بيَّن فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب للمسلمين -في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام- أن ليلة القدر سميت بهذا الاسم لعظم قدرها وعلو شأنها؛ ولما يقدره الله فيها من القضاء ويقسمه من الأرزاق والآجال، أنزل الله فيها القرآن وباركها وأنزل في شأنها سورةً كاملة، والموفِّق من تحراها بقيام الليالي كلها واجتهد وصدق في تطلبها؛ فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
وأضاف: كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالناس حتى يخشون فوات السحور وكان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فيلازم المسجد ويعمر ليله ونهاره بالعبادة ويتحرى مع الصحب الكرام في هذه الليالي ليلة القدر.
وأوضح آل طالب أن الله تعالى قد شرع لعباده في ختام شهر رمضان زكاة الفطر، وهي واجبة بالإجماع كما أنها وجه مشرق في محاسن هذا الدين العظيم حيث العيد للغني والفقير والواجد والمعدم وقال: “وعلى الجميع أن يحرصوا على أدائها لمستحقيها، ومقدارها صاع من تمر أو صاع من شعير أو طعام غالب من قوت أهل البلد كالبر أو الأرز، وتخرج في البلد الصائم ويجوز نقلها إلى بلد أهله أكثر حاجة، ووقتها من قبل العيد بيوم أو يومين إلى ما قبل صلاة العيد، ثم أداء صلاة العيد مع المسلمين، واصطحاب الأولاد والنساء، فهي شعيرة ظاهرة من شعائر المسلمين، ويسن التكبير ليلة العيد وصبيحة العيد حتى يدخل الخطيب، ويُجهر بالتكبير في الأسواق والطرقات.
وألمح “آل طالب” إلى أن أعياد المسلمين تميزت عن أعياد الجاهلية بأنها قربة وطاعة لله وفيها تعظيم الله وذكره بالتكبير في العيدين وحضور الصلاة في الجماعة وتوزيع زكاة الفطر وإظهار الفرح والسرور على نعمة الدين ونعمة تمام الصيام، فابتهجوا بعيدكم واشكروا الله على التمام واسألوه القبول وحسن الختام.
وفي المدينة المنورة أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم -في خطبة الجمعة اليوم- أن المسلم إذا أكمل
العمل وأتمه وجب عليه الخشية من عدم قبوله أو فساده بعد قبوله، فالخوف على العمل أن لا يتقبل أشد من العمل نفسه, قال تعالى: “إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ” (سورة المائدة-آية 27), ومن عمل طاعةً فعلامة قبولها أن يصلها بطاعةٍ أخرى وعلامة ردها أن يعقب تلك الطاعة بمعصية، فما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحوها , وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها.