من الشباب ومن أخطر العوامل في زيادة التعصب بكونه أي التعصب الرياضي يؤدي إلى الاحتقان والضغينة والعنف والعنصرية وهذا الأمر هو الأخطر على البناء الاجتماعي ووظائفه.
كما أن الدكتور صلاح السقا أستاذ علم النفس الرياضي قد أكد أن الانفعالات غير المبررة تفقد التوازن وتصيب بالأمراض وهي بلا شك تفشت كثيراً وتجب معالجتها.
أما مدرب الهلال سامي الجابر فقد أكد أن الإعلام هو من الأسباب والركائز في التعصب والتشنجات التي تصيب الجماهير مؤكداً أن اللاعبين ليس لديهم تعصب أبداً لكن الإعلامي عندما يأخذ تصريح ولو كان بمساحة السطرين فإنه يحوره بطريقة غير محببة لانتقاص الآخرين ويحاول أن يثير الموضوع بشكلٍ أو بآخر, لرغبات تسويق وتوزيع للمنتج.
أما الدكتور والداعية الإسلامي خالد الدايل حارس الهلال والمنتخب السعودي في أوساط الثمانينات إلى منتصف التسعينات وهو من جلب أول بطولة أسيوية للهلال عندما تصدى لركلة الترجيح الأخيرة أمام الاستقلال الإيراني عام 1991م وصاحب أكبر رقم للحراس السعوديين عام 1997م.، عندما لم يلج مرماه في موسم كامل سوى سبعة أهداف لم يكسر إلى الآن فقال: التعصب الرياضي الآن أصبح منظومة متكاملة ولم يعد الإعلام هو السبب الرئيسي بل إن الإعلام معزز.. لكن المشكلة تبدأ من الأب والأم هم من يغذون التعصب وهي تصل أحياناً للعقوق والعناد بسبب تعصب الأب لنادٍ معين ثم يطلب من ابنه تشجيع نفس النادي ويرفض الابن ويشجع النادي الآخر وهنا تبدأ أمور كثيرة غير محببة.
وأضاف الدايل أن التعصب لم يعد تعصباً للون أو نادٍ فقط بل إن بعض التشنجات تظهر على الهواء تعرض وتخدش الحياء وعبارات مسيئة وجارحة وحتى إنها وصلت للطعن في الدين وهذه مصيبة حقيقية والإصلاح يبدأ من البيت ورعاية الشباب حتى أصغر مشجع. لأن أصل التعصب ناشئ من الكبر… وهو عدم ظهور الحق حتى لو كان هناك دليل. ولو راقب كل مشجعٍ ألفاظه لما وصلت الأمور لهذا حتى أصبحت مصيبة.
وأكد الدايل أن هناك إعلاميين محترمين وينبذون التعصب وهناك إعلاميين متخصصين في دعم التعصب والتحرش وهذه مشكلة كبرى.
أما الإعلامي “الشهير” أحمد الشمراني فقال الوسط الرياضي لدينا من موسمٍ إلى آخر يرتفع فيه معدل “الاحتقان” لدرجة فلتت حتى من العقلاء كلمة الحق ليس خوفاً منها ولكن من تبعاتها “الصمت حكمة”.
قصص واقعية:
* يؤكد الدكتور خالد الدايل أن هناك قصة وقفت عليها بنفسي بعد مباراة بين فريقين كبيرين ولن أسميهما حتى لا اتهم بالتعصب وكان الأب يشجع فريقاً والزوجة تشجع الآخر وانهزم فريق الزوج وعندما عاد للمنزل وجد زوجته لابسة لباس فريقها الفائز تنورة وبلوزة وعلى الفور رد الرجل تتحديني أنت “طالق”.. ويؤكد الدايل أنها وصلت حتى للمراجعين للدوائر الحكومية فإذا عرف أنك تنتمي لفريق آخر عطل معاملاتك… وهذه ظواهر أخرى كثيرة جداً.
* مدرس عاتب أحد الطلاب وضربه لأنه لبس لباساً غير ناديه المفضل… ووالد الطفل رفع قضية على المدرس لدى الجهات المختصة.
* أم عبدالرحمن تحكي بأن زوجها يرفض بأن ترتدي لون الفريق المنافس لفريقه وتقول إنه يطلب مني أن ارتدي لون فريقه المفضل وأخضع لذلك خوفاً من أن يتخذ موقفاً وبالتالي تبدأ المشاكل لدينا وتعترف أم عبدالرحمن بأنني أضطر إلى التنازل في الكثير من الأمور حتى إنني أشجع فريقه وأدعو الله أن يفوز لأنه يتعصب وبالتالي لا يكلمنا وكأننا الذين تسببنا في خسارة فريقه المفضل.
* لاعب الهلال “السابق” محمد النزهان يحكي: “تعرضت لموقف في إحدى الدوائر الحكومية وعندما سلمت المعاملة للموظف رفض أن ينجزها وعطلني كثيراً وحضر موظف آخر يشجع الهلال سلم علي وأخبرته بأنني تعطلت وتأخرت معاملتي وطلبت منه أن يحاول يكلم صاحبه لينهي معاملتي ورفض وصاح بوجهي ما ني مخلصك أنت والله بكيتني في مباراتنا ضدكم حاولت إفهامه فرفض وقال والله ما انهي معاملتك ثم أتى موظف آخر وأخذ منه المعاملة والحمد لله أنهى معاملتي… وأكد أن اللاعبين يتعرضون لهذه المواقف كثيراً.
المنابر “تصدح”: خصص العديد من الأئمة وخطباء المساجد في العديد من الخطب ليوم الجمعة كلمات المناصحة والندوات للشباب بغية تهدئة حدة التشنجات والتعصب لدى الرياضيين والتي بلغت أمداً بعيداً وتجاوزت كل الخطوط الحمراء.
* الدعوة حسب الميول: تفشت في الأوساط الاجتماعية ومناسباتها ظاهرة الدعوة حسب الميول فحتى في الزواجات تكتب على بطاقات الدعوة “ممنوع حضور أنصار الفريق” المنافس ويذكر اسم الفريق أما الهلال أو النصر أو الأهلي أو الاتحاد وغيرها من الفرق الأخرى الصغيرة وبخاصة الصغيرة منها وفرق المدينة الواحدة.
Reema
صحيح وهاذى الشئ لا يمكن ان ننفيه في المجتمع السعودي