أرجع الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ فتنة مقتل عثمان بن عفان – رضي الله عنه – على أيدي الخوارج، بأنها بدعوى الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكداً أن ما حصل هو تفريق للأمة وإراقة للدماء.
وتناول رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلال محاضرة ألقاها على مديري عموم إدارات وفروع الرئاسة العامة ومنسوبي فرع مكة المكرمة حول “تعزيز الأمن الفكري”، خطورة الإخلال بالأمن الفكري، وما حصل لبعض البلاد المجاورة من فتن وإراقة دماء وانتهاك للأعراض وتدمير للمباني من دور عبادة ومستشفيات ومصانع ومساكن، وترويع للآمنين بسبب لوثات فكرية وخلل عقدي أنتج هذه الفتنة التي لا يعلم متى ستنتهي إلا الله سبحانه وتعالى.
وقال رئيس الهيئة: إن هذا الموضوع الذي نتدارسه اليوم هو من الموضوعات المهمة جداً، التي هي حديث الساعة عند كل أهل دين وملة ونحلة، فإنه ما من أهل دين إلا وهم يبذلون الجهود للمحافظة على دينهم وعقيدتهم، ونحن أهل الإسلام وأهل السنة والجماعة أحق الناس بذلك، وهذا الموضوع هو موضوع الأمن الفكري.
وأشاد آل الشيخ بما تحظى به هذه البلاد من أمن وأمان، في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، وما تتميز به من تحكيم لكتاب الله، واستقرار وعدل، وإقامة شعائر الإسلام، داعياً إلى شكر هذه النعمة والمحافظة على أمن الوطن.
وتطرق رئيس الحسبة إلى وسائل حماية الأمن الفكري، ومنها: الاعتصام بحبل الله، واجتناب البدع، ومن أعظمها بدعة التكفير، والاهتمام بالعلم الشرعي ولزوم العلماء الثقات، وترك القول على الله بغير علم، ولزوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأضاف معاليه أن العبد خلق آمناً فكرياً، سليم الفطرة، فلما تغير هذا احتاج الناس إلى من يعيدهم إلى ما خلقوا من أجله؛ وليذكرهم بالميثاق الأول الذي أخذه الله تعالى على بني آدم حين استخرجهم من ظهر أبيهم آدم، والذي يذكرهم بالميثاق الأول هم الرسل عليهم السلام، فعلى هذا يكون الرسل قد أرسلوا إلى أقوام قد انحرفوا فكراً وفطرة.
وأكد آل الشيخ أن الله – سبحانه وتعالى – ربط بين الأمن والإيمان فقال: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون)، موضحاً أن الأمن الفكري منظومة من منظومات الأمن بمعناه العام، وقد امتن الله تعالى على عباده بالأمن وجعله نعمة من النعم، وإذا اختل الأمن الفكري سواء اختلالاً فردياً أو اختلال فكر الجماعة فإنه يعود بالوبال، ويجعل الأمة في متاهة.
وخلص الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ إلى تعريف الأمن الفكري بأنه: سلامة الفكر من الانحراف بلزوم الشرع المُنزل.
وأضاف الدكتور عبداللطيف: ومن نظر في حال الفرق التي فارقت السنة وخرجت عن جماعة المسلمين وجدهم كذلك، فأنت تجدهم لا يجتمعون على شيء إلا وسرعان ما يتفرقون ويختلفون، وسرعان ما تقع بينهم العداوة والبغضاء، وسرعان ما يبقون مشردين طريدين، وهذه سنة من السنن الكونية، أما إذا أمن الفكر واستقر، حلَّ الأمن بكافة صوره محل الخوف، وصار حرص الفرد على جماعة المسلمين أشد من حرصه على نفسه.
وقال معاليه: ومن نظر في الحال التي كانت قبل قيام الإمام الصالح الناصح العادل محمد بن سعود، والإمام الصالح شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب – رحمها الله – بالدعوة إلى التوحيد وجد الحال مشابهة لما كان عليه الناس قبل البعثة بل ربما أشد، سواء كان في اختلال الأمن الفكري أو الأمن على الأبدان والأموال، ثم إن الله تعالى امتن بالتوحيد والسنة على هذه البلاد وأهلها، فصار الناس في مأمن عظيم يسير أحدهم من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها لا يخاف إلا الله.
مواطن شريف
هذا الكلام الصامل … يوجد عندنا مرتزقة يستغلون دقونهم و التغريد على الفقر و حاجة الناس من اجل استعطافهم واسر قلوبهم لتمرير خططهم السياسية ….