المذنّب آيسون يثير حَيْرة العالم حول مصيره

الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٧:٠١ مساءً
المذنّب آيسون يثير حَيْرة العالم حول مصيره

أكّد المهندس محمد شوكت عودة -مدير مركز الفلك الدولي- أن أمس الخميس -الموافق للـ28 من نوفمبر، لم يكن يوماً عادياً لعلماء الفلك، وأوقع بعض وكالات الفضاء ووكالات الأنباء العالمية في بلبلة إصدار تصريحات غير دقيقة عن مذنب آيسون.

وأوضح عودة أن المذنب آيسون مرّ بالأمس في أقرب نقطة من الشمس، وهو عبارة عن كتلة كبيرة من الجليد المخلوطة بالأتربة والصخور. وأضاف أنه في العادة تكون نواة المذنب صغيرة لا تتعدى 60 كيلومتراً، إلا أن الهالة المحيطة به والمكونة من الجليد الذائب والأتربة، تصل إلى آلاف أو حتى ملايين الكيلومترات.

وقال عودة، إنه مع اقتراب المذنب من الشمس -ونتيجة لضغط الرياح الشمسية والحرارة- يتكون المذنب ويزداد حجمه كلما اقترب من الشمس، وقد يصل طوله إلى ملايين الكيلومترات.

وأضاف عودة أن قطر نواة مذنب آيسون واحد كيلومتر فقط، وأنه أكتشف يوم الـ21 من سبتمبر 2012م، وكان يقع على بعد 935 مليون كيلومتر من الشمس، وكان لا يرى إلا باستخدام التلسكوبات الكبيرة، وبمرور الأيام -ومع اقترابه من الشمس- ازداد لمعانه، إلى أن أصبح مرئياً بالتلسكوبات الصغيرة، ابتداءً من أوائل شهر أكتوبر الماضي.

وأوضح عودة أن المذنب شهد يوم الـ12 من نوفمبر الماضي بعض الانفجارات التي أدت إلى ازدياد لمعانه، وأصبح مرئياً بالعين المجردة ابتداءً من يوم الـ14 من نوفمبر، وقد استطاع المهتمون رؤيته بالعين المجردة في جهة الشرق قبل شروق الشمس بقليل منذ أيام مضت.

وأضاف عودة أن المذنب -باقترابه من الشمس- وصل إلى نقطة الحضيض -أقرب نقطة إلى الشمس- وذلك يوم أمس الخميس الـ28 من نوفمبر في الساعة 18:38 بتوقيت غرينتش، وكان على مسافة مليون و150 ألف كم من سطح الشمس، وهذه تعتبر مسافة قريبة جداً، لدرجة أن مثل هذه المذنبات تسمى المذنبات الملامسة للشمس.

وأكد عودة أنه لا أحد يستطيع التنبّؤ بمستقبل المذنبات الملامسة للشمس، فبعضها يتلاشى نتيجة للتسخين العالي جدّاً، بسبب قربه من الشمس ولا يصبح له وجود، والبعض يستطيع الإفلات، ونتمكن من رؤيته في السماء مرة أخرى، بعد وصوله للحضيض.

وأوضح عودة أن المذنب آيسون لم يكن أحد على علم بمصيره، ولحسن الحظ، فهناك تلسكوبات في الفضاء مخصصة لرصد الشمس، وتوضع صورها على شبكة الإنترنت أولاً بأول، وقد كان المذنب ظاهراً في هذه الصور يوم أمس، مشيراً إلى أن أشهر هذه التلسكوبات التلسكوب الشمسي “سوهو”، الذي جذب موقعه ملايين المشاهدات يوم أمس لرؤية مرور المذنب بالقرب من الشمس.

وأضاف عودة أن الضغط الهائل على الموقع الإلكتروني للتلسكوب، أدى إلى توقفه مرات عدة، وكان علماء الفلك والمهتمون يراقبون الصور أولاً بأول، وقد لاحظ العلماء -بعد الدقائق الأولى من عبور المذنب- أنه لم يعد له وجود، فتسرع البعض وأعلن وفاة المذنب واختفاءه.

وأشار عودة إلى أنه من أشهر من تداول هذا الخبر وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الأنباء بي بي سي، وكثير من هواة الفلك، إلا أنه كان لوكالة الفضاء الأمريكية رأي آخر، ففضلت التريث، وبالفعل ظهرت صور التلسكوب الشمسي “سوهو” شيئاً فشيئاً بعد ذلك.

وأوضح عودة أن هناك تضارباً في آراء علماء الفلك حول الصور التي ظهرت، فمنهم من يرى أنها تمثل الغبار الذي يخلفه المذنب، ومنهم من يؤكد أنها لنواة المذنب نفسها، مشيراً إلى أن استجلاء الأمر يحتاج إلى ساعات أخرى للتأكد من مصير المذنب.

ولفت عودة النظر إلى التصريحات المنسوبة لـ”بروس بيتس” -مدير المشاريع في جمعية الكواكب العالمية الشهيرة- وقوله فجر اليوم: “من الواضح الآن أن المذنب آيسون، إما أنه استطاع النجاة أو أنه لم يستطع النجاة أو كليهما!”.

وقال الراصد الفلكي “باتامس”، إنه راقب -هو وفريقه- ما يقرب من ألفي مذنب عابر للشمس، إلا أنهم لم يشاهدوا شيئاً كالذي فعله المذنب آيسون.

وفي الساعة الثانية فجراً، أصدرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تصريحاً أن مصير المذنب ما زال غير معروف، ونشرت بي بي سي خبراً يفيد أن المذنب ربما ما زال على قيد الحياة.

وفي ما يلي بعض الصور التي تشرح الموضوع:

–        الصورة الأولى: صورة للمذنب يوم أمس في الساعة 15:42 بتوقيت غرينتش قبل وصوله للحضيض.

–        الصورة الثانية: صورة للمذنب يوم أمس في الساعة 15:51 بتوقيت غرينتش، قبل وصوله للحضيض.

–        الصورة الثالثة: من الصور الأولى للمذنب بعد الحضيض، يوم أمس في الساعة 20:36 بتوقيت غرينتش، وتظهر آثاراً له استطاعت البقاء بعد مروره في الحضيض.

–        الصورة الرابعة: من الصور الأولى للمذنب بعد الحضيض، يوم أمس في الساعة 23:30 بتوقيت غرينتش، وتظهر آثاراً له استطاعت البقاء بعد مروره في الحضيض.

–        الصورة الخامسة: صورة للمذنب اليوم الجمعة الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش، وتظهر آثاراً له استطاعت البقاء بعد مروره في الحضيض.

c4

c2

c3

c5

إقرأ المزيد