عدد السيارات المؤثرة على استحقاق الضمان الاجتماعي بحث آفاق التعاون والتنسيق في اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية السادس منصة أبشر حلول تسابق الزمن لخدمة أكثر من 28 مليون هوية رقمية دليل فني لتعزيز المحتوى المحلي في قطاع الخطوط الحديدية السعودية تقدم دعمًا اقتصاديًّا جديدًا بـ 500 مليون دولار لليمن طريقة سداد غرامة تجديد بطاقة الهوية الوطنية السعودية تدين وتستنكر بأشد العبارات حرق قوات الاحتلال مستشفى في غزة طريقة التحقق من السجل التجاري للمنشأة ضبط أطراف مشاجرة في تبوك وآخر وثق ونشر محتوى بذلك أمطار غزيرة وإنذار أحمر في الباحة
كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف بدولة تونس الشقيقة الدكتور نورالدين الخاتمي عن بعض مظاهر طمس معالم الدين وأحكام الشريعة الإسلامية إبان الحكم السابق لدولة تونس الممتد لربع قرن من الزمان، استخدم من خلالها النظام الدين تسييساً لأنظمته وقوانينه، ومنع العلماء من تعليم الناس، وإيقاف البرامج والأنشطة الدعوية المختلفة، وتعطيل الأوقاف نهائياً.
وأشار الخاتمي إلى الصعوبات التي ستواجهه لإعادة مكانة الدين في نفوس الناس، موضحاً أن الحكمة والموعظة الحسنة مع الإرادة والعزيمة سلاح وزارته في مواجهة تلك التحديات.
وتطرق الوزير التونسي في حواره مع “المواطن”، إلى أهمية الوقف ودوره في حياة المسلمين أفراداً وجماعات وفي حياة الإنسانية جمعاء.
فإلى نص الحوار الذي اقتطفناه أثناء زيارته لمكة المكرمة:
* بداية معالي الوزير، كيف كان وضع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في تونس قبل تقلدكم منصبها؟
– كانت وزارة الأوقاف من أضعف الوزارات على المستوى الهيكلي والقانوني والمادي والفني، وهذا كله كان بسبب عدم العناية بالشؤون الدينية في الفترة الماضية، حيث كانت هذه الوزارة مهمشة، وليس لها دور باستثناء حالات قليلة، وباستثناء بعض الفضلاء من اهل العلم والدعوة والوعظ والإرشاد وبعض الخيرين الذين عملوا على تبليغ الصوت الديني والعناية بشؤونه وبالعلم الشرعي.
* وكيف كنتم تنظرون لهذا المشهد السالف؟
– لقد كان هذا المشهد العام مشهداً متردياً، حيث إن هذا الوزارة لم يكن لها وجود ولا هوية لها، فكانت رأساً بلا جسد، وهي تشتغل بميزانية من أضعف وأقل ميزانية الدولة، وعدد موظفيها قليل، ومصالحها قليلة كذلك.
* وماذا عن الأوقاف التي تتبع الوزارة؟ وكذلك النشاط الدعوي؟
– الأوقاف في عهد النظام السابق ألغيت بالكامل بعد الاستقلال بنص القانون وعطلت شؤونها نهائياً، كما أغلق جامع الزيتونة عن الدروس العلمية الشرعية وعن إلقائها، ومنع الوعاظ من ممارسة الوعظ وإرشاد الناس، والدعوة إلى الله سبحانه تعالى لأكثر من أربعين سنة، كما لم يكن للوزارة في تلك الحقبة مجلات ولا نشرات، ولا نشاط اجتماعياً باستثناء صلوات الجمع، وما يقوم به بعض أهل الإحسان من المتبرعين، فلم تكن هذه الوزارة بمستوى التطلعات والآمال.
* وماذا فعلتم حينما تقلدتم مؤخراً منصب هرم هذه الوزارة بعد سقوط النظام السابق؟
– عندما تولينا المسؤولية عملنا على الإصلاح الشامل على المستوى القانوني والهيكلي والتنظيم الإداري والمالي، وكذلك الإصلاح على مستوى المضمون في كافة الشؤون (خطابة وإمامة ودروساً وثقافة وتوعية اجتماعية ورعاية المساجد والحج والعمرة والإعلام.. وغير ذلك مما يتعلق بهذه الوزارة).
* هل وزارتكم كانت موجودة بكيانها؟ أم أنكم أنشأتم وزارة جديدة؟
– الوزارة في التسمية والشكل كانت موجودة منذ سنوات دون المحتوى، وكأن إحداث وزارة بالشكل الذي كانت عليه في تونس في العهد السابق (عهد بن علي) يقصد به التجميل والديكور وإضفاء الطابع الشرعي الإسلامي على النظام السياسي السائد في تلك الفترة البائدة.
وفي الحقيقة أن الوزارة إذا كانت هي وزارة شؤون دينية لا بد أن يكون الاسم منطبقاً على المسمى، وهو أنها تعنى بالشأن الديني، بمعنى الخطاب الديني والتوعية الإسلامية والأوقاف، والحج والعمرة، وبمعنى بناء المساجد وتأسيس الكتاتيب القرآنية، والعناية بكتاب الله والسنة النبوية الشريفة، والعناية بالأئمة والخطباء والوعاظ، وبالإعلام الديني … وغيرها من معاني الشريعة والشؤون الدينية، وكل هذه المجالات في العهد السابق كان مجالات مهمشة، باستثناء حالات قليلة كما ذكرتها آنفاً.
* ذكرتم في حديثكم أن بعض الفضلاء كانوا يقومون في السابق على الرغم من قسوة النظام بتبليغ بعض من معاني الدين، كيف كان ذلك؟
– نعم كان هؤلاء الفضلاء يعملون بما يستطيعون، لكنهم كانوا يمرون بظروف صعبة وصعبة جداً، حاولوا جاهدين أن يحتكوا بالناس، ويبلغوا الشأن الديني للمجتمع، ويسهموا في التنمية وبناء الإنسان، وفي تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة والسكينة، وقد واجهوا ما واجهوا من الكثير من المتاعب والصعوبات والمضايقات من نظام بن علي.
* ما تطلعاتكم التي تنظرون إلى تحقيقها مستقبلاً مع هذا الجم الكبير من الصعوبات التي تواجهكم؟
– نحن بالفعل أمامنا إصلاح عظيم جداً، وأمامنا مشوار طويل جداً، لا تكفي فيه السنة ولا السنتان، حتى تعيد بناء ما فسد خلال أكثر من (50) خمسين سنة، وهذا يحتاج منا أولاً إلى إرادة وعزيمة، ونحن عازمون بحمد الله سبحانه وتعالى على أن يكون الشأن الديني شأناً له اعتباره في البلاد، مثل أي شأن آخر في المجتمع، ومثل أي دولة أخرى تعتني بالدين الإسلامي باعتباره المرجعية الإسلامية للدول العربية والإسلامية، كما يحتاج منا بعد الإرادة والعزيمة لا بد أيضاً من التخطيط والنظر والبرمجة بما يجعل هذا الشأن الديني شأناً مبنياً على قواعده المعرفية وعلى حسن التخطيط وعلى الاستناد إلى القانون، مع الدعم المالي وتوفير الميزانية الكافية، كما علينا دعم الإعلام للتعريف بمستوى هذه الوزارة ودورها في تنمية الإنسان، وفي بناء الأمن والأمان، ومنع حالات الإفراط والتفريط، وتحقيق الشخصية الإسلامية المعتدلة والمتزنة، والإسهام في بناء المجتمع الوطني المسلم الذي يبنى على أساس العدالة والكرامة والمواطنة، وعلى أساس الاعتزاز بالدين والعقيدة والأحكام والمبادئ الإسلامية، وعلى أساس ترسيخ هذه الثقافة الإسلامية في نفوس الناس بطريقة علمية مقنعة بالبيان خالية من العنف والإكراه، وإبراز معاني الإسلام ومحاسن الحضارة الإسلامية، وأيضا باعتماد منهج القدوة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.
* ذكرتم معالي الوزير في ثنايا حديثكم عن منع الدعاة وتعطيل الأوقاف.. هل من توضيح أكثر للقراء؟
– الأوقاف ألغيت بالقانون إلغاء نهائياً، وترتب على الإلغاء التعطل والمنع؛ ولذلك الأوقاف ممنوعة ومعطلة منذ أكثر من (50) سنة، فحرم الشعب التونسي من أوقافه وحبسها، كما حرم من ريعه المادي التنموي الاقتصادي، والريع العلمي التربوي الحضاري.
فالوقف وعاء تربوي علمي معرفي وهو حكم شرعي وتكليف إسلامي إلهي، فهو مع ذلك وعاء للتنمية والاقتصاد والاستثمار وبناء الدولة وإحداث العمارة في الأرض، فالأوقاف ليست فقط في المضمون الشرعي بمعنى الأحكام الشرعية كالعبادات فقط، بل الأوقاف لها أغراضها الاقتصادية والاستثمارية، والأوقاف عبر التاريخ هي وعاء تنموي اقتصادي استثماري يساعد في بناء الدولة، ويواجه كل الكوارث والمشكلات ويسد حاجات الناس، والأوقاف كما كانت في الإسلام وحضاراته ونصوصه وأصوله قد قامت بأدوار عظيمة جداً في التاريخ، حيث لم تقتصر على المسلمين فقط، بل شملت غير المسلمين كما ذكر الفقهاء في الأوقاف على غير المسلمين فيما يسد حاجاتهم الغذائية والعلاجية والصحية، لافيما يلبي طلباتهم الدنية والعبادية، فقالوا يصرف بعض ريعها على هؤلاء في إطعامهم وكسوتهم وعلاجهم من ناحية أن الإسلام دين إنساني عالمي، وإذا جاوزنا الإنسانية فإن الأوقاف أيضاً للحيوان والأنعام كما هو في تاريخنا أوقاف الكلاب والقطط السائبة وضوال الإبل والحيوانات المريضة والتائهة. كما أن الأوقاف تكون للبيئة والمحيط كالأوقاف على الأشجار ومنع التصحر وتنقية البيئة من الملوثات وتطهير البحار، كل هذه وذاك من مشتملات الأوقاف ومحتوياتها.
* ولو استطاع المسلمون في وقتهم الحاضر إعادة الأوقاف إلى مكانتها السابقة، فما الذي تتوقعونه حينذاك؟
– لو أبدع المسلمون في موضوع الأوقاف وأتقنوا العمل والتخطيط وحسن الإدارة والإرادة وهو ما يعرف بـ(حوكمة مؤسسة الوقف) وتطويرها وتحسين أدائها، فإنهم يستطيعون أن يجعلوا من هذه الأوقاف أمراً يكفي الإنسانية جمعاء غذاء ودواء وثقافة وترفيهاً وتسلية وبناء جميلاً لهذه الأرض التي أمرنا بإعمارها وإصلاحها.
العتيبي
كلام قوي
ابو احمد
اللهم انصر الاسلام والمسلمين